loading

بعد السابع من أكتوبر: من يحتاج إلى التقييم؟

هيئة التحرير

“يجب على حماس أن تجري تقييماً جدياً وصادقاً، وتعيد النظر في كل سياساتها وكل أساليبها بمجرد أن يهدأ القتال”. “السلطة الفلسطينية هي الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني وستكون مستعدة للسيطرة على غزة بعد الحرب”.

هذه مقتطفات من مقابلة صحفية مطولة أجراها أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ مع وكالة رويترز للأنباء، والتي أثارت موجة من ردود الفعل على مختلف المستويات.

ربما أبرز تلك الردود مع قاله الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، د. مصطفى البرغوثي، إنه يجب على الشيخ الاستماع لرأي الشارع الفلسطيني، المنطلق من وعي عميق، وهو أن الاحتلال لا يفهم إلا لغة القوة، مضيفاً ان من يحتاج إلى تقييم هو موقف السلطة وسلوكها خلال الفترة الماضية.

أما عضو المكتب السياسي لحركة حماس أسامة حمدان فقال إن حديث حسين الشيخ عن محاسبة المقاومة، محاولة لتقديم أوراق اعتماد للمرحلة القادمة، وأنه يقف في مربع خاطئ في الوقت الذي تتحدث فيه “إسرائيل” عن القضاء على المقاومة، مضيفاً أن هذا الموقف غير مفهوم في ظل أن العالم يتغير باتجاه رفع الغطاء عن الجريمة الإسرائيلية.

عن هذه التصريحات المتناقضة والحديث المتكرر عمن يحكم غزة في اليوم التالي لانتهاء الحرب، وعن ضرورة إصلاح منظمة التحرير، وأحداث الـ7 من أكتوبر وما تلاها، أجرى موقع “بالغراف” لقاءً مع المحلل السياسي د. عادل سمارة، الذي قال إن القضية الفلسطينية تمر في حدثيّن مفصلييّن، هما: 7 أكتوبر، و 8 أكتوبر. الأول هو الاختراق الكبير الذي نجحت المقاومة في تحقيقه، والآخر هو أن المطبعين العرب في اليوم التالي لطوفان الأقصى بدأوا يمارسوا دورهم ضد القضية الفلسطينية، فالشعب الفلسطيني يواجه حربين، الحرب الإسرائيلية، والحرب العربية وغير العربية، وبالتالي القيادات الوطنية الحقيقية ذات المسؤولية يجب أن تلتقط هذه المسألة وتغيّر في مواقفها، أما من لا يريد أن يغير مواقفه، فسيأتي اليوم الذي سيتم فيه إزاحته من المشهد.

وأضاف أن من يريد أن يحكم ويدير الأمور في غزة يجب أن يسير مع خيارات الشعب الفلسطيني التي باتت واضحة، والمنطق يقول إن من يحكم هم الفلسطينيون المتواجدون في غزة بشكل يتم التوافق عليه وطنياً، وعدم قبول التدخلات الخارجية التي تحاول رسم العلاقات الداخلية للفلسطينيين.

وحول تصريحات حسين الشيخ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، قال إن لكل شخص الحرية فيما يقول، لكن لا يعني أن كلامه صحيح، وهذا التوجه ليس وحدوياً.

وأكد أن من يصر على بقاء منظمة التحرير بشكلها الحالي، غير معني بإصلاحها وتقويتها ولا يريد توافقاً وطنياً. فالمطلوب إعادة بناء المنظمة بشكل مختلف دون هيمنة ودون فرض مشروع التسوية على مشروع المقاومة. مؤكداً أن كل التطورات الأخيرة وما حظيت به القضية الفلسطينية من تأييد عالمي، يُحتم على الفلسطينيين المضي نحو التوافق وإعادة بناء المنظمة وإصلاحها.

وتساءل سمارة، هل لدى الفلسطينيين القدرة على تقوية منظمة التحرير بشكل يؤدي إلى حالة من التوافق الداخلي وتكوين قيادة مدنية سياسية ليست فقط من الفصائل بل تضم مختلف مكونات المجتمع الفلسطيني من نقابات وغيرها، والذي يكون فيه الكفاح المسلح جزءاً من مكونات المنظمة إلى جانب النضال السياسي، حيث يتم تقسيم العمل والأدوار، كل طرف يناضل بالطريقة التي يراها مناسبة دون خلاف أو اقتتال أو تبادل اتهامات.

وأضاف أن منظمة التحرير كانت لفترة طويلة هي الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني، لأنها كانت تمارس التحرير الذي أساسه الكفاح المسلح، بمعنى أن القضية الفلسطينية قضية تحرير وليست قضية خلق دولة. ولذلك كانت المنظمة تحظى في السابق بدعم شعبي كبير، إلا أنها فقدت جزءاً كبيراً من شعبيتها ودورها بعد المضي في مسار التسويات والاعتراف بدولة الاحتلال.

وتحدث عما أسماه السقوط العربي والإسلامي بوجود 57 دولة “مستسلمة” ومطبعة، وبالتالي لابد لقيادة السلطة الفلسطينية على سلوك طريق آخر، فالسقوط العربي والإسلامي يكسر ظهر الفلسطينيين سواء من يتمسك بخيار الكفاح المسلح أو المسار الدبلوماسي.

ويرى سمارة أن مؤتمر القمة العربية الإسلامية المشتركة الذي انعقد في الرياض في الـ11 من نوفمبر الماضي، هو إشارة لنتنياهو “بأن افعل ما بدا لك”.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة