loading

غزة صامت قبل الأمَّة تنتظر ان تزول الغُمَّة

هيئة التحرير

لا بيت ولا عائلة ولا سفرة ولا حتى طعام ليوضع عليها، لا صلاة تراويح ولا حتى لمة عائلة، لا صوت آذان يُرفع فالمساجد قُصِفَت وصوت القذائف أقوى، هكذا حل شهر رمضان المبارك على أهل غزة الصومى بلا طعام منذ خمسة أشهر 

في غزة لا زينة مضيئة فالظلام يُخيم ولا فانوس يجلب الفرح، فالفرحُ اندثر منذ أشهر، ولا صوت مسحِر يجوب الأزقة فلم تبقى بيوت ولم تبقى أزقة، حزن دفين ووجع عميق وألم يعصف بسكان هذا القطاع الذين كانوا ينتظرون شهر الصوم كل عام بشغف وحب، ولكن هذا العام ربما كثير منهم لن يعرف أن غدًا قد حل هذا الشهر المبارك 

يُصام اليوم من رمضان من آذان الفجر لآذان المغرب، ولكن أهل غزة ما زالوا صائمين منذ خمسة أشهر فلا طعام ولا حتى شربة ماء صافية، فالحصول على رغيف خبز في شمال غزة يكاد شيئاً شبه مستحيل، فيتساءل أهل الشمال هل يجوز الصيام لمن لا سحور ولا فطور له 

تقول إحدى السيدات أنها لا تتمنى أن يأتي شهر رمضان لأنه سيقلب عليها مشاعر الفقد، حيث فقدت عائلتها في قصف للاحتلال، ومن تبقى منهم محاصرين في الشمال، طفلة آخرى تقول إن رمضان يعني اللمة حول سفرة طعام، ولكن عقب ارتقاء والدتها تتساءل من سيعد لها الفطور هي وشقيقتها الوحيدة المتبقية لها 

الصحفي أنس الشريف من شمال غزة أن الأهالي يواجهون ظروفاً صعبة مع استمرار الحصار والمجاعة، مضيفاً أن الأهالي يتساءلون مع حلول شهر رمضان عن كيفية دخولهم الشهر السادس من الجوع والحرمان، كيف سيكون السحور والإفطار مع قلة وندرة المواد الغذائية، كيف ستتم صلاة التراويح دون وجود مساجد ولا حتى آذان، كيف سيتمكنون من إحياء الشهر الفضيل وزيارة الأقارب بعد هدم منازلهم وتشرديهم 

أحد أهم شعائر شهر رمضان المبارك هي إقامة صلاة التراويح، ولكن الاحتلال دمر أكثر من 500 مسجد بشكل كلي أو جزئي في غزة، حتى بات سماع صوت الآذان خاصة في شمال غزة شيء خيالي، فقد وثقت إحدى الفتيات فرحتها بسماع صوت الآذان بعد خمسة أشهر من عدم سماعه، فيما يقيم بعض الأهالي صلاة الجمعة في رفح على أنقاض المساجد المدمرة، فيبدو أن هذا العام سيكون خاليًا من صلاة التراويح في غزة

ليرفهوا عن أطفالهم ولو قليلاً قام الأهالي بصنع زينة رمضان من الأوراق، وأيضاً تعليق بعض الزينة المضيئة في الخيم التي يقطنونها، تلك الخيم التي باتت ملجأهم عقب قصف الاحتلال لمنازلهم وتشريدهم، خيم تفتقر لأدنى مقومات الحياة فلا هي تقي حر الشمس ولا مطر ولا برد، خيمة فُرِضت عليهم، وها هم يحاولون تجميلها والتخفيف عن أبناءهم ولو بالشيء القليل 

شهر يستقبله العالم بالفرح والسعادة، استقبلته غزة بالقصف المتواصل وبشلال الدم النازف الذي لا يتوقف، فطائرات الاحتلال لا تُفارِق سماء غزة بل وتقذف بحممها على المواطنين، في وجع وألم متواصل منذ خمسة أشهر، فلا حرمة لشهر رمضان بوقف شلال الدم المنهمر ولا حرمة لأي شيء، عشرات آلاف الشهداء وعشرات آلاف الجرحى ومئات المعتقلين والمفقودين، مئات العائلات مُسِحَت بشكل كامل من السجل المدني كانت العام الماضي في مثل هذا الوقت فرحة مجتمعة تتحضر لشهر الصوم والخير 

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة