هيئة التحرير
في ليلة غير مسبوقة دوت صافرات الإنذار في كل منطقة من فلسطين المحتلة، عقب وصول الصواريخ والمسيرات الإيرانية للأراضي المحتلة، والتي رافقتها صرخات الفلسطينيين الفرحة الذين خرجوا لأسطح منازلهم لمشاهدتها
وأتى هذا القصف الإيراني ردًا على قصف الاحتلال للقنصلية الإيرانية في دمشق والذي أدى لمقتل سبعة من الحرس الثوري الإيراني، فردت إيران بقصف مناطق بالداخل المحتل بالطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية
وحول هذا الهجوم الإيراني قال الإعلامي المختص بالإعلام العبري عصمت منصور في حديث ل” بالغراف” إن الرد الإيراني كان مُنتَظرًا ولم يكن هناك شيء مفاجئ في الرد، حيث كان هناك ترقب لهذا الرد، ولكن كان السؤال هو لأي درجة سيكون هذا الرد شامل؟ وهل سيشمل جبهات مثل جبهة الشمال تحديداً وحزب الله؟ وما الأهداف التي سيتم اختيارها؟
مضيفاً أنه طوال الوقت كان هناك تطمينات أمريكية ومحاولة التقليل من مخاطر مثل هذا الرد، حيث إنه سيكون محسوب ومدروس ويمكن تمريره دون أن يقود إلى حرب فإيران غير معنية بحرب، ولذلك فإن الرد جاء بحجم التوقعات وبقدر ما كان متوقعاً ولم يقد لمواجهة شاملة.
وأكد منصور أن إيران حققت من خلال هذا الهجوم أهدافها فهي أرادت إرسال رسالة قوة بأنها قادرة على الرد وأنها تستطيع الرد واتخاذ قرار الرد، وأن تضع معادلة جديدة أمام الاعتداءات التي ترتكبها إسرائيل، مبينًا أن إسرائيل تحتفظ الآن بحق الرد وتريد من خلال هذا الأمر أن توسع دائرة تحالفها الإقليمي والجبهة المناهضة لإيران في المنطقة والعالم، وبالتالي فهي الأخرى تحقق مكاسب استراتيجية على هذا الصعيد
وعن كيفية تعامل الإعلام العبري مع هذا الهجوم أكد الكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي خلدون البرغوثي في حديث ل” بالغراف” إن الإعلام العبري ركز على قضيتين أساسيتين وهما الفشل الإيراني في توجيه ضربة مؤلمة لإسرائيل ، وأيضاً كيف سيكون الرد الإسرائيلي على هذا الهجوم الإيراني.
وأضاف ان هناك تساؤلات حول إن كان سيكون هناك رد، وهل سيكون رد متعجل، أم على إسرائيل استغلال الوضع الدولي الآن والاستفادة من كون إيران دولة منبوذة، دون التضحية بالإنجاز الذي تحقق إسرائيليًا، وذلك على مستوى الدعم الغربي أو التدخل العربي في إسقاط واعتراض الطائرات والصواريخ الإيرانية، مضيفاً أن هناك حالة تعاون عربي غربي لصالح إسرائيل
فيما بين عصمت منصور أن الإعلام كانت تغطيته في حالة حرب حيث استضافة للمحللين واستنفار وتكهنات ومحاولة رسم سيناريوهات، مضيفاً أنه بمجرد ما حدث الرد وبالشكل الذي كان عليه واعتراضات الاحتلال للرد فكان تركيزهم على أنه رد محدود، إضافة إلى اعتبارهم اليوم بأنه يوم مشهود بالدفاعات الجوية وبأنها سجلت نجاح باهر وكبير، إضافة لتركيزهم على الدول التي شاركت بالرد والذي يشير إلى ولادة تحالف إقليمي دفاعي جديد
وحول الرد الإسرائيلي على هذا الهجوم أكد منصور أن هناك انقسام في إسرائيل حول ذلك فهناك من يريد الانتظار مثل غانتس الذي يريد استثمار هذه اللحظة السياسية العالمية وأن يحقق مكاسب ويعزز التحالف الإقليمي الذي نشأ، وهناك مثلاً نتنياهو الذي سيحاول الاستفادة منه سياسيًا وشخصيًا حيث يعزز علاقته مع البيت الأبيض وَيَحرف الأنظار حول قضاياه وأزماته الداخلية، ويبتز الولايات المتحدة وبايدن في موضوع رفح والشمال والمفاوضات، وأيضاً هناك من هو متهور ويريد ردًا فوريًا صاعقًا مثل بن غفير وسموتريتش، ولذلك فإن هناك أكثر من إتجاه
وتوقع منصور أن الولايات المتحدة لن تُفلت المبادرة من بين أيديها وستحاول أن تبقي الأمور تحت سيطرتها دون الإنجرار لمواجهة، لأن إن كان هناك ردًا إسرائيليًا مباشراً فسيكون هناك رداً إيرانيًا وربما يقود إلى تدهور الوضع
بدوره يؤكد البرغوثي أن هناك صعوبة في توقع ماذا سيحدث، فلم يصدر قرارًا لأي شيء حتى الآن، مبينًا أن التصريحات الإسرائيلية لغاية الآن تتحدث عن رد، وأنه هناك ضغوط من قبل وزراء حكومة نتنياهو سموتريتش وبن غفير ووزراء آخرين يضغطون باتجاه ضرورة توجيه ضربة قاسية لإيران.
وأشار إلى أنه في المقابل هناك ضغط أمريكي من بايدن بالاكتفاء بما حدث وتجنب الرد وذلك لتجنب تدهور الأوضاع بشكل أكبر، مبينًا أنه اتخاذ قرار الرد على نتنياهو بين ضغوط شركائه في الإئتلاف الحكومي وبين الضغوطات الأمريكية سيكون صعبًا عليه اتخاذه
وحول تأثير ذلك فلسطينيًا أكد منصور أن علاقات اسرائيل عادت مع الولايات المتحدة فأصبح بايدن هو من بحاجة لنتنياهو وسيحاول أن يسترضيه دوماً بسبب الرد على الهجوم الإيراني والذي لا تريده الولايات المتحدة، إضافة إلى الاستنكار لإيران ودورها وربطها بحماس، وأيضاً الدخول لرفح وإمكانية إبداء الولايات المتحدة ليونة حول هذا الموضوع، فمن الواضح أنه سيكون هناك تداعيات، فإسرائيل عادت بنظر العالم من ذروة الإنتقادات والمطالبة بمعاقبتها، والآن هي تلعب دور الضحية المعتدى عليها، مبيناً أنه صحيح لن يطول ذلك ولكن هي تريد أن تستغله