loading

جبهة المواجهة مع حزب الله تُشكّل تحدّيًا استثنائيًا لإسرائيل!

عبد القادر بدوي

• حتى عشية طوفان الأقصى كانت قواعد الاشتباك مع حزب الله تحتكم لنتائج حرب تموز وقرار مجلس الأمن رقم 1701 العام 2006، وفقًا لذلك: أي اشتباك أو خسائر كانت ستقود لحرب مفتوحة!

• في اليوم التالي لهجوم طوفان الأقصى، بادر الحزب إلى فتح جبهة قتالية إضافية (تضامنية) ضد إسرائيل ونجح في تعليق مصيرها بمصير الحرب الإسرائيلية على القطاع على الرغم من التهديدات الإسرائيلية والخسائر التي تكبّدها الحزب، وهذه معادلة اشتباك جديدة غير مسبوقة بالنسبة لإسرائيل.

• أكّد المسؤولين الإسرائيليين أن “إسرائيل لن تعود إلى الوضع القائم ما قبل السابع من أكتوبر” ويجب إبعاد قوات الرضوان إلى شمال نهر الليطاني (40 كم عن الحدود. من ناحية أخرى، قرابة 80 ألف إسرائيلي نزح من المستوطنات المحاذية للحدود بسبب هجمات حزب الله غير قادرين على العودة (4 من كل 10 من هؤلاء لن يعودوا حتى لو عاد الهدوء لهذه الجبهة تحقيق لصحيفة هآرتس).

• قوة حزب الله وقدراته العسكرية والتقنيات الأمنية على طول الحدود كانت مفاجئة وفاقت التقديرات السابقة للسابع من أكتوبر، ما يحتّم على إسرائيل السعي لإضعاف قدراته العسكرية على الحدود بالتزامن مع مطلب الابتعاد إلى ما وراء الليطاني.

• في المقابل، لم تنجح جهود الوساطة الأمريكية- الفرنسية حتى اللحظة في إقناع الحزب بذلك، ولا في إقناعه بوقف هجماته وإعادة الهدوء إلى هذه الجبهة. كما لم تنجح إسرائيل في إعادة عشرات آلاف النازحين، وألحقت الهجمات التي قام بها الحزب على مدار أكثر من ثلاثة أشهر تدميرًا واسع النطاق في البنية التحتية والمنازل والمنشآت في المستوطنات المحاذية للحدود وهو ما يراكم على الأعباء الأمنية- العسكرية أعباءً اقتصادية واجتماعية.

• تبدو السيناريوهات الإسرائيلية الساعية لتغيير “الواقع الأمني” على الجبهة الشمالية وإعادة سكان المستوطنات مُكلفة في كل حالاتها:  أولاً: سيناريو توجيه ضربة عسكرية كبيرة قد تؤدي لحرب شاملة من أجل إعادة بناء الردع محفوف بالمخاطر.

• تدرك إسرائيل أن مواجهة مفتوحة مع حزب الله ستكبّدها خسائر باهظة وربما غير مسبوقة على الرغم من تفوقها في الإمكانيات والقدرات العسكرية.

• استمرار تعثّر الجيش في تحقيق أهدافه في غزة يُثير شكوكًا حول قدرته على القتال في جبهة أخرى، وتحديدًا أمام حزب الله، الولايات المتحدة ما زالت ترفض هذا السيناريو تخوفًا من اندلاع حرب إقليمية، التقديرات الإسرائيلية أن الجيش منهك جسديًا ونفسيًا بسبب الحرب على غزة، ويحتاج إلى فترة إعادة تأهيل تتطلّب تغييرات في قيادة الجيش الحالية.

• ثانيًا: استمرار القبول بالوضع الحالي “المعادلة الجديدة” التي فرضها حزب الله يعني تآكل الردع الإسرائيلي، والقبول بقواعد اشتباك جديدة وسط استمرار عجزها في إعادة النازحين. .ثالثًا: استمرار الرهان على المسار الدبلوماسي الأمريكي- الفرنسي لا يبدو مجديًا، وقد أشار رئيس مجلس النواب اللبناني إلى ذلك ساخرًا: “نقل نهر الليطاني إلى الحدود أسهل من إبعاد حزب الله عن الحدود مسافة 40 كم”!

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة