هيئة التحرير
اعتصامات وتظاهرات واحتجاجات هكذا يبدو المشهد في الجامعات الأمريكية، طلاب وطالبات أخذوا على عاتقهم التضامن مع فلسطين وغزة التي تعاني ويلات الحرب منذ سبعة أشهر، غير آبهين بالهراوات التي تنزل على أجسادهم لقمعهم، ولا بفصلهم من الجامعة ولا حتى بالاعتقال
من نيويورك إلى لوس أنجلوس إلى واشنطن إلى شيكاغو وإلى ولايات آخرى، شرع الطلاب باعتصاماتهم المفتوحة لحين تحقيق مطالبهم، وهي إلغاء جامعاتهم الاستثمارات مع الاحتلال، ووقف الحرب على غزة، مظاهرات واعتصامات لقيت صداها الواسع وامتدت لتصل لأوروبا في فرنسا وإسبانيا إضافة لمظاهرات يومية في دول أخرى
وحول هذه المظاهرات قال الباحث السياسي والمحاضر نادر الغول في حديث ل” بالغراف” إن أي حراك اجتماعي وسياسي يسعى للتغيير، فهو يبداً من الجامعات وطلابها، لأنهم جيل المستقبل، خاصة وأن الحديث هنا عن جامعات النخبة، التي تنتج وتُخَرِج قادة المستقبل في أمريكا، بداية من جامعة كولومبيا وصولاً إلى هارفارد وغيرها من الجامعات.
وبين الغول أنه للتذكير بالتاريخ ومن باب التوضيح لا المقاربة ففي سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي كانت الحركات الطلابية هي المفتاح لفرض عقوبات ومقاطعة لنظام الفصل العنصري، وكانت جامعة كولومبيا الأولى التي تتبنى المقاطعة في حينها.
وأكد الغول أن هذه التجربة ستؤثر بالتأكيد وتساهم في التغيير المرجو فلسطينياً من الولايات المتحدة الاميركية،
ولكن الفترة التي حصلت فيها حملات التخييم الاحتجاجية فترة ربما يكون لها أثر سلبي على استمرارية هذه الحملات لأن الفصل الدراسي على وشك الانتهاء والطلاب سيعودون لبيوتهم وربما لن يكون هناك زخمًا
وحول العنف والقمع الذي مورس بحق الطلبة أفاد الغول أن هناك نوعين من الجامعات الخاصة والعامة ورغم أن العنف مورس في النوعين إلا أنه في الجامعات العامة هناك حيز حرية أكبر لأن حقوقك كمواطن أميركي مكفولة بالدستور وخاصة التعديل الأول، الذي يسمح لك بممارسة الاحتجاج والتجمع والتعبير عن الرأي، مضيفاً أن هذا لا يعني أنه لا ينطبق على الجامعات الخاصة ولكن كونها مؤسسات خاصة قوانينها الداخلية هي من يحكم العلاقة بين الطالب والإدارة.
وأشار مثلاً إلى أن جامعة كولومبيا وفي التعديل الأول للنظام الداخلي يوكد على أهمية التعديل الأول واحترام الرأي الآخر، ولكن عندما نغوص أكثر نرى أنه في النظام الداخلي من المخالف إغلاق الطرق وأروقة الجامعة وهناك عقوبات وأفترض أنه كان المبرر لقمع المظاهرات.
وأفاد الغول بأن النخبة السياسية التقليدية تخاف من هذا التيار الجديد لدى الشباب الاميركي وبالتالي تفترض أنه يجب إنهاء هذا الحراك من وجهة نظرهم، ولكنهم مثل جميعنا ممن لا يمثلون جيل التكتوك كما يقال لا نفهم كيف يتفاعل هذا الجيل والذي بطبعه متمرد وله شخصية مستقلة مختلفة عن الأجيال السابقة وعليه كل ممارس قمع وعنف تزيد من هذه الموجة من الاحتجاجات في الجامعات الاميركية.
وحظيت هذه المظاهرات بدعم كبير على منصات التواصل الاجتماعي، مشيدة بجهود الطلبة في هذه الجامعات في دعم ومساندة فلسطين وتحديداً قطاع غزة