هيئة التحرير
حل اليوم العالمي للتضامن مع مرضى الثلاسيميا في وقت يمر به المرضى في قطاع غزة بأوضاعٍ صحية صعبة، خاصة في ظل حاجتهم لرعاية خاصة وحاجتهم لنقل الدم كل فترة بشكل مستمر، وانقاطعهم عن نقل الدم يشكل تهديداً كبيراً على حياتهم
وفي ظل استمرار العدوان على قطاع غزة لأكثر من سبعة أشهر، ضاعف هذا من معاناة مرضى الثلاسيميا بشكل كبير، خاصة مع خروج العديد من مستشفيات القطاع عن الخدمة نتيجة قصفها وحصارها أو نتيجة لعدم توفر الوقود لتشغيلها ما ساهم في تعريض حياة الكثير من المرضى للخطر
وارتقى 17 مريضاً من مرضى الثلاسيميا إثر قصف الاحتلال، وانعدام الخدمات الصحية والطبية، وفق ما قاله المدير التنفيذي لجمعية أصدقاء مرضى الثلاسيميا، الذي أكد أن من ضمن ال17 شهيدًا من ارتقى نتيجة عدم توفر وحدات الدم، إضافة إلى أن بعضهم ارتقى نتيجة عدم توفر العلاج وحصارهم في مراكز الإيواء
وبين عياش أنه قبل بدء الحرب على غزة كان عدد المرضى بالجمعية 301 مريضاً، فيما يبلغ عددهم الآن 288 مريضاً، كما أن 31 مريضاً منهم غاردوا قطاع غزة عقب تدهور وضعهم الصحي بشكل كبير، إضافة إلى وجود 50 مريضاً آخرين ما زالوا ينتظرون السفر لتلقي العلاج حيث 5 منهم يعانون من إصابات بالغة الخطورة
وأضاف أن 50% من المرضى فقدوا أفرادًا من عائلاتهم، كما أنهم يعيشون أوضاعًا صعبة نتيجة سوء التغذية وانعدام الخدمات الصحية، مفيدًا أن الازدحام في مراكز الإيواء وانعدام البيئة الصحية المناسبة للمرضى وبسبب ضعف المناعة لديهم أدى لانتشار العدوى والأمراض فيما بينهم، ما سبب خطراً كبيراً على حياتهم خاصة مع انعدام العلاجات الأساسية لديهم والتي تمكنهم من البقاء على قيد الحياة
وأوضح عياش أن مريض الثلاسيميا وفي الوضع الطبيعي يحتاج إلى نقل دم مستمر كل 3-4 أسابيع، حيث يتم نقل الدم لمريض الثلاسيميا عند نسبة هيموجلوبين تتراوح ما بين 8-9، مضيفاً أنه وبسبب عدم وجود متبرعين يتم نقل الدم على نسبة 6-5، وحتى هذه باتت صعبة المنال مما يسبب مضاعفات المرض لديهم، كما أنه أدى لانخفاض قوة الدم لديهم لدرجات غير مسبوقة تهدد حياتهم
وبين أن مرضى الثلاسيميا في الضفة الغربية يعانون أيضاً إثر عدوان الاحتلال المتواصل، وذلك جراء تقطيع أوصال المدن ووضع عشرات بل مئات الحواجز التي تعيق حركة المرضى والعاملين الصحيين، مما يهددهم بالخطر الشديد.
وأشار إلى أن استهداف العاملين الصحيين والمشافي والمراكز الصحية ومركبات الإسعاف إضافة إلى كونه جرائم حرب فإنه يعمق مضاعفات الأمراض المزمنة، ويضع صحة وحياة هؤلاء المرضى في الخطر الشديد، مؤكدًا أن استمرار الوضع الراهن ينذر بكارثة أشد وأعمق تنتظر أصحاب الأمراض المزمنة وبضمنهم مرضى الثلاسيميا، الأمر الذي يستدعي تدخلاً دولياً للحيلولة دون وقوعه.
وأفاد عياش أنه عقب إخلاء وتوقف مستشفى أبو يوسف النجار عن العمل عقب الدخول البري لرفح، وهو المستشفى الأكبر الذي يقدم خدمات لمرضى الثلاسيميا، مؤكداً أن جمعية أصدقاء مرضى الثلاسيميا تحاول مع وزارة الصحة توفير أماكن تقدم خدمة نقل الدم للمرضى بشكل عاجل، مؤكداً أنهم يسعون جاهدين لتوفير الخدمات الصحية والعلاجية لمرضى الثلاسيميا بالتعاون مع منظمات دولية
وأكد عياش أن الجمعية تناشد وتطالب المنظمات الحقوقية والإنسانية والصحية بالتدخل الفوري والعاجل للوقوف مع مرضى الثلاسيميا وتوفير العلاج لهم وتوفير الدم الآمن لهم، حيث تعتمد حياة مريض الثلاسيميا على وحدة الدم التي يأخذها، مطالباً بضرورة السماح بدخول الطواقم الطبية لداخل القطاع خاصة أخصائي الدم و الثلاسيميا لتقديم الخدمات الصحية والعلاجية للمرضى، وذلك عقب انهيار النظام الصحي في القطاع