loading

شيرين أبو عاقلة: شمس لا تغيب 

هيئة التحرير

أن تكون صحفياً ينقل للعالم رواية مغايرة لرواية الاحتلال فذاك في نظره استفزاز له ” هذا ما قالته الصحفية شيرين أبو عاقلة ذات يوم خلال تغطيتها، وها هو اليوم تمر الذكرى الثانية على اغتيال شيرين خلال تغطيتها لاقتحام الاحتلال لمخيم جنين 

رصاصة قناص استقرت برأسها، لترحل في جريمة اغتيال على أرض مخيم جنين الذي لطالما غطت فيها جرائم اغتيال وغطت به جنازات شهداء وكانت شاهدة على كثير من آلامه، رحلت تاركة وراءها إرث صحفي سيعيش أجيال وأجيال 

تحل الذكرى الثانية لاغتيال شيرين في وقت يمر به الجسم الصحفي من انتهاكات مضاعفة ومستمرة، وفي وقت يستمر فيه العدوان على غزة للشهر الثامن على التوالي، غابت فيها شيرين بصوتها وكلماتها عن الشاشة وعن التغطية، هذه التغطية التي بقيت وستستمر 

أكثر من 140 صحفياً ارتقوا خلال الأشهر الثمانية الماضية وأكثر من 100 صحفي وصحفية اعتقلوا، في انتهاكات متواصلة من قبل قوات الاحتلال للجسم الصحفي وفي دم نازف لا يتوقف

وأكدت نقابة الصحفيين الفلسطينيين على جهودها المتواصلة لمحاكمة قتلة الصحفية الصحفية شيرين أبو عاقلة والتي تم اغتيالها عن سبق إصرار وترصد وفي إطار سياسته الممنهجة لاستهداف الصحفيين وقتلهم، معبرة عن  استهجانها وتنديدها باستمرار سياسة الصمت لدى المحكمة الجنائية الدولية والنائب العام للمحكمة بعدم إعلان إجراءات فتح التحقيق بعد عامين من اغتيال شيرين.

وبينت النقابة أن جريمة قتل شيرين لن تسقط بالتقادم وأن كل زملائها في مهنة الصحافة وعموم الشعب لن ينسوا ذلك اليوم الأسود الذي اغتال فيه الاحتلال أيقونة الاعلام الفلسطيني شيرين أبو عاقلة.

ودعت النقابة ومعها الاتحاد الدولي للصحفيين ممثلي كل صحفيي العالم إلى أوسع حملة إعلامية عربية ودولية للضغط على السيد كريم خان لفتح التحقيق وبدء استدعاء القتلة، ومسؤوليهم في دولة الاحتلال للتحقيق معهم وبدء اتخاذ الإجراءات القانونية التي تنص عليها قوانين المحكمة وينص عليها القانون الدولي والقانون الدولي الانساني بعدم افلات مرتكبي الجرائم بحق الصحفيين من العقاب.

وأشارت النقابة إلى أنها كانت قد تقدمت بشكوى بتاريخ 21 أيلول/ سبتمبر 2022، بقضية اغتيال أبو عاقلة وقبلها تقدمت بشكوى أخرى ضد اغتيال الشهيدين الصحفيين أحمد أبو حسين وياسر مرتج، موضحة أنها تحضر بالشراكة مع الإتحاد الدولي للصحفيين للشكوى الثالثة لدى المحكمة في قتل واغتيال أكتر من 135 صحفياً في غزة، والتي سيتم تقديمها للمحكمة الجنائية الدولية خلال الأسابيع القادمة.

واستذكر الصحفيين الفلسطينيين والكتاب زميلتهم شيرين فكتبت زميلتها الصحفية جيفارا البديري ” كل يوم نفتقدك يا أغلى من افتقدنا كل شي ناقص بدونك ما أصعب هذا اليوم وما أصعب أن نقول أنك ذكرى” ، مضيفة “أنت الصديقة والأخت والعامود الذي استند ونستند إليه، زملاء وأصحاب وفلسطين كلا رحلت جسدًا ولكن روحك في كل مكان” 

وأضافت ”  لو تعملي كم يذكرك الناس ؛ كبار صغار أطفال .. ولو تعلمي كل ما حدث بعد ذلك الصباح المشؤوم  كثيرة جداً جداً تلك الأرواح التي صعدت عندك ؛ لتؤنس وحدتك، لو تعلمي كم صحفي غدروه مثلك وكم روح في من غزة إلى جنين زُهِقت،  والمجرمون لا زالوا يستبيحون كل شيء،  كم هو صعب أن نكتب لك، فحضورك أكبر 

فيما كتب الكاتب محمود الفطافطة في كتابه الذي صدر ” شيرين أبو عاقلة: قصص وأسرار”إذا كان جسد الشهيدة شيرين أبو عاقلة رحل عنا قبل سنتين، فإن روحها ما زالت مُورقة بالخلود، وسيرتها مُعطرة في الذاكرة. 

مضيفاً إن شيرين بعد رحيلها كما حياتها ستظل شاهدة على احتلالٍ يقتل دون أن يُحاسب، ويسرق دون أن يُردع، هذا المحتل البشع الذي أوغل في دم الصحفيين الفلسطينيين خلال حرب إبادته على القطاع قتل شيرين وأكثر من 140 صحافياً وصحافية؛ اعتقاداً منه أن الحقيقية ستموت، وأن العدالة ستفُنى، وأن الشجاعة ستنهزم. هذا الاعتقاد كان خاطئاً؛ ذلك أن الحق الفلسطيني دامغ، والعدالة بالحرية قادمة، والشجاعة لتحرير فلسطين متصاعدة.

إن شمس الإعلام شيرين أبو عاقلة نذرت حياتها من أجل نشر الحقيقة، وقول الحق، واسترداد الحقوق، وفي مماتها تحول دمها المقدس إلى منارة تهتدي بها عقول ونفوس كثيرة للسير في طريق الإعلام؛ تلك المهنة التي على مذبحها أُزهقت أجساد دون أن تُزهق إرادتها… أُزهقت أسماء دون أن تُسفك مسمياتها.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة