loading

غزة: المنظومة الصحية على حافة الانهيار

هيئة التحرير


لم تنتهي الحرب ولم يهدأ صوت القصف للشهر الثامن على التوالي، بل عاد القصف وكأن الحرب في أيامها الأولى، قصف كثيف متواصل مستمر على شمال غزة ووسطها وجنوبها، ودم نازف مسفوك بلا توقف، ونزوح متكرر من مكان لمكان بحثاً عن مكان آمن مفقود، واعتقال تعسفي لأمكان غير معروفة

ويرافق هذا القصف المتواصل إغلاق لكافة المعابر ومنع لدخول آية مساعدات غذائية أو دوائية خاصة بعد السيطرة على معبر رفح وإغلاق معبر كرم أبو سالم، ما يُنذِرُ بكارثية كبيرة خاصة مع خطر قرب انتهاء الوقود والمساعدات المتواجدة في غزة 

وكثف الاحتلال قصفه على مخيم جباليا شمال قطاع غزة، خلال اليومين الماضيين حيث قصف المنازل ومراكز الإيواء، ما أدى لارتقاء عدد من الشهداء وإصابة العشرات، وساهم في نزوح آلاف المواطنين، وتزامن هذا القصف العنيف مع قصف عنيف آخر على مدينة رفح ما أدى إلى نزوح مئات آلاف المواطنين بحثاً عن مكان آمن، وأدى هذا القصف إلى ارتقاء عشرات الشهداء ومئات الجرحى 

وزارة الصحة في غزة أكدت أن هناك فقط ساعات معدودة تفصلهم عن انهيار المنظومة الصحية في قطاع غزة، نتيجة عدم إدخال الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء في المستشفيات وسيارات الإسعاف ونقل الموظفين 

وأفادت الوزارة أن 30 مستشفى توقفت بشكل كامل في القطاع، مع نفاد الوقود والأدوية؛ مؤكدة أن الاحتلال أجبر الطواقم الطبية على إخلاء مستشفيات “الكويتي التخصصي” و”أبو يوسف النجار” بمدينة رفح التي تتعرض لقصف متواصل من طائرات ومدفعية الاحتلال.

فيما قالت منظمة أطباء بلا حدود إن الوضع في ‎رفح حرج والإمدادات الحيوية تنخفض بشكل خطير، مؤكدة أن الإمدادات الطبية على وشك النفاد، إضافة إلى أن نقص الوقود يؤثر على المولدات وتوزيع المياه النظيفة

فيما أفادت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ” الأونروا” إن ما يقرب من 360 ألف شخص فروا من رفح منذ صدور أمر الإخلاء (الإسرائيلي) الأول قبل أسبوع، مؤكدة أن عمليات القصف وأوامر الإخلاء الأخرى في شمال غزة أدت إلى مزيد من النزوح والخوف لدى آلاف العائلات

مشددة على أنه لا يوجد مكان آمن في غزة للذهاب إليه، ولا أمان دون وقف لإطلاق النار

ومع استمرار إغلاق المعابر وعدم السماح بأية مساعدات حذر 

المدير القُطري لبرنامج الأغذية العالمي بفلسطين ماثيو هولينغورث من أن إمدادات الغذاء والوقود في القطاع تكفي لثلاثة أيام على الأكثر، مشددًا على أن عمليات برنامج الأغذية ستتوقف في حال عدم توفر إمدادات الغذاء والوقود، خاصة وأنه أصبح من الصعب الوصول إلى مستودعاتهم الرئيسي بمدينة رفح جنوبي القطاع، مبينًا أن مخبزاً واحداً فقط لا يزال يعمل

من جانبه حذر المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة،  من “موجة تجويع” تسعى إسرائيل لفرضها في جنوب القطاع، على غرار ما حدث في شماله خلال الأشهر الماضية، من خلال وقف إدخال المساعدات إلى غزة، مضيفاً أن منع المصابين من السفر للعلاج خارج غزة بسبب احتلال إسرائيل لمعبر رفح ينذر بتداعيات خطيرة على حياتهم.

ولفت المكتب إلى كارثة إنسانية أمام قطاع غزة خلقها جيش الاحتلال من خلال احتلاله لمعبر رفح، مضيفًا أن هذه مرحلة خطيرة ومرحلة إنسانية لن تمر على الشعب الفلسطيني.

فيما طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، “إسرائيل” بإعادة فتح معبري رفح وكرم أبو سالم “على الفور” للسماح بدخول المساعدات الإنسانية الى قطاع غزة، مؤكداً  أن إغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم في الوقت عينه يضرّ بشكل خاص بالحالة الإنسانية اليائسة أساسًا، محذّرا من أن “هجوما واسعا” على رفح المكتظة بالمواطنين سيكون عبارة عن “كارثة إنسانية”.

ومع استمرار العدوان للشهر الثامن على التوالي أرتقى أكثر من 35 ألف مواطن، غالبيتهم من الأطفال والنساء، فيما أصيب أكثر من 78 آخرين، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت  تحت الأنقاض.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة