هيئة التحرير
“جثامين متفحمة، وأطفال برؤوس مقطوعة، وأب مكلوم يصرخ أطفاله الذين ارتقوا، وأمٌ تصرخ فلذات كبدها الذين يحترقون، وخيم نايلون يزداد لهيبها على ساكنيها” عقب صاروخ من طائرات الاحتلال استهدف خيم النازحين في رفح
ليلة أمس قصفت طائرات الاحتلال خيم النازحين في رفح، تلك المنطقة التي طالبت السكان الذهاب إليها على اعتبار أنها مكان آمن، ولكن ومُجددًا يُثبتُ الاحتلال أن لا مكان آمن في قطاع غزة بأكمله، فطائرات الاحتلال تَصُبُ حممها على كل مكان في الشمال والجنوب والوسط، على البيوت والخيم والمساجد والكنائس والمستشفيات
وقالت وزارة الصحة بغزة إن 45 شهيدًا ارتقوا في مجزرة رفح بالأمس بينهم 23 من “النساء، والأطفال، وكبار السن”، إضافة ل249 جريحاً، مؤكدة أنه لم يسبق وأن تم في التاريخ تحشييد هذا الكم الكبير من أدوات القتل الجماعي و توظيفها مجتمعة أمام ناظري العالم كما يحدث في غزة.
وأضافت الوزارة أنه يتم حرمان السكان من “الماء، و الغذاء، و الدواء، والكهرباء، والوقود”، إضافة لسحق البنية التحتية و تدمير جميع المؤسسات، و تعطيل الصرف الصحي، الذي أدى لانتشار الأوبئة وسحق المنظومة الصحية، وإطباق الحصار وإغلاق المعابر ومنع دخول الإمدادات والوفود الطبية، وأيضاً منع تحويل المرضى للخارج و استخدام أعتى الأسلحة ضد المدنيين العزل، واستهداف الطواقم الإنسانية وفرق الإسعاف والطواقم الصحفية و منع معدات الإنقاذ، وإخلاء الجرحى و القتل الجماعي و إجبار السكان على إخلاء بيوتهم قسراً مرات عديدة ومن ثم تدميرها بكل مقدراتها، وترك السكان دون مأوى أو أي مكان آمن.
من جانبه أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن ارتكاب إسرائيل مجزرة رفح والقتل جماعي للنازحين، هو إمعان في رفض وتجاهل قرار محكمة العدل الدولية بضرورة وقف الهجوم على المدينة، مضيفاً أن إسرائيل واصلت شن عشرات الغارات على رفح، ما أدى لارتقاء أكثر من 70 فلسطينياً خلال اليومين التاليين لقرار محكمة العدل الدولية بوقف الهجوم على المدينة وحماية مئات آلاف المدنيين فيها
وأفاد المرصد بأن إسرائيل ردت على قرار محكمة العدل والمطالب الدولية وقف هجماتها بقصف مخيم للنازحين شمال غرب مدينة رفح مساء الأحد، ما خلف عشرات الضحايا والجرحى والمفقودين، مبينًا أنها تواصل انتهاك قرارات محكمة العدل الدولية، بما فيها أحدثها الذي يلزمها بوقف الهجوم العسكري على رفح وفتح معبر رفح الحدودي لضمان حركة الأفراد وإدخال الإمدادات الإنسانية، وإسرائيل لم تتأخر بالمجاهرة في رفض قرار المحكمة، من خلال تكثيف القصف والقتل والتدمير فور انتهاء الجلسة وما بعدها
وأوضح المرصد أن قوات الاحتلال ما زالت تُغلِق معبر رفح الحدودي أمام حركة السفر بما في ذلك سفر المرضى والجرحى منذ فجر 7 مايو، وتواصل منع إدخال المساعدات الإنسانية من خلاله من قبل ذلك بيوم واحد، مضيفاً أن الحديث عن اتفاق لإدخال شاحنات المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم، الذي أغلقته إسرائيل من يوم 5 مايو، لا يحل المشكلة، ولا يلبي الاحتياجات المتزايدة والمتراكمة لـ 2.3 مليون نسمة في قطاع غزة يتعرضون لإبادة جماعية ويواجهون مجدداً شبح المجاعة
وأدانت مؤسسات ودول عربية وأوروبية مجزرة رفح معتبرة ذلك انتهاكًا لقرار العدل الدولية أعلى محكمة في العالم، ومؤكدة أنه لا توجد أي منطقة آمنة في قطاع غزة داعية لوقف فوري لإطلاق النار