هيئة التحرير
أعلن عضو مجلس الحرب في حكومة الطوارئ الإسرائيلية بني غانتس استقالته من المجلس اليوم وذلك بعد المهلة التي حددها لرئيس حكومة الاحتلال نتنياهو، مُبديًا موافقته على الصفقة التي قدمها الرئيس الأمريكي بايدن، وداعيًا نتنياهو لتشكيل لجنة تحقيق وإجراء انتخابات بأسرع وقت ممكن، ولحق بهذه الاستقالة عضو مجلس الحرب غادي أيزنكوت
المختص بالشأن الإسرائيلي عصمت منصور قال في حديث مع ” بالغراف” إن هذه الاستقالة كانت مُتوقعة، فنتنياهو لم يفعل شيئًا لمنعها، فغانتس أعطى مهلة لنتنياهو ثلاثة أسابيع كي يُنزله عن الشجرة ويُعدل مساره وسلوكه السياسي في الحكومة
وأضاف أنه من الواضح أن نتنياهو لم يفعل شيئًا من أجله، وهذا يضر بسمعة الحكومة وسيصبح التعامل معها عالمياً اصعب، فهذه حكومة متطرفة ويمينية، فسيكون من الصعب على دول العالم تبرير التعامل معها أمام الرأي العام الخاص بهم، والتجاوب مع توجهات العالم والإدارة الأمريكية ومصالحها
وبين غانتس أن الشارع سيفقد ثقته بها بشكل كلي، فكان وجود غانتس بمثابة غطاء ويعطيها نوع من المناعة بكونها حكومة تمثل كافة الإسرائيليين وذلك بسبب وجوده بها من موقعه كمعارضة، ولكن الآن هي تمثل بلوك اليمين المغلق
ويرى منصور أن استقالة غانتس لن تشكل أي تأثير على مجريات الحرب، لأن قرارات الحرب صحيح أنها تُتخذ بالأخير من المستوى السياسي، ولكن هناك الأجهزة الأمنية والولايات المتحدة، مضيفاً أن غانتس لم يكن يختلف في توجهاته عن نتنياهو فكافة القرارات كانت تُتخذ بالإجماع، فقط في موضوع لبنان في بداية الحرب منع غانتس وأيزنكوت قصف لبنان وإدخاله بالحرب، وما دون ذلك لم يكن لهم أي تأثير في حدة الحرب أو توجيهها لاتجاه أقل خطورة، بالعكس كانوا متفقين تماماً في أهداف الحرب وطريقتها
وأفاد منصور أن هذه الاستقالة ستمثل قلقًا لعائلات الأسرى فبالنسبة لهم هذا يوم أسود، فهم كانوا يراهنون على أن وجود غانتس في الحكومة هو الذي سيحرك موضوع الأسرى ويضغط باتجاه طرحه للنقاش وبحث الخيارات، والدفع باتجاه صفقة ورفع صلاحيات الوفد المفاوض وتوسيعها، ولكن الآن فكل من بالحكومة باستثناء الأحزاب الدينية لا يؤيدون صفقة مثل نتنياهو وبن غفير وسموتريتش، فالأحزاب الدينية كانت تؤيد صفقة ولكنها لم تبادر بصفقة فإن حصلت صفقة ستؤيدها فقط
وقدم أمير مخول من مركز تقدم للسياسات تقدير موقف عقب استقالة غانتس جاء به، إن حكومة نتنياهو باتت أضعف ولا تملك القدرة على اتخاذ قرار استراتيجي يتحمل نتنياهو مسؤوليته بشكل مباشر، فيما أكد أن مطالبة بن غفير وسموتريتش بالانضمام الى كابنيت الحرب هي هاجس يخيف نتنياهو وقد يقوم بحل كابنيت الحرب
وأضاف إن توجه غانتس المباشر الى وزير الحرب غالنت بأن يتخذ القرار الشجاع، يُقلق نتنياهو حتى وان كان يتمنى التخلص من غالنت لكن يحتاجه الان في حكومته المقلصة.
وبين أن نتنياهو يسعى الى استمالة كل من رئيس حزب يسرائيل بيتينو ليبرمان وإغرائه بتسلم حقيبة وزير الحرب، وكذلك رئيس حزب اليمين الرسمي ساعر، ولغاية الان رد كل منهما سلبي، ما دام نتنياهو رئيسا للحكومة.
وأكد أن أخطر ما جاء في خطاب الاستقالة هو تقديره أن الحرب ستستمر سنوات طويلة والنصر مكلف
وأفاد بأن غانتس يدعو إلى انتخابات مبكرة متفق على موعدها على أن تقوم في أعقابها “حكومة وحدة قومية صهيوينة ” أي استبعاد اي حكومة لا تستند ولا بأي شكل إلى الأحزاب العربية ولا الدعم من خارجها.
ولفت إلى أن غانتس لم يخرج عن إطار الحل العسكري ولم يطرح اي بديل سياسي لنتنياهو وحكومته.
وأضاف أن زيارة بلينكن غداً ستشكل امتحانًا لمعرفة وجهة حكومة نتنياهو ولا مجال للتملص من قبله.
كما أنه يعود مفتاح الانتخابات المبكرة إلى قرار حزب المتدينين الشرقيين “شاس” ورئيسه أرييه درعي والذي يسعى لفض الشراكة مع الليكود ورئيسة نتنياهو، ومن المرجح أن يدعم موقفه الحزب الديني (الاشكنازي) يهودوت هتوراه، وحصرياً على ضوء قرار المحكمة العليا بصدد تجنيد المتدينين للجيش المتوقع في الأيام القادمة.
وأكد أن استقالة غانتس من كابينيت الحرب، هو بداية لتدرج في التفاعلات السياسية، سواء على المستوى الداخلي والاصطفافات الجديدة في المشهد الحزبي ، ام على المستوى الخارجي في علاقة حكومة يمينية متطرفة خالصة مع الولايات المتحدة وبقية المجتمع الغربي.