loading

في اليوم العالمي للبيئة: دمار كبير في الارض الفلسطينية

تسنيم درويش

بينما يحتفي العالم باليوم العالمي للبيئة تحت شعار ” أرضنا مستقبلنا، واستعادة الأراضي” وذلك للتأكيد على حماية البيئة واستصلاح الأراضي، يستمر الاحتلال في تدمير الأراضي الفلسطينية من شمالها لوسطها حتى جنوبها، ففي غزة يواصل عدوانه الذي يفتك بالأرض والإنسان والشجر والحيوانات وحتى الحجر، ولا يختلف الوضع كثيراً عن مناطق الضفة المحتلة التي يصادر أراضيها ومياهها وكل شيء بها 

مدير دائرة الرقابة والتفتيش في سلطة جودة البيئة “بهجت جبارين” قال إن الاحتلال دمر جميع الأراضي الزراعية بغزة والتي تشكل ثلث مساحة القطاع، كما دمر أكثر من 55 ألف شجرة بسبب تجريف الطرق والقصف، إضافة لتدمير أكثر من 100 ألف شتلة في  مشاتلها، والتي تشكل مصدر دخل أساسي لسكان القطاع، مضيفاً أن استمرار الحرب يعني مزيدًا من الخسائر والأضرار في القطاع الزراعي، والتي بلغت حتى الآن 180 مليون دولار وفق جهاز الإحصاء 

 وأوضح جبارين أن التنوع الحيوي في غزة تأثر بشكل كبير في هذه الحرب، حيث إن 150- 200 نوع من الطيور المهاجرة أو المتوطنة و 20 نوع من الثدييات و25 نوع من الزواحف تم القضاء عليها بشكل كامل، مؤكداً أن ما يحدث هو إبادة جماعية للتنوع الحيوي في القطاع.

وحول الأضرار التي لحقت بالمياه في القطاع، أفاد جبارين أن  الحروب المتعاقبة على قطاع غزة حولت المياه فيها من سر الحياة وشرطها الأول إلى سبب أساسي للأمراض وأحيانا الموت، مفيداً أن 95% من مصادر المياه داخل القطاع كانت  ملوثة من الأساس، خاصة مع منع الاحتلال وصول الكهرباء والوقود للقطاع، ما أدى لإيقاف تشغيل محطات معالجة المياه بشكل كلي أو جزئي.

وتابع بأن طبيعة التربة الرملية وشبه الرملية في غزة ساعدت على تسريب الملوثات الناتجة عن استخدام الأسمدة وكذلك تسريب مياه الصرف الصحي ووصولها الى المياه الجوفية وتلويثها، إضافة لاستخدام الاحتلال للمتفجرات بكافة أنواعها وخاصة تلك المحرمة دولياً وبشكل مكثف ساهم في زيادة التلوث المائي في القطاع وزيادة مخاطره. 

ولفت جبارين إلى أن الحرب الأخيرة أدت إلى تفاقم الوضع المائي، حتى باتت مياه غزة بأكملها ملوثة، إما تلوث بيولوجي نتيجة الصرف الصحي أو كيميائي نتيجة القصف بالقنابل المختلفة، إضافة لندرة المياه حيث وصلت حصة الفرد 2-3 لتر في اليوم وهي غير كافية لسد احتياجاته للشرب فقط!

أما عن الأضرار التي لحقت بالبيئة البحرية، فقال جبارين إن  منطقة السهل الساحلي في قطاع غزة تحولت من منطقة صيد وترفيه و شواطئ غاية في الجمال، إلى مَكرهة صحية خالية من الحياة، نتيجة تراكم النفايات الصلبة و التلوث الناتج عن مياه الصرف الصحي ونقص محطات المعالجة، مشيراً الى أن التلوث في بيئة البحر وصل إلى عمق 700 متر، ما أدى إلى موت الكائنات البحرية أو تضررها أو هروبها.

وشدد جبارين على أن هذه الآثار ووجود العناصر الثقيلة والمشعة والمواد الخطرة في بيئة القطاع ستلاحق الأجيال الفلسطينية المتعاقبة مسببة لها أمراض ومخاطر عدة منها ” وفيات الأجنة، و التشوهات الخلقية، والسرطانات”، مشيراً إلى أن جزء كبير من الأضرار البيئية عابر للحدود، فمن المتوقع ان يصل تلوث التربة والهواء والمياه للمناطق المحيطة مثل مصر والضفة الغربية والأردن.

وحذر  من الانبعاثات الخطيرة الناتجة عن المتفجرات والأسلحة واستخدام اليورانيوم المخضب في هذه الحرب موضحاً أنه وحسب العمر النصفي لبعض نظائر اليورانيوم، فإنها قد تحتاج إلى ألف سنة حتى تنضب من البيئة، مستعرضاً ما حدث في الحرب العالمية الثانية خلال قصف “ناجازاكي، وهيروشيما”، حيث أنه وبالرغم من مرور 70 عامًا على هذا القصف، إلا أن تبعاته وآثاره ما زالت تلاحق المنطقة حتى يومنا هذا 

وبين جبارين أنه وفي الوقت الذي تتغنى فيه إسرائيل بتطورها البيئي خاصة في مجال الطاقة المتجددة، كان يوجد في قطاع غزة أكثر من 20 ألف وحدة للطاقة المتجددة عن طريق الخلايا الشمسية تم تدمير 60% منها خلال الحرب.

وحول قضية إعادة إعمار البيئة في غزة شدد جبارين على أن هناك آثار تحتاج لعشرات أو مئات السنين  لمعالجتها، أو قد لا تُعالَج، مفيدًا أنه من الممكن إعادة بناء الوحدات السكنية والبنية التحتية، إلا أن الركام ومخلفات الهدم البالغة 36 مليون طن ستحتاج  لما يقرب من خمسة عشر عاماً  لمعالجتها وإزالتها 

وأكد جبارين أن هذه الحرب كشفت ازدواجية المعايير لدى المؤسسات الدولية و مؤسسات حقوق الإنسان بما فيها الأمم المتحدة التي تتغنى دائما بالعدالة البيئية، مشيراً إلى أنه لا يمكن فصل المواضيع البيئية في غزة عن الاحتلال الإسرائيلي الذي يسيطر على الموارد الطبيعية من مياه وطاقة وسبل عيش منذ سنوات،  وها هو اليوم يمارس أبشع المجازر البيئية، مشددًا على ضرورة إيقاف الحرب كونها السبب الأكبر للظلم البيئي في فلسطين .

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة