هيئة التحرير
يحتضن طفلته الصغيرة ويجهش بالبكاء، يبكي جوع طفلته وسوء حالتها الصحية، يبكي عدم قدرته على توفير ما يُبقيها على قيد الحياة، في شمال غزة الذي يئن جوعًا ويموت فيه الأطفال من سوء التغذية
الطفلة التي باتت تعرف بابنة منار عابد حيث لا اسم لها، فهي وُلِدت بالحرب ولم يتسنى لعائلتها أن تضع إسمًا لها، وها هي ارتقت بالحرب أيضاً نتيجة عدم وجود الطعام والحليب المناسب لها، وهذه الطفلة هي واحدة من عشرات الأطفال الذين ارتقوا جوعًا في غزة
الصحفي أسامة العشي كتب واصفًا جوعه وجوع أهالي شمال غزة ” أنا جعان كتير، وعندي جنين في بطن زوجتي كمان جعان كتير.. وزوجتي كتير خايف عليها لأنها جعانة كتير.. أهلي وصحابي وجيراني جعانين كتير”، فيما كتب المواطن هيثم يحيى ” الساعة 1:46 بعد منتصف الليل، مش صاحي عشان مش عارف أنام من القصف ولا من صوت الزنانة، صاحي عشان مش عارف أنام من الجوع”، فيما
تصرخ مسنة طالبة الفزعة من العالم بالتدخل لإنقاذهم، حيث الجوع قتل الصغار والكبار ولا وجود للخضار ولا الفواكه ولا الطعام
في شمال غزة عادت المجاعة بشكل أشد وتيرة من السابق فلم يستطع المواطنين الشفاء من المجاعة التي طالت حياتهم أشهر طويلة، حتى عادت أكثر فتكًا من السابق، عقب إغلاق الاحتلال للمعابر ومنع دخول المساعدات الإنسانية والأساسية للبقاء على قيد الحياة من الوصول لمناطق الشمال حتى بات الشمال خالياً من كل شيء
مدير مستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية حذر من تفاقم انتشار الأوبئة والمجاعة في الشمال حيث منذ أسابيع لم تدخل المساعدات إلى مناطق الشمال وما يتوفر هو الدقيق فقط والذي لا يكفي لبنية الأطفال والحوامل وكبار السن، مضيفاً أن هناك مئات الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية
أبو صفية وفي تصريحات صحفية بين أن 214 طفلاً وصلوا المستشفى خلال 14 يومًا، يعانون من سوء التغذية منهم أكثر من 50 حالة تعاني من سوء تغذية متقدم، و6 حالات وضعها حرج ويتم التعامل معها في قسم العناية المركزة، مشيراً إلى أنهم يعيشون فقط على محاليل الإنعاش، ولا يتوفر لهم الحليب أو الغذاء الخاص مما يشكل تهديداً على حياتهم
برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة حذر إمكانية حدوث أزمة صحة عامة هائلة في غزة بسبب نقص المياه النظيفة والغذاء والإمدادات الطبية،وهو ما حذرت منه أيضاً منظمة الصحة العالمية على لسان ممثلها في فلسطين ريتشارد بيبركورن الذي أكد أن النزوح الهائل خلال الأسابيع والأشهر الماضية، مع ارتفاع درجات الحرارة يمكن أن يسبب زيادة في الأمراض المعدية، حيث تلوث المياه بسبب ارتفاع درجة حرارة المياه، وأيضاً تلف المواد الغذائية بسبب ارتفاع درجات الحرارة، سيؤدي لانتشار حشرات البعوض والذباب والجفاف وضربات الشمس، مشيراً إلى أنه وبسبب سوء حالة المياه والصرف الصحي، ارتفعت عدد حالات الإسهال 25 مرة عن المعتاد.
وفي سبيل إنقاذ أهالي شمال غزة من المجاعة أُطلقت حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت هاشتاغ #شمال_غزة_يموت_جوعًا وذلك لتسليط الضوء على المجاعة التي يمر بها الأهالي، وسوء التغذية الذي يعاني منه الأطفال، مطالبين بالتدخل الفوري وفتح المعابر وإدخال المساعدات الغذائية والطبية