loading

وسن قرمان: لنفجر كرات البذور في كل مكان

تسنيم دراويش

يقال إن أول من بذر في تربة الكون هي امرأة فلسطينية خارج كهف في قرية شقبا في العصر النطوفي، ومنذ ذلك الوقت والناس يحصدون نتاج غرس المرأة الفلسطينية في الأرض، وعلى هذه الخطى خرجت الفنانة الفلسطينية وسن قرمان ابنة مدينة نابلس لتبذر كرات البذور في أرض مخيم بلاطة، وتغرس في أطفاله حب القراءة و الزراعة.

قرمان أرادت أن تنظم ورشة مخصصة لأطفال المخيم تتناسب مع الظروف الصعبة التي يمر بها الشعب في وقتنا الحالي، فاختارت “كرات البذور” بعد بحث طويل لتقوم بهذه المهمة كونها تَدمِج بين حبها للبيئة والقراءة، فتقول جاءت الفكرة من أن البذور تمثل مساحة للأمل والنموط رغم الظروف الصعبة، إضافة إلى تناسب فكرة وضعها في كرات طينية مع شح المساحات الخضراء في المخيم.

وعن طريقة تشكيل كرات البذور بينت قرمان أنها تكون عبارة عن كرة من التراب المنخول يتم مزجها بالماء ووضع البذور فيها، ثم تُلقى على الأرض في انتظار موسم الأمطار، مضيفة أنها تستخدم بذور مختلفة، منها “العدس، والخس، والورد، والبندورة” حيث هناك إمكانية استخدام أكثر من بذرة في الكرة الواحدة.

ويمكن زراعة مختلف الأراضي بمختلف المحاصيل من خلال كرات البذور، فتؤكد قرمان أنه بوجود هذه الكرات، ومع تساقط الأمطار، وضوء الشمس الكافي، يمكن للأراضي القاحلة أن تتحول لأراضٍ خضراء، ما يؤدي لخلق واقع بيئي مختلف بأبسط الإمكانيات.

“لنفجر كرات البذور في كل مكان ونترك الباقي للطبيعة الأم” هذا ما قالته قرمان التي تسعى لتعميم ورشة كرات البذور وعمل ورشات مشابهة بالمناطق المختلفة، وذلك للحصول على فلسطين خضراء

ورغم استمتاع الأطفال بالورشة، إلا أنه تملكتهم الدهشة في بدايتها كونها جديدة بالنسبة لهم، إضافة إلى محدودية مساحة الزراعة في المخيم خاصة في المكتبة، ولإعطاءهم الحرية سمحت قرمان للأطفال بإطلاق كرات البذور بالمساحات التي يرونها مناسبة، فتقول إنها سمحت لهم بإطلاقها خلال طريق عودتهم إلى بيوتهم، مبينة أن كرات البذور تعدت كونها أداة مهمة للزراعة، إلى إعطاء الأمل لأطفال المخيم حتى يضيفوا الحياة لطرقات المخيم، عدا عن كونها طريقة ممتعة لإشراك الأطفال في استعادة الغطاء النباتي.

أقامت قرمان هذه الورشة ضمن حملة تشجيع القراءة مع مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي، وعن علاقة البذور بالقراءة أكدت أنه من الجيد أن ننقل ما يقرؤه الأطفال إلى عالمنا، فكتب الأطفال تحتفي بالطبيعة، وتسعى للحديث عن دور الأطفال في إحياء الطبيعة، وكرات البذور تمثل فرصة كبيرة للقيام بهذا الدور.

“يا جذرنا الحي تشبث” هو شعار الحملة التي شاركت قرمان الورشة من خلالها، فكانت كرات البذور طريقتها الخاصة للتمسك بالأرض، مشيرة إلى أنها لست مزارعة ولكنها تريد أن تغرس الحياة في أراضينا، مضيفة أنه لكل شخص طريقته الخاصة في التشبث بالأرض، والفن هو طريقتها، والطبيعة هي أم الفنون

بعد سنوات من العمل مع العديد من المؤسسات في تقديم الورش الصديقة للبيئة، قررت قرمان أن تؤسس مساحتها الفنية الخاصة، أسمتها “تشكيل”، وهي مساحة تتيح للصغار و الكبار فرصة التعبير عن أنفسهم بحرية، ليمارسوا الفن ويكتشفوا أشياء جديدة عن ذاتهم وعن العالم من خلال الفنون.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة