هيئة التحرير
من مستوطنة بيت ايل وسط الضفة الغربية المحتلة، وعلى بعد مئات الأمتار من المقاطعة رمز السيادة الفلسطينية، بدأت حكومة الاحتلال الإسرائيلي خطتها لتعزيز شبكات الاتصالات الخلوية الإسرائيلية بافتتاح محطة وبرج لشركة سيلكوم.
عام الهاتف الخلوي
ومن تلة عالية وسط المستوطنة، أصر وزير الاتصالات الإسرائيلي شلومو قرعي على التأكيد على أن أبراج اسرائيل ستصل السماء وأن لا أحد سيمنعها من العمل في أرض الأجداد كما وصف الضفة الغربية المحتلة.
الخبير الاقتصادي مؤيد عفانة قال في حديث ل” بالغراف” إن هذه الخطوة لها بُعدين سياسي واقتصادي معًا، فهي تأتي ضمن رؤية وزير المالية والوزير في وزارة الجيش سموتريتش في الإمعان والسيطرة الإسرائيلية على مناطق الضفة الغربية، وبالتالي هي تزويد لفكرة الضم ولكن دون إعلان رسمي ولكن بإجراءات على الأرض.
خسائر اقتصادية
أما من الناحية الاقتصادية فأكد عفانة أن لهذه الأبراج تأثير سلبي جدًا على الاقتصاد الفلسطيني، مبيناً أن شركات الاتصال تدفع للسلطة الفلسطينية مقابل وجودها على الأراضي الفلسطينية بدل إضافة لدفعها ضريبة قيمة مضافة وضريبة دخل للسلطة، مضيفا أن الأسعار مرتفعة ولكن هناك جزء من الضرائب يعود بالنفع على المجتمع الفلسطيني والخزينة العامة
المستفيد الخزينة الإسرائيلية
وجود شركات إسرائيلية يعني نزع وأخذ من حصة الشركات الفلسطينية لصالح الشركات الإسرائيلية دون توفير على الخزينة العامة ولا شيقل، فمثلاً إن قام شخص بشحن رصيد جوال ب50 شيقل تلقائيًا 16% منه ضريبة قيمة مضافة ستذهب للسلطة، إضافة لدفع شركات الاتصال ضريبة دخل للسلطة، ولكن إن قام شخص بشحن 50 شيقل من أي شركة إسرائيلية فالمستفيد الوحيد هو الخزينة الإسرائيلية.
أبراج أكثر: شرائح إسرائيلية أكثر
وأفاد أن إغراق السوق بالشرائح الإسرائيلية يندرج تحت إطار تعزيز التوجه للشركات الإسرائيلية فمثلاً شخص يسكن في المنطقة “ج” ويُمنع وضع أي برج لأي شركة اتصالات فلسطينية، ولكن في المقابل هناك برج إسرائيلي قوي جداً وشرائحه متاحة وتوزع مجانًا فيصبح لدى هذا الشخص تفكير جدي باستخدامها.
المطلوب فلسطينياً
المطلوب تحريك دعاوي فهذه حصة تؤخذ من الفلسطيني فيجب تحريك الموضوع دُوليًا، أما على المستوى الوطني فيجب أن يكون هناك توعية أكبر حول هذا الموضوع، وهناك توصية للشركات الفلسطينية بأن تكون كافة خدماتها ومميزات استخدامها في متناول الجميع.
استيطان بيّن !
المختص بالشأن الإسرائيلي خلدون البرغوثي قال إن الخطوة لبناء ووضع أبراج لشركة سيلكوم، هو يأتي ضمن الانتشار وتعزيز الاستيطان مع ملاحظة الإعلان عن تعيين مسؤول كان ناشطًا استيطانيًا من الذين يقدمون مشاريع استيطانية في الضفة الغربية، فتم تعيينه عضو في مجلس التخطيط الأعلى في الإدارة المدنية وهو المجلس الذي يُقر بناء مشاريع الاستيطان بمعنى أن ناشط استيطاني أصبح عضواً وصاحب قرار في هذا المجلس.
وأفاد أنهم بذلك هم ذاهبون باتجاه حسم الأمور والحسم هو خطة سموتريتش التي كتب عنها قبل ستة أعوام بحسم الصراع الفلسطيني الاسرائيلي عبر تعزيز الاستيطان والسيطرة والضم، وهو ذاهب باتجاه ما يسميه الضم بحكم الأمر الواقع وليس الضم بقرار سياسي فهم يقومون بالضم على أرض الواقع ويتجنبون إصدار قرار سياسي رسمي بذلك من الحكومة الإسرائيلية، وذلك لتجنب ربما إثارة ردة فعل دولية تجاههم.