الهام حمدان
“نخشى أن نُصاب بأمراض جلدية بسبب قلة النظافة الشخصية، وانتشار الجراثيم بسبب تجمع مياه الصرف الصحي في طرقات المخيم وعلى أبواب المنازل” بهذه الكلمات عبرت الحاجة ” ز.ج” من مخيم طولكرم عن مخاوفها بسبب تلوث المياه الصالحة للاستعمال بمياه الصرف الصحي.
وأضافت بأن المياه الصالحة في المخيم تلوثت بمياه الصرف الصحي، فلم يعودوا قادرين على ممارسة حياتهم اليومية بشكل طبيعي من “وضوء، و تنظيف، وطبخ، وغسل ملابس، والأهم هو النظافة الشخصية، حيث لا يستطيعون الاستحمام بشكل دوري
تأتي مشكلة تلوث المياه نتيجة تعمد الاحتلال تدمير البنية التحتية وخاصة شبكة المياه والصرف الصحي في المخيم ومخيمات شمال الضفة عامة، في استهداف ممنهج بات الاحتلال يعتمده في الضفة الغربية خلال الأشهر الماضية،وسط تزايد تهديدات قادة الاحتلال بتحويل مهيمات شمال الضفة لغزة أخرى
الدكتور عمر رحال مدير مركز إعلام حقوق الإنسان والديموقراطية ” شمس”، أكد في حديث ل” بالغراف” أن الحياة في بيئة نظيفة وبعيدة عن التلوث هي من أهم حقوق الإنسان، وذلك في جميع الإعلانات والمواثيق التي تُعنى بحقوق الإنسان، مضيفاً أن ما يقوم به الاحتلال في مخيمات الضفة الغربية وخاصة مخيم طولكرم شمال الضفة، من تدمير لشبكات الصرف الصحي، ما هو إلا انتهاك صارخ لحق الإنسان في العيش ببيئة صحية غير سامة، والحصول على هواء نقي، وغيرها من الحقوق المُنتَهكة بسبب انتشار المياه العادمة في أزقة المخيم وطرقاته.
وأوضح د. رحال أن آثار هذا الأمر يمتد إلى حرمان المواطنين في المخيم من استخدام تربة صالحة للزراعة بعد تدفق مياه الصرف الصحي إليها، مشيراً إلى أن مياه الصرف الصحي تعتبر حاضنة سلبية للحشرات والباعوض، الأمر الذي يُسّرع من انتشار الأوبئة والأمراض بين المواطنين، حيث أنه من المحتمل أن تعود أمراضاً اختفت منذ ٤٠ عامًا، بسبب تحول المخيم إلى مكرهة صحية.
لافتًا إلى أن تدمير الاحتلال للبنى التحتية في المخيمات يندرج في إطار الجرائم حسب اتفاقية جنيف الرابعة.
الحاج المريض مروان أبو الكباس تحدث ل” بالغراف” عن معاناة المرضى في المخيم، حيث إنهم لا يستطيعون تحمل الروائح الكريهة المنبعثة من تجمع المياه العادمة في المخيم، كما أن استنشاق هواء ملوث يؤدي إلى مضاعفة حالاتهم الصحية، وأصبح المرضى في المخيم غير قادرين على التنقل بحرية، خشية انتقال أمراض أخرى إليهم.
بينما تحدثت الطفلة ميرال من مخيم طولكرم عن انعدام أماكن اللعب في المخيم بعد تدميره، فتقول أنه بعد تدمير الاحتلال للأماكن المخصصة للعب في المخيم، لجأوا للعب في الطرقات، ولكن بسبب انتشار مياه الصرف الصحي وتدفقها بشكل مستمر في الشوراع لم يعودوا قادرين على اللعب والترفيه، وأصبحوا يقضون معظم أوقاتهم في المنزل
بينما يرى الطفل حمزة سروجي أنهم لا يعيشون حياة كريمة مثل بقية أطفال العالم، فهو يضطر يوميًا لقطع مسافات طويلة لإحضار مياه صالحة للاستخدام بعد أن اختلطت المياه العادمة بالمياه الصالحة، حيث أن حملها يكون متعبًا، بسبب الوزن الثقيل وبُعد المسافة.