هيئة التحرير
دم نازف لا يتوقف في غزة المكلومة في حرب مستمرة منذ أحد عشر شهرًا وفي الضفة حيث الاقتحامات والاعتداءات لا تتوقف، بل تزداد كل يوم وتتوسع في كافة المحافظات بين القتل والتدمير والاعتقال ومصادرة الأراضي وتهديدات مستمرة ومتواصلة من قادة الاحتلال للعديد من المدن بمصير مشابه لمصير غزة وما آلت إليه طيلة أشهر الحرب المتواصلة
سبعة شهداء ودعتهم الضفة الغربية خلال الساعات الماضية ما بين طولكرم وطوباس، ففي فجر اليوم قصفت مسيّرة تابعة للاحتلال مجموعة من الشبان في مدينة طوباس ما أدى لارتقاء خمسة شهداء تمكنت الطواقم الطبية من الوصول إليها بعد منع من قوات الاحتلال لفترة من الوقت كانت كفيلة بارتقاء الشبان الخمسة وهم” مجد برهان صوافطة، وياسين صوافطة، محمد سعيد صوافطة، وقيس صائب صوافطة، وطُلبة بشارات”، قصف تزامن مع عدوان وعزل للمدينة وإغلاق لكافة مداخلها ومنع أي أحد من الاقتراب إليها، حيث أطلقت النيران على كل من حاول الاقتراب أو الدخول للمدينة، إضافة لاقتحام بلدة طمون في المدينة وفرض حصار عليها أيضًا
وفرضت قوات الاحتلال حِصارًا على المستشفى التركي في المدينة وأغلقت الطريق المؤدي إليه، كما واعتقلت شابًا من محيطه، وعرقلت عمل سيارات الإسعاف والطواقم الطبية في سياسة ممنهجة باتت تعتمدها قوات الاحتلال في كل اقتحام وعدوان على المحافظات في الضفة وهي سياسة اعتمدتها في قطاع غزة أيضاً
وفي طولكرم التي لم يجف بها دماء الشهداء بعد، جدد الاحتلال عدوانه على المدينة ومخيماتها، حيث يواصل اقتحام المدينة منذ عصر أمس برفقة جرافات عسكرية تُعيثُ خرابًا وتدميرًا في البنية التحتية والخدماتية وممتلكات المواطنين، حيث اقتحمت قوات الاحتلال مخيم نور شمس في المدينة وقامت باقتحام منازل المواطنين وتجريف البنية التحتية به وتدمير ممتلكات المواطنين
وارتقى الشهيد أحمد مجذوبة والشهيدة هبة حلاوة فيما أصيب عدد آخر من المواطنين عقب اقتحام الاحتلال لمخيم طولكرم، حيث أقدمت قوات الاحتلال على إجبار العديد من العائلات على ترك منازلهم والخروج منها، كما وعكفت على تحريف وتدمير البنية التحتية في مخيم طولكرم الذي لم يمر على تدمير بنيته التحتية سوى أيام قليلة، تدمير طال شبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء وغيرها من الخدمات، هذا التدمير الممنهج الهادف إلى سحق مقومات الحياة في المخيمات وجعلها أماكن غير قابلة للعيش في سياسة يمارسها الاحتلال في كافة مخيمات شمال الضفة
وكانت قوات الاحتلال قد حاصرت مركز إسعاف تابع للهلال الأحمر واحتجزت الطواقم الطبية بداخله ومنعتهم من تقديم الإسعافات أو الوصول للمصابين، كما واعتقلت اثنين من المسعفين قبل أن تفرج عنهم لاحقًا، فيما تواصل اعتقال خمسة مسعفين اعتقلتهم فجر اليوم أثناء نقلهم لمريضة وإخلائهم عددًا من الأطفال في مخيم طولكرم، وفق ما قالته جمعية الهلال الأحمر التي أدانت اعتداءات الاحتلال على طواقمها، محذرة من خطورة تصاعد اعتداءات الاحتلال بحق طواقمها العاملة في الضفة الغربية ومنع الاحتلال المتكرر مركبات الإسعاف من الوصول الى الجرحى والمرضى لتقديم الرعاية الطارئة لهم خلال اقتحامه لمدن ومخيمات الضفة الغربية
كما ويستمر الاحتلال في محاصرة مستشفى طولكرم الحكومي لليوم الثاني على التوالي ويعرقل عمل الطواقم الطبية، يرافق هذا الحصار عرقلة في عمل الطواقم الطبية داخل المدينة والمخيمات والوصول إلى الإصابات أو حتى المرضى، فيما أقدم الاحتلال على تفجير أحد المنازل في المخيم وسط مناشدات لإجلاء الأطفال والعائلات من المنازل المجاورة، وسط عرقلة لعمل الطواقم الصحفية حيث شهدت الليلة الماضية إطلاق قوات الاحتلال النيران على الفندق الذي يُقيم به الصحفيين
عدوان الاحتلال على مدينتي طولكرم وطوباس، تزامن مع اقتحام مدينة نابلس وبلدتها القديمة، إضافة لاقتحام العديد من القرى والبلدات الفلسطينية في العديد من المدن والتي تشمل نشر القناصة فوق أسطح البنايات ومداهمة منازل المواطنين وتخريبها واعتقال العشرات حيث وثق نادي الأسير اعتقال 30 مواطناً من مناطق الضفة الغربية خلال الليلة الماضية
أما في غزة فتواصل طائرات الاحتلال صب حممها فوق رؤوس المواطنين، في الخيم والمدارس وما تبقى من منازلهم، قصف مدفعي وبحري وجوي متواصل لأكثر من 330 يوماً، يواصل فيها الاحتلال ارتكاب المجازر بحق الأهالي ومسح آلاف العائلات من السجل المدني بشكل كامل، كما ويواصل فيها حصار القطاع وإغلاق كافة معابره ومنع دخول المساعدات إلا الشيء القليل والمحدود الذي لا يغطي احتياجات المواطنين والذي ساهم في تجويع المواطنين وإصابتهم بسوء التغذية الشديد ما أدى لارتقاء العشرات بل المئات بسبب ذلك
نقص الوقود ومنع إدخاله يهدد بتوقف ما تبقى من المستشفيات في القطاع وتحديداً في جنوبه فالاحتلال دمر المشافي وقصفها واعتقل الطواقم الطبية ولم يسلم المرضى والجرحى في المستشفيات من هذه الاستهدافات ولا حتى خيم النازحين التي اتخذت من ساحات المستشفيات مأوى لها بعد تهجيرها من بيوتها وبحثها عن مكان آمن لا يتوفر بأي متر في غزة، فمجازر الاحتلال تطال كل شيء ولا تتوقف كان آخرها مجزرة مواصي خانيونس حيث قصفت قوات الاحتلال مخيم النازحين ما أدى لدفن خيم وأجساد النازحين في الرمل، حتى بات الناس يبحثون ويحفرون الرمل بأيديهم بَحثًا عن عائلاتهم أو ما تبقى منهم
عشرون شهيدًا منذ فجر اليوم جراء قصف الاحتلال على مناطق غزة المتواصلة، ما أدى لارتفاع عدد الشهداء منذ بداية العدوان على غزة لأكثر من 41 ألف شهيد إضافة إلى إصابة أكثر من 94 ألف مواطن، في عدوان دموي لا يتوقف عن ارتكاب المجازر في كل مكان غير آبه بعالم اختار الصمت والخنوع أمام كل هذا الدم النازف