عبد القادر بدوي
خطّطت إسرائيل لتنفيذ أكبر مجزرة في التاريخ الحديث في دقيقة واحدة (بكبسة زر)، ومن اتخذ قرار تفجير الأجهزة كان يعلم أنه قد يتسبّب بمقتلة لا مثيل لها.
استعراض للقوة وللقدرات الاستخبارية
– تريد إسرائيل أن تعيد لجيشها وأجهزتها الأمنية صورة “الفرد الخارق” الذي لا تصعب عليه أي مهمة بعد الهزيمة المذلّة في 7 أكتوبر، وهذه العملية جزء من سلسلة عمليات سابقة: اغتيال إسماعيل هنية في طهران وفؤاد شكر وصالح العاروري في بيروت.
– كان بإمكان إسرائيل استخدام هذا السلاح في حال اندلاع مواجهة شاملة مع حزب الله، لكن تفعيله بالأمس يُشير إلى أنها ربّما تحتفظ في جعبتها بأكثر من ذلك، ما يُشير إلى أنها تُخفي الكثير من المفاجآت.
على شفى الحرب المدمّرة:
– قيادة الجيش تدرك أن خوض حرب ضد حزب الله في الوقت الحالي لن يكون في صالح إسرائيل: الجيش غير مؤهّل للانتصار، يُضاف لذلك غياب الدعم الأميركي الذي لن تستطيع إسرائيل بدونه الدفاع والهجوم.
– بدلاً من الحرب الشاملة، تسعى إسرائيل لفرض تسوية سياسية على حزب الله بدفع الاشتباك إلى أقصى درجة ووضع المنطقة بأكملها على شفى الحرب، وبين خياري التسوية والحرب المدمّرةّ!
– فشلت إسرائيل وأميركا في إخراج حزب الله من المواجهة والتخلّي عن غزة في أكثر من محطّة كان آخرها اغتيال فؤاد شكر، إذ أدار الحزب الاشتباك حتى في حدّه الأقصى بذكاء وحكمة وبشكل لم يخرجه من المواجهة أو يدفعه لتسوية بدون غزة وقد تحمّل في ذلك لوم الكثيرين!
خرق أمني كبير، لكنّها ليست هزيمة!
– عالم الأمن والاستخبارات هو فضاء صراع العقول والإرادات والإمكانيات. ومقابل كل الاختراقات الإسرائيلية، نجح حزب الله في اختراق منظومة الأمن الإسرائيلية وتوجيه ضربات موجعة خلال هذه الحرب وما قبلها.
– كشفت إسرائيل بالأمس، وقبيل تفجير الأجهزة عن إحباط عملية اغتيال لشخصية عسكرية إسرائيلية بارزة كان ينوي حزب الله تنفيذها خلال أيام، كما شكّل استهداف قاعدة “غليلوت” العسكرية شمال تل أبيب ضربة غير مسبوقة للأمن
الإسرائيلي، والاستهداف الدقيق لمراكز المراقبة والتحكم والقيادة في شمال فلسطين على مدار أشهر الحرب.
– إسرائيل تدرك أن الحزب يمتلك قدرة عالية على التكيّف في حالات الطوارئ، وعلى الرغم من الخرق الأمني الكبير في هذه العملية، إلا أن قدراته وإمكانياته العسكرية ما تزال صندوق أسود، ما يشير إلى أن المرحلة المقبلة ستحمل الكثير من المفاجآت.
