loading

فلسطين اليمني: أعادت تدوير الإطارات لتجعل قريتها تتنفس

تسنيم دراويش

في محاولة منها لإيجاد حل للتلوث الناتج عن حرق الإطارات في قريتها دير سامت جنوب الخليل، عملت أخصائية التجميل فلسطين اليمني على حل هذه المشكلة بممارسة تجميل من نوع آخر محولة مصدر الدخان لقطع فنية فريدة.

 اليمني تقول في حديث ل” بالغراف” أن مبادرتها أتت من حبها لقريتها فقد سئمت من الدخان الذي يخنقهم ببطء، فقررت استغلال حبها للفن لنشر الجمال بدلاً من السُحب السوداء، مؤكدة أن هدفها هو الحد من ظاهرة حرق الإطارات وآثارها الصحية الخطيرة مثل “السرطان، وأمراض الجهاز التنفسي”.

وفي إطار تطويرها لمبادرتها قدمت اليمني فكرتها لزميلاتها في “جمعية التطوير والنهضة الأسرية الخيرية” حيث لاقت ترحيبًا وحماسًا، مما مكنهن من الحصول على تمويل لإطلاق مَشغَل صغير لإعادة تدوير إطارات السيارات، ويعتبر هذا المشروع جزءًا من برنامج العدالة البيئية والمناخية في فلسطين، والذي يُنفَذ من قبل إئتلاف المؤسسات الزراعية الفلسطينية بالتعاون مع مؤسسة “وي إفكت” وشبكة المنظمات البيئية بتمويل من القنصلية السويدية في القدس. 

نجحت اليمني وفريقها في إنتاج مجموعة من القطع المتنوعة منها “الألعاب، والمقاعد، والجلسات الخارجية،  والأسيجة الزراعية، والمجسمات” التي تّضفي جمالًا على الحدائق”، اضافة لتصميم القوارير وزرعها بنباتات الزينة العطرية والشجيرات المختلفة، وذلك لإضفاء لمسة جمالية طبيعية، وما يميز أعمالها هذه ليس جمالها الفني فقط، بل أيضًا متانتها ودقتها في التصنيع، فتؤكد أن القطع التي أنتجتها ليست مجرد تُحَف للديكور، بل وتعتبر عملية وقابلة للاستخدام طويل الأمد، ولديها قدرة تَحَمُل للظروف البيئية المختلفة

منذ إطلاق مشروعها واجهت اليمني تحديات كبيرة بدءًا من الجهد البدني المطلوب، وصولاً إلى التحديات الاجتماعية التي اعتبرت هذا العمل غريبًا وغير مناسب للنساء، إلا أنه ومع مرور الوقت تغيرت نظرة المجتمع، حيث أدركوا أهمية المشروع وأهدافه البيئية، وعملوا على دعمه من خلال تشكيل فريق من المتطوعين لمساعدتها، ورغم ذلك لا يزال بعض الناس يتوقعون أن تكون أسعار القطع رخيصة، متجاهلين الجهد المبذول في التصنيع والتكاليف المرتفعة للمواد المستخدمة في الدهان والتنجيد.

ورثت اليمني ثقافة إعادة التدوير عن والدها الذي كان يُعيد تدوير الإطارات للزراعة ويصنع منها سياج لأرضه، وهو شجعها على الاستمرار في مشروعها، مشيرة إلى أنها تمكنت من الموازنة بين مسؤولياتها الشخصية والمهنية، موضحة أنها كونها أم ولديها صالون تجميل لم يكن عائقًا، بل على العكس من ذلك فأطفالها يشاركونها ويساعدونها في تصوير وتسويق منتجاتها، أما فيما يتعلق بعملها فالتجميل يتقاطع مع إعادة التدوير في كونه فنًا.

شاركت اليمني في ورش تدريبية كانت أساسية في صقل مهاراتها وتطوير مشروعها، من بينها ورشة أُقيمت في نابلس تحت إشراف المدرب أيمن عبد ربه، تمكنت من إثراء نفسها من خلالها بأساليب جديدة لإعادة التدوير وتكوين علاقات جيدة مع العاملين في هذا المجال، كما عملت على تقديم الفائدة ونشرها من خلال تنظيم وِرَش تدريبية ومخيمات بيئية للأطفال في المنطقة بالتعاون مع مجموعة من الشبان المتطوعين، وذلك بهدف تعزيز الوعي البيئي وتنمية روح الإبداع لدى الأطفال.

شقت قِطع اليمني طريقها إلى الأفراد والمؤسسات المحلية، حيث بدأ الطلب يزداد على المنتجات البيئية مثل “الحدائق المصنوعة من الإطارات”، لكن طموحها لا يتوقف هنا فهي تسعى لتطوير مشروعها أكثر، حيث تطمح بتواجد قطعها في كل بيت فلسطيني، إضافة لحُلُمها في التخلص نهائيًا من ظاهرة التلوث الناجمة عن حرق الإطارات ضمن سعيها لخلق بيئة أكثر صحة وأمانًا.

ووجهت اليمني رسالتها للنساء اللواتي يحملن شغفًا بالفن وحماية البيئة بعدم التردد، فهذا المجال مفتوح للجميع، فمن ترغب عليها البدء وأن تكون جزءًا من الحل 

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة