هيئة التحرير
“هذه أهداف الاحتلال يا عرب يا رؤساء يا زعماء، هذا بنك أهداف الاحتلال أطفال وأشلاء ونساء، عام كامل وشعبنا يُباد، والعالم صامت على جرائم الاحتلال فإلى متى ” بهذه الكلمات ودع جمال الدرة وهو يحمل إحدى أحفاده الذي ارتقى رفقة 14 فردًا من عائلة الدرة في قصف على مخيم النصيرات، هذا الفقد الذي يأتي عقب 24 عامًا على ارتقاء نجله محمد الدرة بين يديه، وفي وقت يواصل فيه الاحتلال عدوانه وإبادته بحق الأهالي في قطاع غزة
نزيف دم لا يتوقف وتشريد وقتل واعتقال وحصار وتجويع متواصل على قطاع غزة بكل مناطقه منذ عام، عامٌ عاث فيه الاحتلال خرابًا وتدميرًا لكل شيء حي في القطاع غير آبه بأي قوانين دولية أو حقوق إنسان، قَتْلٌ للأطفال والنساء والشبان وكبار السن، عام من القصف البري والبحري والجوي والإعدامات الميدانية والقتل البطيئ بالتجويع والحصار والتشريد
عام على صمت وتخاذل عربي ودولي لم يُحرك ساكنًا أمام مشاهد القتل المروعة ومئات المجازر التي ارتكبها الاحتلال بحق الآلاف في قطاع غزة، فطائرات وآليات الاحتلال لم تترك حجرًا فوق آخر، فقصفت المنازل والمدارس والمستشفيات والجامعات والمقرات الحكومية والدولية ومقرات وسائل الإعلام، وحتى خيم النازحين الذين فروا من منازلهم باحثين عن أمان لا يتوفر بأي مكان في القطاع
وزارة الصحة أكدت ارتقاء 41,689 شهيدًا، بينهم أكثر من 11 ألف طفل، وأكثر من 6 آلاف شهيدة من النساء، إضافة لأكثر من ألفي شهيد من كبار السن، كما وسجلت الوزارة إصابة 96,625 منذ السابع من أكتوبر الماضي، إضافة لأكثر من 10 آلاف مفقود في مناطق مختلفة من القطاع
وأوضحت الوزارة أن 16 مستشفى من أصل 36 يعملون فقط في القطاع، الذي يواجه وضعًا صحيًا كارثيًا بسبب انعدام وقلة الأدوات والمواد الطبية والأدوية نتيجة الحصار ومنع دخولها للقطاع، إضافة لارتقاء أكثر من 900 كادر من الكوادر الطبية في القطاع واعتقال المئات منهم
المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أكد ارتكاب الاحتلال ل3,628 مجزرة منذ السابع من أكتوبر ذهب ضحيتها مئات العائلات التي مُسِحَت من السجل المدني بشكل كامل، مبينًا ارتقاء 85 شهيدًا من الدفاع المدني، و174 شهيدًا من الصحفيين إضافة ل396 إصابة، ومؤكدًا أن 69% من الضحايا منذ بدء الحرب هم من النساء والأطفال
وأفاد المكتب أن الاحتلال أقام سبعة مقابر جماعية بداخل المستشفيات خلال الهجوم البري عليها، وعقب انسحابهم تم انتشال 520 شهيدًا من هذه المقابر، مضيفًا أن الاحتلال استهدف 184 مركزاً للإيواء ما أدى لارتقاء مئات الشهداء في هذه المراكز، مفيدًا بأن 12 ألف جريح بحاجة للسفر لتلقي العلاج في الخارج ويحول دون ذلك استمرار الاحتلال في إغلاق جميع معابر غزة لليوم 147 على التوالي
ونتيجة استمرار إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات الإنسانية للقطاع فإن 3,500 طفل معرّضون للموت بسبب سوء التغذية ونقص الغذاء الذي أدى لارتقاء عشرات الأطفال منذ بدء الحرب، حيث ينتهج الاحتلال سياسة التجويع بحق أهالي القطاع وخاصة في مناطق شمال القطاع منذ أشهر طويلة مضت، ونتيجة لهذا الحصار المُطبِق على القطاع إلى جانب استمرار القصف الذي أدى لتدمير المستشفيات والنقص الحاد في الأدوية ومنع دخولها فإن 350,000 مريض مزمن في حالة الخطر الشديد
كما ويواجه 10,000 مريض سرطان خطر الموت بسبب حاجتهم للعلاج وعدم توفره، إضافة لحاجة 3,000 مريض بأمراض مختلفة للعلاج في الخارج، فيما تواجه 60,000 سيدة حامل تقريباً الخطر نتيجة انعدام الرعاية الصحية المتطلبة للنساء الحوامل، فقد عانت آلاف النساء الحوامل من سوء التغذية وإجراء العمليات القيصرية دون مخدر ما عرض العديد منهم لحالة الخطر، فيما يزداد الوضع الصحي في القطاع سوءًا يومًا بعد يوم مع استمرار الحرب
وبحثًا عن الأمان غير الموجود في القطاع نزح ما يقرب من مليوني غزي من منازلهم من منطقة لآخرى، فيما نزح مئات الآلاف لأكثر من مرة من الشمال إلى الجنوب وإلى الوسط وأقصى الجنوب، ومن المدارس ومراكز الإيواء للمستشفيات ومنها إلى الطرقات والى الشاطئ وفي أي نقطة مفتوحة في القطاع، رغم انعدام أي مقومات للحياة في هذه المناطق ونتيجة لذلك ازداد انتشار الأمراض المعدية والالتهابات الناجمة عن انعدام النظافة الشخصية والمياه الصالحة للاستخدام، فيما سُجل إصابة أكثر من مليون و700 ألف بأمراض مُعدية، إضافة لإصابة أكثر من 71 ألف حالة عدوى بالتهاب الكبد الوبائي
ومنذ اندلاع الحرب على غزة سُجلت أكثر من 5 آلاف حالة اعتقال، منهم 310 من الكوادر الصحية، و36 صحفي ممن عُرفت هوياتهم، حيث عانى المعتقلين من التعذيب على مدار أشهر طويلة، إضافة للمعاملة غير الإنسانية والاحتجاز في معسكرات لا تتوفر فيها أدنى مقومات الحياة، مارس بها السجانون أقسى أنواع التعذيب النفسي والجسدي والجنسي على المعتقلين، تجسدت بمنعهم من النوم والوقوف والاستحمام وحتى استخدام دورات المياه إلا في ساعات محددة ولدقائق محدودة، ما أدى لارتقاء العشرات منهم داخل هذه المعسكرات نتيجة التعذيب
وعكف الاحتلال على تدمير وقصف البنية التحتية في القطاع، حيث بلغت نسبة الدمار 86%، حيث دمر الاحتلال 201 مقراً حكومياً، و125 مدرسة وجامعة بشكل كلي، و337 مدرسة وجامعة بشكل جزئي، إضافة إلى 611 مسجداً دُمِرَ بشكل كلي، و214 مسجداً بشكل جزئي، كما ودمر الاحتلال ثلاثة كنائس، و150,000 وحدة سكنية دُمِرَت بشكل كلي، كما وأضحت 80,000 وحدة سكنية غير صالحة للسكن بسبب تدميرها الكلي، و 200,000 وحدة سكنية دُمِرَت بشكل جزئي.
ووفق المكتب الاعلامي فإن الاحتلال قتل 11,500 طالبًا وطالبة خلال الحرب المتواصلة، إضافة إلى 750 معلماً ومعلمةً وعاملاً في سلك التعليم، وأيضًا 115 عالماً وأستاذاً جامعياً وباحثاً أعدمهم الاحتلال في مناطق غزة المختلفة
كما ووثق المكتب الإعلامي إلقاء الاحتلال 85,000 طن من متفجرات على قطاع غزة، وهو ما أدى لإخراج العديد من المشافي والمراكز الصحية وسيارات الإسعاف عن الخدمة ،نتيجة تعمد الاحتلال استهداف القطاع الصحي وتدميره في القطاع، حيث أخرج الاحتلال 34 مستشفى عن الخدمة، و80 مركزاً صحياً أيضًا، إضافة لاستهدافه 162 مؤسسة صحية، و131 سيارة إسعاف.
وتعمد الاحتلال استهداف شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي، فدمر 3,130 كيلو متر من أطوال شبكات الكهرباء، و330,000 متر طولي من شبكات المياه إضافة لتدمير 700 بئر مياه وإخراجها عن الخدمة، و655,000 متر طولي من شبكات الصرف الصحي، إضافة ل2,835,000 متر طولي من شبكات الطُرق والشوارع
ولم تسلم الأماكن التراثية والتاريخية من الاستهداف، فدمر الاحتلال 206 موقعًا أثريًا وتاريخيًا، إضافة ل36 منشأة وملعباً وصالة رياضية، فيما بلغت الخسائر الأولية لحرب الإبادة الجماعية 33 مليار دولار حسب المكتب الإعلامي الحكومي