هيئة التحرير
لا تتوقف معاناة الغزيين على القصف والقتل والدمار والاعتقال والتجويع والحصار، فَيُضاف لها معاناة أخرى خاصة لمرضى القطاع الذين هم بحاجة لاهتمام خاص ورعاية خاصة، ومرضى الثلاسيميا هم إحدى هذه الفئات التي تحتاج لاهتمام بحالتهم الصحية الخاصة بشكل دوري
عُقبَ مرور عام على الحرب على غزة يواجه مرضى الثلاسيميا بقطاع غزة وضعًا صحيًا صعبًا، نتيجة فقدهم للرعاية الصحية اللازمة لحالتهم، والتي ازدادت مع استمرار حصار الاحتلال المُطبِق على القطاع ومنع دخول الأدوية، إضافة لصعوبة الحصول على الدم بشكل دوري وكما هو مطلوب حتى يستطيعوا البقاء على قيد الحياة ودون حصول مضاعفات تؤثر بشكل سيء على وضعهم الصحي
جمعية أصدقاء مرضى الثلاسيميا بينت أن مرضى الثلاسيميا من الفئات الهشّة صحياً، وذلك بسبب المضاعفات التراكمية للمرض، مبينة أنها تضاعفت بسبب عدم انتظام نقل الدم وصعوبة الوصول للخدمات الصحية إن وُجِدَت، إضافة إلى معاناتهم من سوء التغذية، وانتشار الأمراض الجلدية والمُعدية، وأيضًا عدم توفّر أماكن آمنة صحيًا في مخيمات الإيواء ومناطق النزوح بالقطاع
الجمعية وثقت ارتقاء 28 مريضًا ومريضة من مرضى الثلاسيميا البالغ عددهم 334 مريضًا في قطاع غزة، مؤكدة أن 6 منهم ارتقوا نتيجة القصف المباشر، و18 ارتقوا نتيجة المضاعفات المتراكمة، فيما استُشهد 4 مرضى في مصر بسبب مضاعفات المرض، ونقص العلاجات وتأخيرها.وأوضحت الجمعية أنه من بين المرضى 195 طفلًا وطفلة فيما يبلع عدد الإناث من مجموع المرضى 137 مريضة مقابل 139 مريضًا من الذكور، مشيرة إلى أنه ونتيجة النزوح المتكرر استقرّ معظم مرضى الثلاسيميا في منطقة خانيونس فيما بقي 62 مريضاً في شمال القطاع ومدينة غزة
وأفادت الجمعية أن هناك سبعة مرضى مصابين نتيجة القصف، وتتفاوت طبيعة إصاباتهم بين “إصابات طفيفة، وحروق في الوجة والجسم، وإصابات خطرة، ونزيف داخلي، وشلل نصفي”، إضافة لارتقاء عدد من أفراد عائلات ثمانية مرضى، وبعضهم ارتقى جميع أفراد عائلته.
ولفتت الجمعية إلى وجود تذبذب في توفير الأدوية الطاردة للحديد، والمكمّلات الغذائية، والفيتامينات التي يحتاجها المرضى، إضافة لمواجهتهم صعوبة في الحصول على وحدات الدم وخصوصاً في شمال القطاع؛ وذلك نتيجة لعدم توفّر متبرّعين؛ نتيجة سوء التغذية التي يعاني منها الأهالي في شمال غزة ما أدى لتراجع أوضاعهم الصحية.
وتابعت الجمعية أن المرضى يواجهون أيضًا صعوبة في الوصول إلى المراكز العلاجية؛ بسبب طول المسافة وعدم توفّر المواصلات بانتظام، إضافة للحالة الأمنية والتي تُشَكِلُ مانعاً في بعض الأحيان لوصول المرضى، والتنقّل لأخذ وحدة الدم والعلاج.
وأردفت بأن الاحتلال منع نقل “وحدات الدم، والأدوية، ومرشّحات الدم من جنوب القطاع إلى شماله وبالعكس”، وذلك بسبب فصل شمال القطاع عن جنوبه.وأكدت الجمعية أن المرضى يعانون من سوء التغذية بسبب النقص الحادّ في المواد الغذائية، وارتفاع أثمانها حال توفّرت، إضافة لافتقارهم لوجود موادّ النظافة الشخصية؛ ما تسبّب بانتشار الأمراض الجلدية، والمعدية، خاصة مع عدم توفّر البيئة الآمنة الصحية في مراكز الإيواء، ومخيمات النزوح.
وناشدت الجمعية المؤسسات الدولية والإنسانية كافّة بالتدخل العاجل لإنقاذ حياة المرضى وتوفير وحدات الدم الآمنة، والأدوية اللازمة، والحدّ من المضاعفات التي تؤثّر سلباً على حياتهم، إضافة للتدخل لوقّف استهداف المستشفيات، والمراكز الصحية التي تمثّل الملاذ الأخير لتلقّي العلاج لمن تبقّى منهم على قيد الحياة، مطالبة المؤسسات الإغاثية كافّة بضرورة تمييز مرضى الثلاسيميا في مراكز الإيواء ومخيمات النزوح بتوفير الأغذية الصحية التي تساعد على تعزيز مناعتهم، وقدرتهم على الصمود والبقاء.