loading

حكي مدني: موسم زيتون ساخن والمستوطنون يصبون الزيت على النار

هيئة التحرير

في بودكاست “حكي مدني” الذي يقدمه الزميل علي عبيدات تحدث عضو اللجنة التنسيقية لشبكة المنظمات الأهلية والمدير التنفيذي لاتحاد المزارعين الفلسطينيين عباس ملحم، عن اعتداءات المستوطنين المتزايدة على المزارعين في القرى والبلدات الفلسطينية، والتي تضاعفت بشكل كبير منذ السابع من أكتوبر من العام الماضي وباتت أكثر وحشية ودموية نتيجة الدعم الكامل من حكومة الاحتلال

وأكد ملحم أن اعتداءات المستوطنين تدل على مخطط حكومي إسرائيلي وليس مخطط مستوطنين فقط، فحكومة الاحتلال توفر الدعم اللازم لهذه الاعتداءات، حيث وزير الأمن القومي بن غفير قال إنه تم توفير الأسلحة للمستوطنين، مفيدًا أن هذه الأسلحة هي نفسها التي قتلت المزارع بلال صالح في موسم الزيتون بالساوية العام الماضي وهي نفسها التي تستخدم في اعتداءات المستوطنين في “قصرة، والمغير، واللبن، وغيرها من البلدات”، مشددًا على أن هذه الاعتداءات ليست عشوائية بل ضمن خطة ممنمهجة تهدف للتحكم والسيطرة على الأرض وإفراغ السكان والمزارعين منها، مبينًا أن ما يحدث في قطاع الزيتون الآن خير دليل على ذلك.

ملحم أوضح أن هناك ارتباطًا وثيقًا بين شجرة الزيتون والفلسطينيين فهي تعني “الهوية، والتاريخ، والحب، والسلام، والجمال”، وهي تعتبر رمزًا لالتصاق المواطن الفلسطيني بأرضه ومصدرًا من مصادر الحياة للفلسطين، فعندما يقتلع المستوطن شجرة زيتون لمزارع يشعر المزارع كأنه اقتلعه من الحياة وذلك لارتباطه الوثيق بها، مشيرًا إلى وجود شجر زيتون في بيت ساحور من أيام المسيح، وشجر زيتون في قرية الولجة عمره خمسة آلاف عام، فيما هذا الكيان لا يوجد له إرث ولا تاريخ ويحاول بث سردية خاصة له وسرقة التراث، ولذلك تراه يقتلع شجرة الزيتون ويسرقها لينسبها له، لأنه يعلم أن من يريد أن يكون له إرث عليه أن يمتلك شجرة زيتون

ولفت ملحم إلى أن معدل الاعتداءات ضد المزارعين قبل السابع من أكتوبر كان من اعتداءين إلى ثلاثة في اليوم، ولكن منذ السابع من أكتوبر قفز هذا المعدل إلى 12 و13 اعتداء خلال اليوم، مفيدًا أن الاعتداءات سابقًا كانت هجوم ومنذ ثم فرار بسبب تصدي الناس لهم، مؤكدًا أن الأمر المختلف هذه الأيام هو أن لدى المستوطن الدعم الكامل والإسناد من حكومته، ولذلك باتت هجمات المستوطنين مشوبة بالدم.

وتابع بأن الراعي الإسرائيلي الذي يرعى في القرى والبلدات الفلسطينية يتم تمويله من وزراة المالية الإسرائيلية وكل ما يملكه هو لهذه الوزارة وهو موظف لديها، مفيدًا أن سرقة المستوطنين للمحاصيل الزراعية الخاصة بالمزارعين مؤلمة بشدة للمزارع، ولكنها في ذات الوقت تزيده إصرارًا وتحديًا على العودة لأن المزارع هو صاحب حق، ولذلك تزيده هذه الاعتداءات إصرارًا على التحدي والصمود في أرضه رغم كل شيء، مؤكدًا أن هذه الأرض لأهلها وناسها

وأشار إلى أن موسم الزيتون العام الماضي كان دمويًا وانجبل الزيت الذهبي بالدم، مضيفًا أن هناك مخاوف كبيرة بأن يكون هذا العام أكثر دموية، مبينًا أن هذا الموسم هو الموسم “الماسي” للزيتون والتقديرات تشير إلى أن إنتاجيته ستكون من 18 ل20 ألف طن وربما تقل، مفيداً أن تزايد أعداد هجمات المستوطنين من الموسم الماضي لليوم ومستوى الإجرام المرتفع بها، إضافة إلى شهية المستوطن للقتل والتي ازدادت بسبب الدعم الحكومي، وهو فتح أيضًا شهيته للسيطرة على أكبر بقعة من الأراضي ولذلك فهذا الموسم يشوبه التحدي بين جهتين وهما: إرادة المزارع الفلسطيني، وإجرام المستوطنين

ملحم بين إطلاقهم للحملة الوطنية لدعم المزارعين الفلسطينيين “لستم وحدكم” والتي تضمنت في أولى خطواتها اقتراح وتنفيذ قطف جماعي لثمار الزيتون في القرى والبلدات الفلسطينية، وهو أفضل من ذهاب عائلة لوحدها وسيحد من المخاطر المحيطة، فوجود الأهالي سوية مع “طاقم من البلدية، ومن مؤسسات تطوعية، والدفاع المدني، والهلال الأحمر، ووجود الإعلام، إضافة لوجود الارتباط المدني والعسكري” سيحد من هذه المخاطر ومن هجوم المستوطنين ويمنع الاستفراد بالعائلات خلال القطاف، مشيرًا إلى أن هذه أولى خطوات الحماية، وثبتت نجاحها حينما تم تنفيذها فمثلاً تم تشكيل خلية أزمة بالتعاون مع وزراة الزراعة في محافظة جنين

وأضاف ملحم على أن عنوان الحفاظ على الأرض هو إبقاء المزارع فيها ولذلك يجب العمل على توفير كل ما هو مطلوب وتوفير الدعم اللازم والإسناد والحماية، لإبقاء المزارع في أرضه وتمكينه من قطف محصول الزيتون الخاص به، وهو ما يجب أن يكون على سلم أولويات كافة الجهات الرسمية والأهلية والأحزاب السياسية.

وشدد على ضرورة إعلام العالم بالحقائق والوقائع بأن هذه حكومة الاحتلال الحالية هي جزء من منظومة الإستيطان وبذلك يجب الضغط على هذه الحكومة وفرض إجراءات على هذا الكيان، ولذلك يجب على كل المؤسسات أن تكون لديها كافة المعلومات التي تعرضها للعالم لمحاصرته والعمل على اتخاذ إجراءات عقابية ضده

وتمنى ملحم من التجار عدم استغلال المزرارعين والتحكم بالأسعار، ومطالبًا المزارعين بعدم بيع الزيت بأقل من حقه مؤكدًا أن سعر الزيت سيقفز هذا العام نظرًا لضغف الإنتاج العالمي، موجهًا رسالته لمهربي الزيت من الخارج بأن عليه أن يخجل هذا العام على الأقل لأن زيت هذا العام مجبول بالدم والعرق والمرارة

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة