loading

الصفقة والاحتلال: بين الهزيمةَ والسجال

ترجمة محمد أبو علان/ خاص بالغراف

بعد إعلان الوسطاء قطر ومصر، وإلى جانبهم الإدارة الأمريكية بشقيها الحالي والقادم أن هناك اتفاقًا بين حماس والجانب الإسرائيلي على صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق نار لمدة 42 يوماً، وبعد أن تم تجاوز أزمة هويات الأسرى الفلسطينيين، أعلن مكتب نتنياهو أنه تم التوصل لصفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق نار، وإن الوفد الإسرائيلي وقع مع حماس وقطر والولايات المتحدة على الاتفاق في الدوحة. 

وفي ذات الإطار، أبلغ الجيش الإسرائيلي عائلات الأسرى الإسرائيليين بأسماء الأسرى الذين سيُفرج عنهم في المرحلة الأولى، وإن عملية الإفراج ستبدأ الأحد في أعقاب مصادقة الحكومة الإسرائيلية على الصفقة، بحيث سينعقد الكبنيت اليوم الجمعة، والحكومة مساء السبت.

وبعد تجاوز إشكالية هوية الأسرى الفلسطينيين الذين سيُفرَج عنهم، تبقى لدى نتنياهو أزمة داخلية مع رئيس الصهيونية الدينية ووزير المالية بتسلئيل سموتريش حول الموافقة على المرحلة الأولى من الصفقة، نتنياهو يُجري مع سموتريش مفاوضات مكثفة لتجنب أزمة في الإئتلاف الحكومي.

 في المقابل يشترط سموتريش لعدم معارضة الصفقة الأولى من الصفقة حصوله على ضمانات لاستمرار الحرب على غزة بعد نهاية المرحلة الأولى، واسقاط حكم حماس العسكري والمدني، احتلال أجزاء من قطاع غزة، والعودة لفكرة التهجير الطوعي لسكان قطاع غزة، والاستمرار في الحرب حتى النصر المطلق حسب تعبيره.

وعلى ما يبدو أن تداعيات صفقة التبادل ووقف إطلاق النار مع حماس بدأت تتسرب لداخل حزب الليكود نفسه، وزير الشتات في حكومة نتنياهو عمحاي شكلي كتب على منصة إكس:” إن تم الانسحاب من ممر فيلادلفيا، أو إن لم نعد للحرب بعد المرحلة الأولى من الصفقة لتحقيق أهداف الحرب، سأستقيل من منصبي كوزير في الحكومة”، وحول الموقف من الصفقة أحدد موقفي فقط بعد الاطلاع على كافة التفاصيل قال الوزير شكلي.

وزير الأمن القومي الإسرائيلي ايتمار بن هو الآخر يعارض الصفقة بقوة، وأعلن استقالته من الحكومة إن أقرت الصفقة، واعتبرها خنوع واضح وصريح لحركة حماس، وقال من الصعب على نتنياهو العودة للحرب من جديد بعد اتفاقية الصفقة الحالية، وطالب بمنع المحروقات والمساعدات الإنسانية عن قطاع غزة كخطوات على طريق تحقيق النصر، وطالب سموتريش الانضمام له والانسحاب من الحكومة على خلفية الصفة ووقف إطلاق النار. 

كما تعرض نتنياهو لانتقادات حادة من منتدى عائلات الأسرى الإسرائيليين بالدرجة الأولى لسببين، الأول أن الاتفاقية التي تم التوصل إليها هي ذات المقترح الذي قدم يوم 27-5-2024، بالتالي لم تم الاتفاق في حينه لتم توفير الكثير من القتلى من الجنود والأسرى، والتقليل من معاناة ذوي الأسرى، والثاني لرفضهم الذهاب لصفقة جزئية، وكانوا يريدون صفقة شاملة تعيد الأسرى الإسرائيليين مرة واحدة إلى إسرائيل.

والجدل في قضية صفقة التبادل ووقف إطلاق النار لم يتوقف عند هوية الأسرى، بل تعداه لما يمكن تسميته الصفقة والحرب النفسية، موقع واللا نيوز العبري كتب في هذا السياق: حركة حماس استخدمت الحرب النفسية طوال المرحلة السابقة، ولن تتردد عن اللجوء لها في هذه المرحلة أيضاً، ضباط إسرائيليين في الخدمة النظامية وفي الاحتياط يعملون في مجال التأثير على الوعي حذروا من محاولة حماس إطلاق حرب نفسية خلال الأسابيع القادمة التي سيتم خلالها تنفيذ المرحلة الأولى من الصفقة.

تلك الجهات الأمنية قالت:” حركة حماس ربما ستحاول اللعب بقلوب الجمهور الإسرائيلي، وخاصة عائلات الأسرى الإسرائيليين، وذلك من خلال محاولة إعطاء انطباعات بوجود تقدم في مفاوضات صفقة التبادل، وإن حماس مستعدة للكذب طوال المراحل القادمة، وهي جاهزة لذلك”.

تسفي بارئيل، محلل سياسي في هآرتس العبرية كتب بعد الإعلان من الدوحة عن التوصل لصفقة تبادل أسرى: للرئيس الأمريكي المنتهية ولايته وللرئيس الأمريكي المنتخب كانت نتيجة واحدة أن الجانب الإسرائيلي لا يفهم إلا القوة، منذ بداية الحرب على غزة الويات المتحدة بإدارة بايدن لم تتمكن تحقيق رؤيتها في اليوم التالي للحرب على غزة، ترمب ورث خارطة شرق أوسط معقدة، والآن سيقرر إن كانت سياسة فتح أبواب جهنم ستتحول لسياسة دائمة.

وعودة لما يجري على الساحة السياسية الإسرائيلية في موضوع صفقة التبادل ووقف إطلاق النار، وحتى بعد حل إشكالية هوية الأسرى الفلسطينيين، مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية قال إن الاتفاق لن يوقع حتى يتم الاتفاق على كافة البنود والتفاصيل، مع ذلك رئيس حركة شاس وعضو الكنيست آرية درعي قال: “في إسرائيل تغلبوا على القضايا الخلافية، والصفقة انطلقت”.

وفي استطلاع للرأي العام الإسرائيلي أجرته القناة 13 العبرية تبيّن أن 61% من الإسرائيليين مع صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار مع علمهم أنها صفقة سيئة.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة