loading

دراسة حول الانتهاكات الرقمية للصحفيين الفلسطينيين

هيئة التحرير

أعدت مؤسسة لمة صحافة للإعلام المجتمعي ومركز صدى سوشال دراسة مستفيضةً حول الانتهاكات الرقمية للصحفيين الفلسطينيين خلال العدوان الإسرائيلي الذي استمر قرابة خمسة عشر شهرا.

تعتبر الحقوق الرقمية جزءاً أساسياً من منظومة حقوق الإنسان، حيث تشمل الوصول إلى الإنترنت وضمان الأمان أثناء استخدامه. تتضمن هذه الحقوق أيضًا حرية التعبير، الحق في الوصول إلى المعلومات، وحرية التجمع وتكوين الجمعيات. في السياق الفلسطيني، تبرز ضرورة التركيز على هذه الحقوق في ظل التحديات المستمرة.

تحديات الخصوصية والرقابة

يواجه المستخدمون في فلسطين مجموعة من التحديات المتعلقة بحقوقهم الرقمية، بما في ذلك انتهاك الخصوصية من قبل شركات التكنولوجيا الكبرى مثل ميتا، التي واجهت اتهامات بجمع بيانات غير ضرورية عن المستخدمين. بالإضافة إلى ذلك، هناك مراقبة وقيود مفروضة من قبل السلطات الإسرائيلية على البنية التحتية للاتصالات، مما يعزز التحديات أمام حماية الخصوصية.

الانتهاكات الرقمية في ظل النزاع

شهدت الساحة الإعلامية الفلسطينية العديد من الانتهاكات الرقمية، خاصة خلال الحرب الإسرائيلية على غزة. تعرض الصحفيون الفلسطينيون لممارسات مثل التحريض الرقمي، تقييد المحتوى، والاعتداءات الإلكترونية، بالإضافة إلى قطع الإنترنت. هذه الانتهاكات تؤثر بشكل كبير على قدرتهم على نقل الأحداث بدقة، مما يساهم في تفاقم انعدام الأمن الرقمي والمهنية.

تأثير انقطاع الإنترنت على الصحفيين

خلال الحرب على غزة، واجه الصحفيون في القطاع والضفة الغربية تحديات كبيرة بسبب الانقطاع المتكرر لخدمات الإنترنت، الذي وصل إلى 16 مرة في غزة ومرة واحدة في جنين. هذا الانقطاع أثر بشكل كبير على قدرتهم في تغطية الأحداث الجارية ونتج عنه خسائر مهنية ملحوظة.

الانتهاكات الرقمية ضد الصحفيين

تشير بيانات “صدى سوشال” إلى أن 29% من أكثر من 25,000 حالة انتهاك رقمي تم توثيقها استهدفت الصحفيين، متضمنة حذف حسابات، تقليل الوصول إلى المحتوى، وإغلاق الصفحات. هذا أثر سلبًا على الأداء المهني وعرقل قدرة الصحفيين على تغطية الأحداث الهامة.

تجارب فردية وتحديات رقمية

تجربة الصحفية تقى حنون تعكس هذه التحديات، حيث واجهت صعوبات في الوصول إلى التطبيقات، وحذفت منشوراتها على فيسبوك بشكل تلقائي، ورفض يوتيوب نشر فيديوهاتها. كما فقدت قناتها بالكامل، مما أثر سلبًا على أرشيف أعمالها، واستمرت الانتهاكات عبر منصات مثل إنستغرام وتيك توك، مع تقييد الوصول وحذف المحتويات، مما زاد من تعقيد عمل الصحفيين في ظل النزاع.

أمان التواصل والرقابة المتزايدة

تُعبر تقى حنون عن شعورها بعدم أمان التواصل عبر واتساب، حيث يفضل زملاؤها استخدام تطبيقات أكثر أمانًا مثل سيغنال. وثق مركز صدى سوشال حظر أكثر من 700 رقم فلسطيني بعد السابع من أكتوبر 2023، خاصة من قطاع غزة، مما يزيد من شعور المراقبة والقلق حول الخصوصية وحماية البيانات. كما أشارت نتائج الاستطلاع إلى أن 76% من المشاركين يعتبرون منصات التواصل الاجتماعي تهديدًا لحياتهم وحقوقهم الرقمية.

تحديات الوصول إلى المعلومات والنشر

يعاني الصحفي جهاد بركات من قيود على الوصول إلى منصات التواصل الاجتماعي، حيث يواجه صعوبات في نشر المحتوى عبر فيسبوك وإكس. توجد أيضًا آليات تصنيف للمحتوى الفلسطيني، مما يؤدي إلى حذف أو حظر مقاطع تحتوي على مشاهد تُعتبر “حساسة”، مما يعوق قدرته على تقديم تقارير دقيقة عن الأحداث في المنطقة.

القيود على الحرية في التعبير وتأثيرها على العمل الإعلامي

وجدت الصحفية لينا أبو الحلاوة نفسها مضطرة لتقليل النشر بسبب الحذف المتكرر لمنشوراتها، مما أثر سلبًا على حريتها في التعبير. واجهت قيودًا في العمل مع إذاعة راية، إذ لم تتمكن من بث حلقاتها مباشرة على الصفحة الرئيسية خوفًا من الحظر، مما قلل من نطاق الوصول إلى جمهورها وأثر على فعالية الرسالة الإعلامية التي ترغب في إيصالها.

صعوبات الرقابة وتأثيراتها على العمل الإعلامي

تعاني الصحفيات مثل لينا أبو الحلاوة ونجوى حمدان من قيود شديدة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث أدت إلى إغلاق صفحاتهن وحذف محتوياتهن بشكل مفاجئ. هذا الانقطاع في الوصول إلى الجمهور أثر بشدة على قدرتهن على مواصلة العمل الإعلامي وتقديم الأخبار. تبرز تجاربهن التحديات المستمرة التي يواجهها الصحفيون الفلسطينيون بسبب السياسات القمعية للرقابة والتي تؤثر سلبًا على حرية التعبير وتغطية الأحداث..

تحديات تغيير المحتوى والسياسات التقييدية

تشير تجارب الصحفيين مثل عبادة طحاينة إلى الصعوبات في تعديل المحتوى لتجنب الرقابة، حيث يُضطرون للابتعاد عن المصطلحات الدقيقة والتعبيرات الشائعة تجنبًا للعقوبات مثل الحذف أو حظر الحسابات. حتى التعديلات الطفيفة في التغطية يمكن أن تؤدي إلى عواقب وخيمة، مما يجعل من الصعب الحفاظ على النزاهة والدقة الإعلامية. هذه القيود تنعكس سلبًا على قدرة الصحفيين على تغطية الأحداث بشكل شامل وتحقيق العدالة في نقل الصورة الحقيقية للواقع الفلسطيني.

الرقابة وتأثيرها على حرية الصحافة

يواجه الصحفيون مثل كريم خمايسة تحديات كبيرة نتيجة القيود المفروضة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تؤثر هذه القيود على قدرتهم في توصيل الأخبار بشكل فعال حول الأوضاع في فلسطين. يشعر الصحفيون بضغط كبير من المجتمع لنشر الحقائق، لكن عوائق مثل حذف المحتوى وتقليل التفاعل بسبب الخوارزميات تعيق جهودهم، مما يؤدي إلى الإحباط ويقلل من تواجدهم على هذه المنصات..

مشكلات الوصول والتفاعل على منصات التواصل

تجربة أحمد البديري تعكس التحديات المرتبطة بإغلاق حساباته على تيك توك وفيسبوك، مما يقلل من فعالية تواصله مع الجمهور. هذه المشكلات، مثل تراجع الخوارزميات الإخبارية على فيسبوك، تؤدي إلى فقدان الصحفيين لفرص الوصول إلى جمهورهم ونشر المعلومات. يشير هذا الوضع إلى احتياج الصحفيين إلى بيئة أكثر حرية تسمح لهم بالتفاعل مع مجتمعاتهم بشكل أكثر فعالية وبدون خوف من الرقابة أو الحظر.

حملات التحريض الرقمي ضد الصحفيين

رصدت “صدى سوشال” أكثر من 200 منشور تحريضي استهدف الصحفيين الفلسطينيين من جهات إسرائيلية وفلسطينية. تعرض العديد من الصحفيين للاعتقال والتهديد خلال الحرب على غزة، حيث تم قتل 204 صحفيين وصحفيات نتيجة للغارات الإسرائيلية. النظام الإسرائيلي استخدم التحريض العلني لنعت الصحفيين بالإرهاب، مما زاد من خطرهم في ظل تزايد حالات الاعتقال والاعتداءات..

ضغوط المراقبة والتحريض من السلطة الفلسطينية

تزايد التحريض من قبل السلطة الفلسطينية ضد الصحفيين، حيث تم إغلاق قناة الجزيرة واعتقال عدد من الصحفيين. رصدت “صدى سوشال” أكثر من 85 منشور تحريضي من جهات رسمية في السلطة ضد المؤسسات الإعلامية، مما أدى إلى تهديدات مباشرة للصحفيين، مثلما حدث مع نجوى حمدان التي تلقت تحذيرات للامتناع عن انتقاد السياسات الحكومية. هذه الضغوط تشمل الاستخدام المتزايد للرقابة الذاتية عبر الترهيب من أفراد مرتبطين بالسلطة..

محاولات الاختراق وانتحال الشخصية

سجل مركز صدى سوشال أكثر من 1200 محاولة لاختراق حسابات الصحفيين على منصات فيسبوك وإنستغرام، بالإضافة إلى 16 حالة انتحال شخصية تهدف إلى تشويه سمعتهم. الصحفيون تلقوا تهديدات مباشرة عبر رسائل نصية، تتضمن روابط مشبوهة تهدف إلى سرقة بياناتهم. وفيما يخص الأمن الرقمي، تعرض نحو 100 صحافي لهجوم تجسسي عبر تطبيق واتساب باستخدام برنامج “جرافيت”، مما يشير إلى مستوى عالٍ من التطور في تقنيات الاختراق..

التطورات التكنولوجية في التجسس والمخاطر المرتبطة بها

برنامج “جرافيت”، الذي طورته شركة Paragon الإسرائيلية، يستخدم أساليب متقدمة لا تتطلب من المستهدفين الضغط على روابط، مما يبرز المخاطر الجديدة المرتبطة بالتجسس. البرنامج يتم بيعه لجهات إنفاذ القانون في دول متحالفة مع إسرائيل، وقد حذرت واتساب الشركة من استغلال البرنامج، مع تهديد باتخاذ إجراءات قانونية.

هذه الحوادث تزيد من القلق حول استخدام التكنولوجيا كأداة للتجسس والقمع، وتعكس الحاجة الملحة لحماية الخصوصية والأمان الرقمي للصحفيين..


لتحميل الدراسة

Powered By EmbedPress

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة