loading

 “الكارو” تعود لشوارع غزة.. عربات الزمن القديم تحيا من جديد وسط أزمة الوقود

بشار عودة

في ظل أزمة شُح الوقود التي يعاني منها قطاع غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، لجأ الفلسطينيون إلى استخدام الوسائل البدائية في النقل، وعلى رأسها “الكارو”، وهي عربات تجرها الخيول والحمير، لتصبح الوسيلة الأكثر انتشارًا في ظل تعطل المركبات الحديثة.

ومع تفاقم الأزمة بدأ المئات من سكان غزة، لا سيما أصحاب عربات الجر، في استغلال هذه الظروف لتشغيل “الكارو” في نقل الأشخاص والبضائع، لتعويض توقف وسائل النقل الحديثة التي باتت خارج الخدمة بسبب عدم توفر الوقود.

الشاب محمد أبو زكري، من سكان مخيم النصيرات، يستيقظ كل صباح ليُطعم حماره ويجهزه لجولة يومية في نقل الركاب والبضائع، في ظل غياب وسائل النقل الأخرى بسبب إغلاق المعابر ومنع الاحتلال دخول الوقود.

يقول أبو زكري لـ”بالغراف”: “الوضع صعب جدًا، لا توجد مواصلات سوى عربات الكارو، لكن كبار السن والمرضى يجدون صعوبة كبيرة في التنقل بهذه الطريقة.”

من جانبه، يوضح المواطن أبو فضل النجار أن “الكارو” أصبحت الوسيلة الوحيدة لقضاء الحاجات اليومية، رغم الوقت الطويل الذي تستغرقه الرحلة من مكان إلى آخر.

يقول النجار، وهو معلم منذ سنوات في حديث لـ”بالغراف”: “اضطررت لاستخدام عربات الجر لإنجاز مشاويري الضرورية، رغم صعوبة الأمر، لكن لم يكن أمامنا خيارات أخرى.”

ولم تقتصر آثار أزمة الوقود على قطاع النقل فحسب، بل امتدت لتطال مختلف مناحي الحياة اليومية، حيث أثّر شُح الوقود على تشغيل محطات تحلية المياه التي يعتمد عليها السكان رغم تلوثها، مما زاد الوضع سوءًا مع تعذر تشغيلها بشكل طبيعي.

كما أن تداعيات الأزمة انعكست أيضًا على المخابز، التي أغلقت أبوابها بسبب نقص الغاز والوقود، ما فاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع وزاد من معاناة السكان الباحثين عن رغيف الخبز.

وسيم الحواجري، أحد الشبان المتضررين من الحرب الإسرائيلية، كان يعمل في صناعة مواد التنظيف، لكنه اضطر مؤخرًا لقيادة عربة “الكارو” لكسب لقمة العيش.

يقول الحواجري لـ”بالغراف”: “لا يوجد وقود ولا غاز، فاضطررنا للعمل على عربات الكارو لتأمين احتياجاتنا الأساسية، رغم التعب والمشقة”.

ويضيف الحواجري أن الأزمة لم تقتصر على نقص الوقود، بل انعكست أيضًا على أسعار أعلاف الحيوانات، حيث ارتفعت بسبب إغلاق المعابر واحتكار التجار، ليتضاعف سعر الشعير والتبن بنحو 3 إلى 4 مرات، إذ ارتفع سعر الرطل من 5 شواكل إلى 25 شيكلًا. 

ويشير إلى أن هذا الارتفاع الكبير زاد من معاناة أصحاب العربات وأثّر على صحة الحيوانات التي أصبحت مجبرة على قطع مسافات طويلة بين الأحياء والشوارع، في ظل تردي أوضاعها الصحية نتيجة نقص الغذاء.

واتخذت إسرائيل هذا القرار صبيحة اليوم الثاني من الشهر الجاري، تزامنًا مع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس، والتي استمرت 42 يومًا، منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة