loading

عائلة الماشي في المغراقة: صمود في وجه الدمار والمعاناة

بشار عودة

وسط الدمار والركام، تعيش عائلة الماشي في منزلها المتهدم في بلدة المغراقة بقطاع غزة، حيث لم يبقَ منه سوى بعض الأعمدة المُتصَدِعَة وسقفٌ معرش بالكاد يواجه الرياح والأمطار.

لم يكن هذا حال المنزل قبل الحرب الإسرائيلية، فقد كان مأوى دافئًا يحتضن أفراد العائلة، لكنه اليوم شاهدٌ على الألم والمعاناة بعد أن دمره الاحتلال، تاركًا جدرانه مفتوحة للبرد القارس في الشتاء وحر الصيف اللاهب.

تقول المسنة أم أحمد الماشي، وهي إحدى سكان المغراقة المتضررين، لـ”بالغراف”: “كانت المغراقة مليئة بالأشجار والمباني السكنية، لكن الجيش الإسرائيلي دمرها بالكامل خلال الحرب. لم يتبقَ لنا سوى هذا المنزل المتهدم الذي نعيش فيه رغم خطورته”.

وأشارت إلى أنها تخشى أن يسقط فوق رؤوسهم في أي لحظة، ولكن لا خيار آخر أمامهم، فقد تعبوا من ويلات النزوح والتنقل من منطقة إلى أخرى.

لا تقتصر معاناة العائلة على السكن غير الآمن، بل تمتد إلى شح المياه والطعام، حيث تفتقد المنطقة إلى شبكات المياه الصالحة للشرب، مما جعل الحياة اليومية تتحول إلى معركة من أجل البقاء.

وأضافت أم أحمد بحسرة: “أقطع ما يقارب خمسة كيلومترات يوميًا مشيًا على الأقدام لجلب المياه، فلا توجد طرق مُعَبَدة، وكل ما حولنا مجرد ركام متناثر. في الشتاء، تتسرب مياه الأمطار إلى داخل منزلنا بسبب تعريشه، ولكننا مجبرون على العيش هنا، فليس لدينا مكان آخر”.

لم يكن المواطن ناصر الماشي أفضل حالًا، فقد عاد إلى منزله المدمر بعد سنة ونصف من النزوح ليجد أنه أصبح مجرد أكوام من الركام، وأشبه بخيمة هشة وسط الخراب.

يقول الماشي لـ”بالغراف”: “رجعت إلى منزلي في المغراقة بعد سنة ونصف، فوجدته على شكل هرم من الدمار. قمت بتنظيف المكان قدر المستطاع لإعادة تأهيله والسكن فيه، رغم أنه آيل للسقوط في أي لحظة. لا خيار أمامنا سوى البقاء هنا، فلا مأوى آخر لنا”.

لكن التحديات لم تتوقف عند حد الدمار، فحتى عمليات إعادة الإعمار أو إزالة الركام تكاد تكون مستحيلة في ظل استمرار القصف الإسرائيلي تجاه أي آلية تحاول العمل في المنطقة.

وأوضح الماشي أنه حتى الآن، لم تستطع الجرافات الوصول إلى المنطقة، لأن الاحتلال يقصف أي آلية تتحرك هنا. هذا يجعل التنقل صعبًا جدًا، حيث تعيق الأنقاض والركام المرور في الشوارع.  مؤكدًا أنهم يضطرون للذهاب إلى مدينة النصيرات ويقطعون مسافات طويلة بحثًا عن المياه، في ظل غياب أي مقومات أساسية للحياة.

ورغم كل هذه المعاناة، يُصر أهالي المغراقة على الصمود والتمسك بأرضهم، حيث يعبر ناصر عن هذه الإرادة القوية بقوله: “لا توجد أي مقومات للصمود هنا، سوى أنك تعزز صمودك بنفسك، لأن حبك لأرضك ووطنك هو ما يدفعك لإعادة ترتيب منزلك أو حتى خيمتك وسط هذه الظروف الصعبة”.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة