هيئة التحرير
200 أمريكي من أقارب العشرات من قتلى السابع من أكتوبر 2023، تقدموا بدعوى قضائية أمام محكمة فيدرالية في مدينة نيويورك الأمريكية ضد رجل الأعمال الفلسطيني بشار المصري بتهمة “دعم الارهاب” عبر مشاريع اقتصادية في قطاع غزة.
الكاتب والمختص بالشأن الإسرائيلي عصمت منصور بين أنه يثق بشكل كبير بأن وراء هذه الحملة والدعاوي تقف جهات ومنظمات يمينية إسرائيلية.
وأوضح أنه لا يوجد أحد في إسرائيل يتحرك على مستوى دولي وأمام محاكم بهذا الحجم وبملف بهذه الضخامة وضد شخص من هذا النوع دون أن يكون لديه إسناد مؤسساتي وداخلي. ومن أبرزها منظمة ” شورات هدين” التي تربطها علاقة بالشاباك الإسرائيلي.
وأكد أن هناك منظمات يمينية كثيرة وليس فقط هذه المنظمة تقوم هي بالمبادرة وتجميع الأصوات وتجنيد الأهالي وتُوَعيهم وتلعب هذا الدور، مبينًا أن لديه ثقة مطلقة بأن خلف هذه الحملة جهات سياسية يمينية قريبة من الحكم ومن جهات أمنية من إسرائيل.
منصور أوضح أن منظمة ” شورات هدين” تشكلت ما بعد عام 2000، شكلتها المحامية نيتسانا ليتنر وكانت على علاقة جيدة برئيس الشاباك في حينه مائير داغان، والذي يؤمن بتتبع مصادر المال للمنظمات وتجفيفها وملاحقتها، ولذلك فهناك أدوار لا يمكن للموساد القيام بها من خلال القضاء الإسرائيلي، وأيضًا لا يمكن رفع دعوة ضد أي مؤسسة في أوروبا أو بمكان آخر بالعالم.
وأفاد أنهم لذلك قاموا بتشكيل هذه المنظمة على اعتبار أنها قطاع أهلي ومهمتها تعمل قانونيًا وأمام المحاكم الدولية والمحاكم المحلية في الدول الغربية، حيث يقومون بتجهيز الملفات لها ويعطونها المداخل وتقوم هي برفع القضايا باسم الإسرائيليين المتضررين والجهات المتضررة، مضيفًا أنها لا تقوم برفع القضايا فقط بل تساعد أحيانًا في إيجاد مخارج حيث على سبيل المثال إن قاموا برفع قضية على حماس ولا يوجد لها أملاك ولكن يوجد قيادي لديه مبنى فهم يقومون بإثبات أن هذا الشخص قيادي في حماس وهذا المبنى له ويقومون بتحصيل الأموال منه.
وأردف بأنهم هكذا فعلوا مع السلطة الفلسطينية حيث باتوا يسحبون الأموال من المقاصة بعد إثباتهم أن هؤلاء الأشخاص يأخذون أموال من السلطة وبالتالي هم يتبعون لها وهي مسؤولة عن ما فعلوه وباتوا يَسحبون منها الأموال، مبينًا أنها استطاعت تحصيل مكاسب بمئات الملايين من الدولارات على مدار السنوات وباتت عنوانًا لهذه القضية وهي عنوان وواجهة للموساد والمؤسسة القضائية أو السياسية أو الجهات الأخرى في إسرائيل.
معاقبة كل طرف فلسطيني
وحول قضيتهم من المصري أفاد بأنهم سيبحثون عن كل طرف فلسطيني ويحاولون معاقبته وتدفعيه ثمن السابع من أكتوبر ومن ضمنها السلطة وبعض المؤسسات الإقتصادية الفلسطينية الذين لا علاقة لهم بالسابع من أكتوبر أو الإنتفاضة، ولذلك فهم يبحثون عن أي جهة فلسطينية لمعاقبتها عن السابع من أكتوبر وما وقع قبله في الإنتفاضة وما حصل من عمليات.
وتابع منصور بأن توقيت رفع القضايا على المصري له علاقة بالدور الذي بدأ يشغله وظهور اسمه في الاعلام مؤخرًا، فدائماً ما كانوا يتعاملون معه على أنه رجل الإعلام المليونير حامل الجنسية الأمريكية الذي لا علاقة له بالسياسة وله شركاء قطريين وإسرائيليين ولم يكن يشكل لهم أي خطر، ولكن عندما بدأت علاقته هذه تظهر للعلن والتقريب بين حماس وأمريكا والذي قيل أنه كان له دور في اللقاء الذي جرى بين المبعوث الأمريكي بولر وحماس، الأمر الذي بدأ يُقلق الإسرائيليين، إضافة إلى تداول إسمه كشخص من الممكن أن يكون له دور سياسي مستقبلًا.
محاولة شيطنة المصري
وشدد على أن توقيت الدعاوي له علاقة بمحاولة شيطنة المصري وإضعافه ليس أمام الفلسطينيين إنما أمام الأمريكيين، حيث تعزز خطه مع الأمريكيين وحظي بثقتهم فمن الممكن جدًا أن يلعب دورًا مستقبليًا لن يعجب الإسرائيليين سواء بالتأثير على الإدارة الأمريكية وخطواتها وقراراتها ضد السلطة أو ضد الشعب الفلسطيني أو حتى في مواجهة توجهات اسرائيلية معينة.
ولفت إلى أن هذه الدعاوي مرتبطة أكثر بشخص المصري وهم يعرفون أن هذا النوع من القضايا تستمر لسنوات وربما بنسبة كبيرة لن تنجح حيث ما علاقة المصري بما حصل بالسابع من أكتوبر إن كان جزءًا كبيرًا من حماس كانوا لا يعلمون به، ولذلك فالفكرة تكمن بحملة ضده وفتح باب للإرهاب وربطه بالسابع من أكتوبر وحماس، وذلك لإضعاف دوره وشيطنته أمام أمريكا والغرب وقطع أي طريق عليه للعب دور مستقبلي يؤثر على القرارات الأمريكية.
وزاد منصور بأن القضايا التي رفعتها هذه المنظمة كانت ناجحة بنسبة 100% في المحاكم المحلية الإسرائيلية بحيث الأجواء في القضاء الإسرائيلي والأجواء اليمينية والقضاة في اسرائيل والقوانين والتشريعات مكنتهم من تحصيل تعويضات بمئات الملايين وكلها يتم اقتطاعها مباشرة من المقاصة، وفي الخارج أيضًا نجحت بنسبة جيدة جداً خاصة في المحاكم الأوربية ضد جهات استطاعت هذه المنظمة بصلاتها بالشاباك تثبت أنها قنوات لتمرير أموال أو تبييض أموال أو أنها بطريقة غير مباشرة لعبت دورًا في إيصال الأموال لحماس وحزب الله والجهاد الإسلامي.
وأشار إلى أنها منظمة مؤثرة جدًا وتستطيع استغلال قوانين هذه الدول والمعلومات والخيوط التي يزودها بها الموساد فهي نجحت بشكل كبير في تحصيل الأموال، مؤكدًا أنه لا يعلم إن كان لها يد في الدعوة ضد المصري، ولكنه يؤكد بأن هذه المنظمة بشكل أو بآخر تعمل بتنسيق كامل مع الموساد والمؤسسات الرسمية الإسرائيلية.
من الممكن أن تتأثر علاقته بالأمريكيين
وأكد أن هذه الدعاوي على المستوى القضائي لن تؤثر كثيرًا على المصري لأنها تستغرق سنوات طويلة والحكم فيها يخضع لقوانين وهناك شركات محامين وجهات مختلفة ومن الممكن أن لا تنجح، ولكن سياسيًا و إعلاميًا والى أي درجة يمكن أن تضر بالمصري وتردعه وتدفعه للتراجع وتحد من لهجته النقدية لإسرائيل وغيرها فهو شيء يتعلق به وبمدى صلابته وقوته بمواجهة هذه الحملة على المستوى الإعلامي والشخصي والشيطنة التي يتعرض لها.
وأوضح منصور بأنها من الممكن أن تردع الأمريكيين وتؤثر على علاقته ببعض الجهات بها وبعض الأبواب التي كانت مفتوحة أمامه، أما على المستوى القضائي فيعتقد أنها لا تنجح لأنها علاقة افتراضية وليس واقعية وسببية.