خاص بالغراف
العملية المزدوجة ظهيرة السبت 19-4-2025 حيث أطلق مقاومون في شمال قطاع غزة خرجوا من نفق قذيفة RBG على جنود إسرائيليين، ومن ثم فجروا عبوة جانبية بقوات الإنقاذ ما أدى لمقتل جندي وإصابة خمسة جنود وضباط آخرين بجروح خطرة.
تكتسب هذه العملية أهميتها من أربع نقاط جوهرية، من أنها وقعت في المنطقة العازلة شمال قطاع غزة التي تعتبرها القوات الإسرائيلية منطقة آمنة لهذا استخدمت فيها مركبات عسكرية خفيفة ومركبات مكشوفة.
المنفذون خرجوا من نفق كان معروف للقوات الإسرائيلية وكانت تستعد القوات الإسرائيلية لهدمه فاستبقت المقاومة القوات الإسرائيلية وهاجمتها من خلال ذات النفق، ولكن من فتحة لم تكن معروفة للقوات حسب التحقيقات الأولية.
تنفيذ العملية كان على مرحلتين، مرحلة إطلاق القذيفة، ومرحلة الكمين لقوات الإنقاذ التي حضرت للمكان بعد 27 دقيقة، وتمكن المقاومون من الانسحاب بسلام من منطقة العملية رغم إطلاق النار الكثيف من القوات الإسرائيلية بين فترة إطلاق القذيفة وتفجير العبوة لغاية عزل المنطقة.
العملية أثارت العديد من الأسئلة سواء من الناحية العملياتية داخل الجيش الإسرائيلي، أو بين المراسلين والمحللين العسكريين في الإعلام الإسرائيلي، خاصة أن هناك من اعتبرها تحول في نهج حماس العسكري التي تجنبت الاحتكاك في الجيش الإسرائيلي منذ تجدد العدوان على قطاع غزة يوم 17 آذار الماضي.
في هذا السياق كتب يوآف زيتوني المراسل العسكري ليديعوت أحرنوت تحت عنوان:” ال 20 ألف مقاتل الذين تحتفظ بهم حماس ومحاولة ملاحقة القوات، والأسئلة التي يجب أن تناقش”.
“آر بي جي” على مجندة، عبوة فجرت على قصاصي الأثر، العملية التي قتل فيها الرقيب أول غالب نصاصرة كانت العملية الثانية التي خرج فيها مقاتلين لحماس من فتحات أنفاق خلال أسبوع.
صحيح أن حركة حماس سحبت قواتها لاحتمال توسعة الجيش الإسرائيلي للعملية البرية، إلا أنها تلاحق القوات الإسرائيلية إن وجدت فرصة جيدة مناسبة لها، الجيش الإسرائيلي يعتقد أن حماس رصدت عمل للجيش الإسرائيلي في النفق، فحثت مقاتليها على استخدامه.
وتابع المراسل العسكري: حماس سحبت غالبية قواتها للمدن المهجرة بهدف الحفاظ على القوات في حال خرجت إسرائيل لعملية برية شاملة لاحتلال كل قطاع غزة بهدف هزيمة حركة حماس، حركة حماس تحاول ملاحقة ومهاجمة القوات إن وجدت فرصة، أو في حالة مخاطر فقدانها أصول مثل الأنفاق الهجومية.
وحسب التحقيق الأولي في الهجوم المزدوج، المسلحون خرجوا من فتحة النفق الذي أكتشف من الجيش الإسرائيلي وكان الجيش يستعد لتدميره، ولكن من فتحه لم تكن قد اكتشفت بعد، أطلقوا على مركبة سار فيها جنود من قوة جمع حربية قذيفة RBG، ولاحقاً فجروا عبوة بقوة الإنقاذ التي وصلت للمكان، من العبوة قتل قصاص الأثر غالب نصاصرة وجرح قصاص أثر آخر.
المرّة السابقة التي خرج فيها عناصر حماس من فتحة نفق كانت على قوات الفرقة 401 التي تعمل في هذه الأيام على توسعة المنطقة العازلة في حي الدرج والتفاح مقابل كيبوتس كفار غزة، في هذه العملية تم قتل عناصر حماس حسب الرواية الإسرائيلية.
في هذه الأيام حركة حماس تحضر عناصرها للدفاع استعداداً لعملية عسكرية إسرائيلية جديدة قد تكون، في المقابل قام الجيش الإسرائيلي بتقليص عدد القوات في منطقة الغلاف، ولم يأتي بقوات نظامية من منطقة الشمال من الفرقة 36، والتي تعمل بكتيبة ونصف في ممر موارغ بين خانيونس ورفح.
في عملية السبت لاحظ عناصر حركة حماس الذين خرجوا من النفق اقتراب المركبة العسكرية من النقطة العسكرية عبر الممر الخلفي لها، أطلقوا قذيفة RBG على المركبة وأصابوا من فيها، وكان ذلك على الطريق بين النقطة العسكرية والحدود، والمفترض أن يكون هذا الطريق محمي أكثر لهذا استخدمت فيه المركبات الخفيفة أو المفتوحة مثل مركبات الهمر، مئات الأمتار من الجدار على الحدود.
قائد الكتيبة الشمالية في فرقة غزة كان بالقرب من المكان عند وقوع العملية، بالقرب من معسكر إيرز، وصل للمكان على عجل مع قصاصي أثر آخرين من الكتيبة، بعد 27 دقيقة من تفتيش المنطقة وإطلاق النار لعزلها عن محيطها تم تفجير عبوة جانبية على قوة قصاصي الأثر، نتيجة ذلك قتل نصاصرة وأصيب قصاص أثر آخر.
وتابع المراسل العسكري يوآف زيتوني: تقديرات الجيش الإسرائيلي في المرتين استخدم عناصر حماس نفق كان مكتشف على يد القوات الإسرائيلية بالقرب من الحدود، مقابل كيبوتسات نير عام ومفلسايم، حتى الآن لم يصل الجيش الإسرائيلي للمنفذين، وجار التحقيق فيما إذا تمكنوا من العودة لبيت حانون، والتقديرات أن حماس رصدت الجيش الإسرائيلي يعمل على النفق مما دفعهم لاستغلاله ضد القوات الإسرائيلية.
عن مهمة القوات التي تعرضت للهجوم كتب المراسل العسكري: مهمة القوات التي عملت تحت مسؤولية فرقة الاحتياط 252 إقامة حزام أمني جديد تشمل معسكرات أمامية، للدفاع عن المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة من داخل حدود قطاع غزة، ولمنع حماس والجهاد الإسلامي من تنفيذ هجمات على منطقة النقب الغربي.
قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي ضاعفت جهودها من أجل العثور على أنفاق في المنطقة العازلة الجديدة، وذلك حتى مسافة 500-100 متر داخل حدود قطاع غزة، وفيها مئات الجنود في المعسكرات التي تفصل بين إسرائيل وقطاع غزة، كل هذا على طول الحدود ال 65 كم، بين كرم أبو سالم على مثلث الحدود المصرية، وحتى منطقة زكيم على الشاطئ الشمالي لقطاع غزة.
قيادة المنطقة الجنوبية ترى ضرورة لتوسعة المنطقة العازلة خاصة في الأحياء الغزية القريبة من الحدود، مثل الشجاعية الموجودة مقابل ناحل عوز، وبيت لاهيا الموجودة أسفل نتيف هعسراه، ومعسكرات المنطقة العازلة يشغلها جنود من قوات الاحتياط مهمتها صد هجمات لعناصر حماس أو استيعاب عمليات إطلاق القذائف، طريقة عملها قريبة من العمل في المنطقة العازلة في الجنوب اللبناني التي أخليت في العام 2000، والجديدة المكونة من خمس معسكرات في الجانب اللبناني.