loading

خطة توزيع المساعدات في قطاع غزة إسرائيلية بغطاء أمريكي

ترجمة خاصة- بالغراف

نقلت يديعوت أحرنوت العبرية عن صحيفة واشنطن بوسط تفاصيل ما أسمته الوثيقة السرية المتعلقة بخطة توزيع المساعدات لقطاع غزة، وتتحدث الوثيقة عن كيفية ولادة فكرة “صندوق الإغاثة الأمريكي” المقرر له استبدال الأمم المتحدة في توزيع المساعدات في قطاع غزة، وأن هناك محاولة لإخفاء الدور الإسرائيلي في تأسيس الصندوق، والقلق هو من ظهور الصندوق كدمية في يد الحكومة الإسرائيلية، وتساؤلات عن (100) مليون دولار التبرع من مجهول، والخلافات داخل الجيش الإسرائيلي، وقول رئيس الأركان الإسرائيلي إنه:” لا يفهم مسألة تقسيم المهام بين الجيش والمقاولين الأمريكيين”.

وتابعت يديعوت أحرنوت: خطة المساعدات الإنسانية الإسرائيلية الأمريكية لقطاع غزة تواجه عقبات اللحظات الأخيرة، مراكز التوزيع الأربعة التي  كان يفترض أن تفتح السبت تحت إدارة أمريكية إسرائيلية لم تفتح، ومن المفترض أن تفتح يوم الاثنين القادم، كل ذلك على خلفية الانتقادات من المنظمات الدولية، والتي ترفض التعاون مع الخطة الإسرائيلية التي تريد منع وصول المساعدات لحركة حماس، والواشنطن بوست تنقل تفاصيل عن كيفية ولادة خطة المساعدات لقطاع غزة، والتي كان قلق المبادرين لها من عدم تعاون منظمات المساعدات الدولية معها.

الواشنطن بوست اعتمدت في تقريرها على جهات أمنية إسرائيلية وجهات أخرى، وفحصت مئات الصفحات من وثائق سرية، وهدفت الخطة أول ما هدفت لإخفاء الدور الإسرائيلي ب “مؤسسة المساعدات الأمريكية “Gaza Humanitarian Foundation والمعروفة بالمختصر (GHF) والتي تحظى بدعم أمريكي وستوزع المساعدات في قطاع غزة بطريقة مختلفة.

في ذات الوقت تحدثت الصحيفة الأمريكية عن خلافات عميقة داخل الجيش الإسرائيلي وداخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بشكل عام حول خطة توزيع المساعدات، مصدر أمني إسرائيلي سابق طرح في التقرير مجموعة من الادعاءات، منها أن ضباط داخل الجيش الإسرائيلي يريدون للخطة أن تفشل، ويريدون بقاء الخطة الحالية، وهي دخول المساعدات عن طريق الأمم المتحدة والأونروا ومنظمات المساعدات الإنسانية.

وتابعت يديعوت أحرنوت: أسئلة المساعدات لقطاع غزة تشكل نقطة خلاف عميقة داخل إسرائيل واستمرت طوال فترة الحرب، ومع انهيار وقف إطلاق النار وصفقة التبادل في آذار الماضي، أعلنت إسرائيل وقف دخول المساعدات لقطاع غزة للضغط على حركة حماس، ولكن في الأسابيع  الأخيرة تزايد الضغط الدولي والأمريكي على إسرائيل بعد الأنباء عن الجوع والضائقة الإنسانية في قطاع غزة، الضغط على إسرائيل تحول لتسونامي سياسي في الأيام الأخيرة، وبعد (11) أسبوعاً من المنع قرر رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو السماح بالدخول للمساعدات الإنسانية بشكل فوري، حتى الآن المساعدات تدخل بالطريقة القديمة دون مراقبة على أن لا تصل تلك المساعدات لحركة حماس.

وعن خطة المساعدات الجديدة نقلت يديعوت أحرنوت: خطة التوزيع الجديدة التي يفترض أن تبدأ يوم الاثنين عن طريق (GHF) وتحت حماية أمريكية مباشرة، وعن طريق أشخاص خدموا في السابق في الجيش الأمريكي، في البداية ستكون أربعة مراكز توزيع، ثلاثة منها جنوب ممر موراغ الفاصل بين خانيونس ورفح، ورابع قرب ممر نتساريم ومخيمات الوسط، وكل مركز يفترض أن يقدم مساعدة ل (300) ألف مواطن، والأمل أن تقام مراكز أخرى تقدم مساعدات ل (2.1) مليون مواطن في قطاع غزة.

الفكرة الأساسية لخطة المساعدات لقطاع غزة أن تصل المساعدة لسكان قطاع غزة مباشرة، والتي سيستلم كل واحد منهم مساعدة لعائلة كاملة، بدلاً من توزيع أكثر فوضوية، وادعاء بأن جزء كبير منها وصل ليد حركة حماس، والتي تبيعه لاحقاً بأسعار مرتفعة لتمول عناصرها وقوتها العسكرية، من أجل السيطرة على غزة ومحاربة الجيش الإسرائيلي.

 وأمل إسرائيل هو الفصل بين السكان وحركة حماس، وإنهاء تعلق سكان غزة بحركة حماس، كما أن هدف الخطة تشجيع سكان قطاع غزة للنزوح نحو الجنوب للمناطق الإنسانية، هناك يمكنهم الحصول على الطعام.

في التاسع من أيار كشف السفير الأمريكي في إسرائيل عن الخطة وعرض بنودها كمبادرة أمريكية دون علاقة إسرائيلية فيها، والتي سيكون مطلوب منها فقط تأمين الحماية من بعيد لمراكز التوزيع للمساعدات، وفي الواشنطن بوست جاء حسب مصدر تحدث مع الصحيفة، تم الاتفاق في الأيام الأخيرة أن يكون جنود الجيش الإسرائيلي على بعد (300) متر من مراكز توزيع المساعدات الإنسانية.

شخصيات الاتصال الإسرائيلية:

في الرابع عشر من أيار تم الإعلان في سويسرا عن تشكيل (صندوق الإغاثة الأمريكيةGHF ) كجمعية غير ربحية، ولكن حسب الأنباء، الصندوق شكل قبل ذلك بكثير، لكن الأمر لم يكتب بشكل واضح في التحقيق، والصحيفة الأمريكية ألمحت أن مصدر الفكرة والمبادرة إسرائيلية، وأشارت إلى أنه في نهاية العام 2023 باشر مكتب منسق الحكومة الإسرائيلية في المناطق والمسؤول عن دخول المساعدات، للمبادرة إلى ما سمي “الفقاعات الإنسانية” في زمن وزير الحرب السابق يوآف جالنت، والتي أرادت وضع السكان الغزيين في مناطق خارج مناطق القتال.

وفق ستة مصادر إسرائيلية وأمريكية أصل الخطة إسرائيلية، وفي النقاش شارك رجلي أعمال إسرائيليين من قطاع الهايتك، أحدهم ليران تنكمان، رجل استخبارات إسرائيلي سابق، وكان صاحب اقتراح استخدام طريقة التعرف البيومترية خارج مراكز التوزيع، كجزء من عملية فحص الفلسطينيين الذين يصلون للمراكز، والثاني هو رجل أعمال إسرائيلي أمريكي يدعى مايكل أيزنبرغ ، والذي ادعى أن عملية التوزيع الحالية تغذي حركة حماس، وبجب تغيرها، رجلي الأعمال رفضوا التعليق لصحيفة الواشنطن بوست على هذه التفاصيل.

الواشنطن بوست كشفت عن وثيقة من (189) صفحة وضعها المبادرون لخطة المساعدات الجديدة في قطاع غزة منذ نوفمبر من العام الماضي، حذرت من معارضة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لخطة توزيع المساعدات، وجاء في تلك الوثيقة:” المساعدة القوية” مع جهات أمنية إسرائيلية، يجب أن لا تظهر منظمة المساعدات الأمريكية كدمية في يد الحكومة الإسرائيلية، وعليها أن تكون جاهزة للإجابة على تساؤلات، كيف تمكنت منظمة غير ربحية لم يسمع فيها أحد من قبل الحصول على موافقات أمنية سريعة من الحكومة الإسرائيلية؟، وصورة سيطرت إسرائيلية على المنظمة تمنع التعاون معها.

كما تضمنت الوثيقة جزء يتعلق بقدرة (GHF) الإجابة على الاتهامات، من تلك الاتهامات تشبيه مراكز توزيع المساعدات في قطاع غزة، بمراكز الاعتقالات أيام النازية، ومهم أن يتم الايضاح للغزيين بأنهم سيعودون لمنازلهم عندما يكون ذلك ممكن، وبناء قائمة بعائلات ضامنة عبر التليغرام ومنصة إكس يمكن من خلالهم تشجيع تنفيذ خطة التوزيع.

ولم تتناسى الوثيقة سبل الحصول على دعم دبلوماسي ل (GHF)، الطلب من الدول الغربية مثل ألمانيا دعم الخطة، وإقناع فرنسا بعدم التدخل سياسياً في قطاع غزة وفي عمل ال (GHF) خلال العام القادم، ولكن الدعم من العالم لم يأتي، بل الأمم المتحدة ومنظمات المساعدات الإنسانية لم تنضم للخطة، بل اعتبروا الخطة انتهاك لقواعد المساعدات الإنسانية، والخطة تحول المساعدات لسلاح في يد إسرائيل ضد حركة حماس، وفي الأمم المتحدة قالوا إن الخطة لن تحل الأزمة الإنسانية وحالة الجوع في قطاع غزة.

وحتى المبادرين أنفسهم كانوا ضد الموديل العسكري المقترح للخطة، حيث كانت معارضة لعملية الفحص البيومتري لمن يأتون لمراكز التوزيع التي ستقام في الجنوب أولاً، وسيكون مطلوب من السكان السير لساعات من أجل الوصول للمراكز، كما أن المنظمات الإنسانية رأت في الخطة انتهاك لقواعد المساعدات الدولية، وإن هذه المنظمات الإنسانية لن تقبل استخدام أمن مزود بأسلحة من شركات خاصة.

ومن أجل الترويج لخطة توزيع المساعدات، جهات إسرائيلية وجهات أمريكية على علاقة بمنظمة المساعدات روجوا أن منظمات إنسانية دولية انضمت للخطة ومنها “المطبخ العالمي”، والأمم المتحدة، وهذه الجهات لم تتعجل نفي الخبر في البداية.

“التبرع السري” والانقسام المزعوم في الجيش الإسرائيلي: 

صحيفة الواشنطن بوست قالت أن هناك تساؤلات حول الجهة الممولة لصندوق الإغاثة، في الوثائق ذُكرت دولة الإمارات العربية المتحدة كمتبرع مركزي لصندق الإغاثة (GHF، لكنها حتى الآن رفضت تقديم المساعدات لها، في الأسبوع الأخير أعلنت مجموعة دول عن متبرعين محتملين من عدة دول في أوروبا وآسيا، مثل بريطانيا والاتحاد الأوروبي، خبر فتح انتقادات على خطة (GHF) ، رداً على ذلك، ناطق باسم صندوق الإغاثة الأمريكية قال للواشنطن بوست، ال (GHF) نجحت في تجنيد (100) مليون دولار من متبرع سري، وهنا يدو الحديث عن إنجاز كبير :”من أجل إيصال الطعام لأفواه الجائعين” حسب الناطق باسم صندوق الإغاثة.

ويدعي ال (GHF) بأنه يضغط على إسرائيل من أجل الموافقة على إقامة مراكز توزيع أخرى في مختلف مناطق قطاع غزة، الناطق باسم الصندوق قال:”لا يوجد تحديد لعدد مراكز التوزيع التي يمكن فتحها من قبل الصندوق، أو على مواقعها، الخطة فتح أربعة مراكز حتى نهاية الشهر، وفتح مراكز أخرى في مختلف أنحاء قطاع غزة “، وادعى الناطق أن الوثائق التي كشفتها الواشنطن البوست ليس بالضرورة تظهر الخطة الخاصة بالصندوق، وإن الصندوق ليس من خطته إقامة مناطق تجمع لسكان غزة، أو القيام بعمليات فحص للقادمين للمراكز.

كما ادعت الصحيفة الأمريكية أن هناك خلافات داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية حول آلية توزيع المساعدات الجديدة، مصدر في الجيش الإسرائيلي قال للصحيفة الأمريكية، طوال العام الماضي هناك خلافات عميقة في الجيش الإسرائيلي حول توزيع المساعدات على سكان قطاع غزة، وذلك على خلفية الجدل في المستوى السياسي إن كان هناك احتلال لقطاع غزة، وإقامة حكم عسكري، وتوفير احتياجات السكان عن طريق الجيش الإسرائيلي، أو البحث عن جسم مدني يدير قطاع غزة، وتبقى إسرائيل تسيطر أمنياً على قطاع غزة.

وتابعت الصحفية: رئيس الأركان الإسرائيلي أيال زامير قال الأسبوع الماضي، حتى الآن لا أعلم ما تقسيم الأدوار بين الجيش الإسرائيلي والمقاولين الأمريكيين الذين سيعملون على توزيع المساعدات في المراكز المخصصة لذلك، وحسب الصحيفة، الجنود الإسرائيليين سيكونون مسؤولين عن محيط مراكز التوزيع، وعلى بعد (300) متر من المركز.

مصدر أمني إسرائيلي سابق كان شريك في بلورة الخطة لتوزيع المساعدات اتهم ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي بأنهم يسعون لإفشال الخطة، ومعنيون ببقاء الوضع كما هو عليه الآن في قطاع غزة، وقال ذات المصدر أن على الجيش الإسرائيلي أن يفهم أن هذه خطة الكبنيت

وعن مصير الخطة كتبت يديعوت أحرنوت: هناك من هم على ثقة بأن مستقبل خطة المساعدات الجديدة الفشل، تمير هايمن رئيس  سابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية “أمان” ، ورئيس مركز أيحاث الأمن القومي (INSS)  قال للواشنطن بوست:” الطلب من الغزيين قطع مسافات للحصول على رزمة مساعدات تزن 18 كغم أكثر من مرة في الأسبوع يمكن أن تتم في ملعب جولف ليس في قطاع غزة”، ورفض تركيز سكان قطاع غزة في مناطق تجمع جديدة، “أبعد من القضية الإنسانية والقضية الأخلاقية، فقط القضايا اللوجستية لنقل السكان لمكان دائم، يدور الحديث عن نقل أعداد هائلة من السكان تم نقلهم أكثر من مرّة في السابق، هذا لن يتم”.

وختمت يديعوت أحرنوت: على خلفية الصعوبات والانتقادات نقات وكالةAP: إسرائيل ستلجأ إلى تغيير الطريقة التي حددتها بأن المساعدات ستوزع عن طريق صندوق المساعدات الإنسانية الأمريكي الجديد، وإن المنظمات الإنسانية التي ساعدت في السابق في توزيع المساعدات، يمكن أن تكون جزء من توزيع المساعدات غير الغذائية، مثل المواد الطبية ومنتجات التنظيف، وتوفير مأوى آمن، وتوزيع المواد الغذائية تنقل ليد ال (GHF) ، يدور الحديث عن تغيير طريقة التوزيع، حتى الآن كان الحديث عن أن صندوق المساعدات الإنسانية الأمريكي سيكون مسؤول عن توزيع كل المساعدات.

صحيفة هآرتس العبرية من جهتها قالت أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو اختار جسم لإدارة المساعدات الإنسانية في قطاع غزة من خلف، ودون تنسيق مع المؤسسة الأمنية، وكتبت هآرتس في هذا السياق:” بدون عطاء أو خطوات قانونية، طاقم برئاسة السكرتير العسكري لرئيس الحكومة الإسرائيلية جند شركة دولية بدون خبرات سابقة لتوزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، والشركة عرضت نفسها كشركة أمريكية، يقف خلفها أيضاً جهات إسرائيلية، وهناك عدد ليس قليل من علامات السؤال”.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة