هيئة التحرير
بين الخمول وصوت الضمير الذي يعصف بأفكار الفلسطينيين للنهوض بما يحقق الفائدة والتطوير للمجتمع الفلسطيني، قدم طلبة بيرزيت عرضهم المسرحي “الحفرة” ضمن المهرجان المسرحي الجامعي الثاني حاصدين به المركز الثالث وجائزة أفضل ممثل نالها الطالب محمد أبو علوي عن دوره في المسرحية.
حاجة ماسة للفن
تقول مدربة المسرح بحامعة بيرزيت مريم الباشا أن هذه التجربة كانت مهمة جدًا بالنسبة لها فهي أطول فترة تخوضها مع الطلبة وكان هناك توافق كبير بينها وبين المجموعة منذ اللحظة الأولى التي التقوا فيها.
وأكدت أن التجربة كانت مميزة لانفتاح الطلبة على التجربة والتعلم والاستفادة من الشيء الموجود بين أيديهم وكان لديهم القابلية للخروج من الأماكن المريحة وخارج الصندوق الموجودين به أو الذي أوضعهم به المجتمع وأن يجربوا شيئًا جديدًا. فكانت تجربة مميزة.
وأشارت الباشا إلى أنها تعلمت هي أكثر مما علمت حيث تعلمت من الطلبة وهي سعيدة جدًا بالنتيجة التي خرجوا بها لأنها خرجت من الطلبة أنفسهم ومن أفكارهم ومن الأشياء التي يريدون الحديث عنها.
وأضافت أنها شهدت تطورًا ملحوظًا لدى الطلبة لأننا جميعًا بحاجة للفن بحياتنا بغض النظر عن المهنة والتخصص فنحن بحاجة لوجود الجانب الفني الذي نبدع به ونخرج خارج المناطق الآمنة الخاصة بنا.
وأوضحت الباشا أن التطور كان واضحًا على الطلبة من خلال ثقتهم بأنفسهم وتعاملهم مع أجسادهم ونفسياتهم إضافة لفهمهم وطرحهم للأسئلة التي يجب أن يطرحوها على أنفسهم، فكان هناك تغير كبير طرأ عليهم على مدار فترة التدريب التي استمرت قرابة العام. كما أن النتيجة التي ظهرت تبين أن الجمهور استطاع رؤية شبان بجيل جديد ليس فقط جيل مسرحي ولكنه جيل قادر على التغيير للأفضل.
ووجهت رسالتها للشبان بعدم البقاء في المناطق المريحة الخاصة بهم وأن يحاولوا القيام بأشياء جديدة دومًا ويتعلموا دومًا، والتعليم ليس فقط في الحياة الجامعية بل في الحياة وألا يجعلوا الشهادة الجامعية تقف بطريقهم فهي ليست الحل الوحيد وهناك حلول أخرى. مؤكدة أنها لم تدرس في الجامعة ولكنها نجحت في المجال الذي تحبه وهو المسرح فإذا أنت تحب شيئًا إذهب معه للآخر.
نريد شخصيات صادقة وشفافة
الطالبة في الجامعة ديالا القاضي بينت أن لحظة دخولها للمسرح كانت عشوائية جدًا وكان لديها الكثير من التردد ولكن بعد رؤيتها للمدربة مريم الباشا أزالت عنها هذا التردد. مشيرة إلى أن وقت التدريب بالمسرح كان حساسًا بالنسبة لها حيث كانت بمرحلة مشتتة. والمسرح عرفها على شخصيات بها جميلة، حيث خرجت منها شخصية جريئة بهذه التدريبات.
وأضافت أن هذه التجربة قوت من شخصيتها ووسعت من خيالها، كما أن التدريب جعلهم صادقين وواضحين مع انفسهم، مشجعة على المشاركة في المسرح لأننا لا نريد شخصيات مثالية بل شخصيات صادقة وشفافة قادرة على سؤال نفسها ” من أنا” بصدق.
علينا إيقاظ ضميرنا وأنفسنا
بدوره يقول الطالب أيمن الحافي أنه أحب تجربة هذا المشروع فهو شيء جديد بالنسبة له وأضاف له ميزات كثيرة. مبينًا أن التمثيل بالنسبة له شيء جديد وغير من ذاته وجعله يتعرف على نفسه أكثر وكسر حواجز بينه وبين نفسه بشكل أكبر، مؤكدًا أنه أحب التدريب والنتيجة التي خرجوا بها أيضًا متأملًا استمرارهم بهذا المجال.
وأضاف أن عرضهم المسرحي اليوم كان بعنوان “الحفرة” وهو يعني بإخراج الإنسان من منطقة راحته وإيقاظ ضميره. مشيرًا إلى أنه جسد شخصية الضمير فيما زملائه مثلوا شخصية الإنسان الخامل الكسول الذي يجب ان يستيقظ. مؤكدًا أن هذا الشخص موجود في كافة المجتمع الفلسطيني. لأنه إن أردنا إفادة شعبنا وتطوير مجتمعنا علينا إيقاظ ضميرنا وأنفسنا
وأضاف الحافي أنهم وعلى مدار عام كامل قاموا بالكثير من التدريبات التي طورت من شخصياتهم وكسرت من حاجز الخوف والخجل لديهم. فالمسرح عالم واسع وجميل ومميز ويستطيع تطوير الكثير من المهارات على اختلاف الشخصيات حيث كل شخص يستطيع تعويض ما ينقص الإنسان ويظهره. مشجعًا الطلبة على وضع طاقاتهم بشيء مفيد يُمكنهم من إيصال الرسالة وإفادة المجتمع الفلسطيني.
طلبة مبدعون
الطالبة نمير الباشا من جامعة بيرزيت بينت أنها أتت لحضور العروض المسرحية وكانت عروض قوية أبدعوا من خلالها الطلبة. معبرة عن فخرها بما قدمه زملائها الطلبة بالجامعة.
وأضافت أنهم أخبروها عن شعورهم والتجارب التي مروا بها قبل المسرحية، مشيرة إلى أنها وبعد حضورها المسرحية رأت كم عملوا وتعبوا عليها. مفيدة بأن عرض الجامعة العربية الأمريكية قدموا من خلاله رسالة مميزة وتمثيلهم كان جميلًا، إضافة إلى أن طلبة جامعة الخليل جمعوا روح الكوميديا مع روح إيصال الرسالة. فيما باقي الجامعات قدموا عروضًا رائعة.