ترجمة خاصة-بالغراف
كتبت المراسلة السياسية لمعاريف العبرية آنا برسكي:” قطر تشدد سيطرتها على قناة الجزيرة، بالتوازي مع حملة التجويع في غزة، العائلة المالكة قررت أخذ الأمور خطوة للأمام”، قناة الجزيرة دخلت مرحلة جديدة تتمثل في سيطرة مباشرة من العائلة المالكة”، حيث تم تغير مدير عام القناة مصطفى السواق، وتعيين بدلاً منه شخصية من العائلة المالكة.
التعيين هذه المرّة يختلف عن تعينات سابقة، في السابق كانوا يأتون بصحفيين مهنيين من خارج الإدارة، هذه المرة اختارت قطر شخصية من العائلة المالكة، والمهيمن على مجلس الإدارة وفق وصف المراسلة في الصحيفة العبرية، ولكن حتى الآن لم يكن مسيطر على الإدارة التنفيذية، وهنا تظهر قطر توجه واضح بتركيز القوة وتعميق السيطرة على وسيلة الإعلام المركزية في قطر.
التعيين الجديد يعزز أحد الادعاءات التي وجهت طوال السنوات الماضية تجاه الجزيرة، وهي أن الجزيرة أداة سياسية في السياسة الخارجية القطرية، ناصر آل ثاني الذي شغل في السابق منصب سفير قطري، سيجعل من الصعب على القناة أن تقدم نفسها كوسيلة إعلام مستقلة، ويأتي قرار تغيير المدير العام للقناة بالتزامن مع حملة ضد إسرائيل تحت عنوان:” إسرائيل تقتل الصحفيين”.
حملة “إسرائيل تقتل الصحفيين” حولت صورة البروفايل لأسود، وأشرطة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، ومحتوى مجند مبثوث في القناة، في إسرائيل يرون في الحملة ردة فعل قطرية على رفض إسرائيلي لمقترح صفقة جزئية مع حركة حماس، بالتالي تحاول الضغط على إسرائيل عبر تشديد الرسائل.
الدكتور أرئيل أدموني من معهد القدس للاستراتيجية والأمن عبر عن تداعيات الخطوة القطرية بالقول:” هذا تعين مفاجئ، قطر في السابق كانت معنية بأن يكون في الجزيرة وجه مهني من أجل الحفاظ على مظهر الاستقلالية الإعلامية، شخصية من العائلة المالكة، ومن سلك الخارجية القطرية، ستصعب وصف القناة بالمهنية والاستقلالية الإعلامية، خطوة عبارة عن جزء من اتجاه أوسع نحو مركزية السلطة في قطر”.
وتابع أدموني:” نحن نرى دخول شخصيات من آل ثاني لمواقع مفتاحية إضافية، في النوادي الرياضية، في وزارة الدفاع، وفي مواقع سيطرت عليها في السابق عائلات أخرى مثل العطية، التعين في الجزيرة هو جزء من هذا التوجه”، في إسرائيل يتابعون عن قرب خطوات قطر، ويرون فيها تعزيز للخط الهجومي الذي تنتهجه قطر في الفترة الأخيرة، من خلال استخدام مباشر لوسيلة الإعلام الأبرز في العالم العربي والتي هي تحت سيطرتها.