هيئة التحرير
“واقف واقف” كلمات قالها مواطن غزي قبل أن يجهش بالبكاء فرحًا حينما علم أن منزله ما زال قائمًا ولم يتعرض للتدمير الكلي رغم تضرره.
مشاهد كثير تداولها الكثير من الغزيين الذين بدأوا بالعودة إلى غزة فور السماح لهم بالعودة عقب توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار والتي تسمح لهم بالعودة إلى مدينة غزة وشمالها
وفور إعلان إمكانية العودة توافد الآلاف من المواطنين الذين نزحوا قسرًا إلى وسط وجنوب القطاع تحت نيران القصف والقتل، عائدين إلى منازلهم يتفقدون وجودها من عدمها ومع توافدت الفيديوهات لمواطنين يعبرون عن فرحتهم بالعودة ووبيوتهم
وتضمنت فيديوهات المواطنين فرحة تغلبها إما الدموع أو السجون أو الصراخ فرحًا، رغم أن بعضها شبة متدمرة بشكل كلي ولكن مجرد عودتهم إليها كانت بمثابة عودة الروح إلى الجسد
“دارنا دارنا” بهذه الكلمات عبر شاب عن فرحته برؤيته لمنزله رغم الدمار الكبير الذي ألم به إلا أن يقول أن فرحته بعودته مرة أخرى لمنزله تعني له الكثير. فيما خَرّ مواطن آخر ساجدًا عقب رؤيته لمنزله موجود ولم يُدمَر وهو الذي نزح قسرًا تحت ضجيج الموت الذي كان يحيط به، وفي فيديو لها خلال نزوحه كان يبكي حزنًا مطالبًا من غزة أن تسامحه لأنه نزح فيما كان يبكي فرحًا عندما عاد.
لم تكن مشاهد الفرح وحدها المسيطرة على مشاهد العودة، رافقها مشاهد الحزن والألم من مواطنين سُويت منازلهم بالأرض ولك يبق لها أي أثر ومعها دفنيت أحلامهم وذكرياتهم والكثير الكثير من المشاعر التي رافقتهم.
حزن بخسارة بيت وأخرى حزن باستشهاد أفراد عائلاتهم قائلين بأن هذا هو وقت البكاء على الفقد والحزن، فالفقد المتكرر الذي عاشوه طيلة عامين من الحرب لم يكن به أي وقت حتى للبكاء والحزن عمن فقدوه في هذه الحرب.
عامين من القتل والقصف والتجويع والموت بشتى الطرق عاشها مليوني مواطن من قطاع غزة، ذاقوا فيها النزوح والتشريد لأكثر من مرة، وذاقوا الجوع والعطش والمرض بأمراض نادرة دون علاج، واليوم وبعد وقف الحرب يجد الغزي نفسه ناجيًا من قتل متوحش وإبادة على مرأى العالم أجمع استمرت لعامين، علّه يحاول الآن أن يداوي جروحًا كثيرة.