loading

إنخفاض أسعار الدجاج: قطع الليمون وثبات الشاورما

هيئة التحرير

منذ أشهر تشهد أسعار الدجاج انخفاضًا في السوق الفلسطيني في مناطق الضفة المختلفة، انخفاض لمسه المواطنين في محلات بيع الدجاج، ولم يلمسوه خلال زيارتهم للمطاعم التي بقيت أسعارها كما هي، فما هي أسباب هذا الانخفاض ؟؟ ما مصير مربي الدواجن مع استمرار الانخفاض 

إنعدام القوة الشرائية 

يُجمع المواطنون على وجود إنخفاض في أسعار الدجاج يشهده السوق الفلسطيني، ومع ذلك تؤكد إحدى المواطنات أنه ومع هذا النزول فالكثير من العائلات لا تستطيع الشراء، وهو ما أكده رئيس الجمعية التعاونية إياد عاصي بأن أحد أهم أسباب انخفاض الأسعار هو انعدام القوة الشرائية لدى المواطنين الفلسطينيين. 

ويقول عاصي في حديث ل”بالغراف” أن لانعدام القوة الشرائية عدة أسباب منها أن الموظفين يحصلون على جزءًا من رواتبهم، والمواطن لا يستطيع شراء المتطلبات الأساسية أو أن يقضي متطلباته الأخرى. إضافة إلى قضية منع  العمال من العمل في الداخل وهو ما ساهم أيضًا في  تراجع وانعدام القوة الشرائية عند المواطنين. 

وأوضح أن هناك فائض من الدواجن في الأسواق والمزارع رغم أن أعدادها مشابه لما كان عليه في السنوات السابقة إلى أن تراجع القوة الشرائية أدى لوجود هذا العدد الكبير من الدواجن في المزارع. 

وأفاد عاصي أن الدجاج الحي في المزارع وصل لسعر 6 شيقل وهو السعر الذي نادرًا ما يصل إليه حيث منذ أشهر هناك إنهيار في الأسعار، مضيفاً أنه ربما ارتفع ل7 شواقل ولكن يعود وينخفض إلى 6 شواقل. 

وأضاف أن هبوط كيلو الدجاج عن سعر ال8 شواقل يكون به خسارة على المزارعين، حيث في الوقت الحالي يتكبد المزارع خسائر فادحة جدًا. ففي الكيلو الواحد يخسرون شيكلين في المزارع النموذجية الخالية من المشاكل والأمراض، ولكن إن كان بها مشاكل وأمراض فإن الخسارة تتضاعف. 

ولفت عاصي إلى أن سعر كيلو الدجاج “اللحم الصافي بعد الذبح” يباع ب9 أو 10 شيقل، مشيراً إلى أن بعض محلات البقالة يعتمدون مبدأ إبهار البائع من خلال وضع قطعة ليمون أو غيرها ويزيدون السعر ولكن في المقابل فهم يبيعون كميات قليلة. 

لا تغير على أسعار المطاعم

وفي مقابل هذا الانخفاض يشتكي الكثير من المواطنين بقاء أسعار الشاورما والبروست وغيرها من الوجبات على حالها رغم أن المكون الأساسي لهذه الوجبات هو الدجاج والذي يشهد انخفاضًا حادًا في الأسعار. 

وفي معرض رده على هذه الأسئلة أكد صلاح هنية رئيس جمعية حماية المستهلكين أنه صحيح منذ عام يشهد السوق انخفاضا حاداً بأسعار الدواجن، وهو ما ظهر جليًا في بعض المحال التجارية التي لديها بيع دواجن وخاصة المحلات التجارية الكبيرة، والتي استطاعت عكس هذا السعر ليكون مناسبًا للقدرة الشرائية للمستهلك. 

ولكن وفي المقابل وعلى مدار العام لم يكن هناك أي انعكاس بالمطلق على الأسعار المشتقة من الدجاج في الوجبات بالمطاعم سواء الشاورما أو غيرها من الوجبات، الأمر الذي أثار استغراب المستهلك حيث عندما يكون كيلو الدواجن 18 شيقل يقومون فورًا برفع الأسعار وعندما ينزل لا يكون انعكاس لهذا الشيء على الأسعار. مضيفًا أن نزول أسعار الدجاج لم يكن لشهر أو 20 يوم أو يومين أسبوع ولكنه ممتد منذ عام، حسبما يقول. 

وأفاد هنية بأن هذا موضوع نقاش دائم مع وزارة الاقتصاد ومع لجان السلامة العامة بالمحافظات بضرورة تشكيل لجان ضغط على المطاعم ودائمًا ما يكون الجواب هو بأن المطعام ليست شيئًا أساسيًا وهي لمن يرغب. مشيرًا إلى أننا نشهد وجود عشرات المواطنين في مراكز المدن الذين أتوا من محافظات أخرى ويرغبون بالأكل فتكون المطاعم المكان المناسب لهؤلاء المواطنين، إضافة إلى رغبة بعض المواطنين بتناول الطعام في المطعم مرة في الأسبوع  ما يضطرهم لدفع مبالغ كبيرة مقابل ذلك. 

ولفت إلى أنه  ربما لو اشترى المواطن المكونات وأكل في بيته تكون التكلفة أقل ولكن المواطن لديه رغباته وميوله للاهتمام بنفسه وعائلته. مؤكدًا أن المطاعم ليست ترفيهية لمن يستطيع ولذلك فهناك مطاعم تقدم وجبات غالية الثمن معروفة لدى الجميع وهناك مطاعم شعبية ومتوسطة وعلى الأقل أن تعكس المطاعم الشعبية انخفاض السعر لديها وكذلك المتوسطة، متسائلًا بأن مطاعم المشاوي عندما ينخفض سعر الدجاج لهذا الحد لما تُبقي على أسعارها كما هي. 

وأكد هنية أن هذا مثار نقاش في الجمعية مع الجهات المختصة بأنه على الأقل يجب تحديد سعر مع المطاعم لتخفيف الأسعار وإلغاء نظرية أن المطاعم للترفيه والناس المقتدرة. مفيدًا بأن هناك أناس لا يستطيعون ولكن من حقهم الذهاب. 

وأشار إلى أنه من الممكن أن تثمر عن نتائج من حماية المستهلك من خلال تعميم الوعي لدى المواطنين وطرح السعر العادل أمام الجمهور حتي يكون قادرًا على الضغط على التجار بأن هناك أسعار محددة.  لافتًا إلى أنهم جربوا هذه الطريقة عندما قاموا بإخراج ألواح أسعار استرشادية بناء على معطيات من السوق ومن المصدر للتاجر النهائي فتشكل ضغط استطاعوا من خلاله تخفيض الأسعار. 

 وأردف هنية أنه يمكن من خلال رفع وعي المواطنين والضغط المستمر من الجمعية ووزارة الاقتصاد والغرف التجارية على  التجار العمل على التخفيف وخفض الأسعار 

حاولنا التواصل مع أصحاب المطاعم إلا أن بعضهم رفض التعقيب وآخرون لم يجيبوا حتى وقت نشر هذا التقرير 

خسائر جسيمة 

وعلى الجانب الآخر تسبب هذا الانخفاض في أسعار الدجاج بخسائر مالية كبيرة للمزارعين ومربي الدواجن، ومع توقعات استمرار هذا الانخفاض فإن المزارعين يتوقعون خسائر مالية أخرى يصعب تعويضها مع التراجع الاقتصادي الكبير الذي يعصف بالبلاد. 

المزارع عبد العزيز عيسى أرجع هذا الانخفاض في الأسعار إلى العديد من الأسباب من أبرزها “العرض والطلب،  وانخفاض القوة الشرائية، والوضع الاقتصادي بالبلد،  والتهريب من الداخل “

وأضاف أن هذه الخسائر التي يتعرضوا لها ترمي بِضلالها عليهم فهي مصدر رزقهم وعائلاتهم. مشيراً إلى أن خسارتهم من الممكن أن يحتاجوا عدة أشهر لتعويضها، كما أن من كان يريد شراء دجاج وتربيته لبيعه أصبح يفكر كثيرًا قبل اتخاذ هذه الخطوة بسبب الخسائر المتربتة عليها . 

وأكد عيسى أنه لا يوجد كميات دجاج كبيرة ولكن وبسبب الوضع الاقتصادي السيء ونسبة الغلاء المرتفعة زاد من ضعف القوة الشرائية لدى المواطنين الذين عزفوا عن الشراء. 

وأفاد أنه كمزارع يبيعه ب6 شواقل فيما تكلفته والاهتمام بها يحتاج إلى 8 شواقل ورعاية طبية ومصاريف إدارية ومي كهرباء وأدوية وغيرها من المستلزمات. 

بدوره يقول المزارع باجس الفقيه أن أسعار الدجاج منهارة والخسائر كثيرة ولا يوجد اقتصاد والقيمة الشرائية تراجعت لدى المواطنين. 

وأفاد بأنهم يعتمدون بنسبة 70% على العمالة الموجودة بالداخل وعقب توقيفهم قل الدخل عليهم، وبات الناس يفكرون بشراء الخبز بسبب ضعف الدخل. 

وأضاف الفقيه بأن هناك فائض في إنتاج الدجاج وتكدس بسبب العرض والطلب وهو ما يسبب خسائر كبيرة لمربي الدواجن . 

وتابع بأن كامل اقتصاد البلد متضرر بسبب الحصار المفروض على البلد والذي يتضمن منع دخول العمال واحتجاز أموال المقاصة. 

وأوضح بأن سعر الدجاج الحي الكبير ب5 شواقل والصغير ب6 شواقل رغم أن تكلفته على المزارع تصل ل8 شواقل. حيث يخسرون مبالغ هائلة منذ أشهر متواصلة. 

وشدد الفقيه على أهمية رفع الحصار والحواجز عن الضفة، إضافة إلى العودة لتوريد الدجاج لغزة الذي منعه الاحتلال  واشترط فقط إدخاله من أسواقهم.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة


جميع حقوق النشر محفوظة - بالغراف © 2025

الرئيسيةقصةجريدةتلفزيوناذاعةحكي مدني