هيئة التحرير
سرقة وتزييف ومحاولات مستمرة لطمس الهوية والتراث الفلسطيني تزداد يومًا بعد يوم، وفي محاولة لزيادة التمسك بالتراث ومحاربة التزييف ومحاولة السرقة، أنتج مسرح وسينماتيك القصبة مسرحية “الغرباء” لتسليط الضوء على هذه القضية.
مسرحية “الغرباء” والتي هي قراءة محدثة من نص الكاتب المصري الراحل محمود دياب وإخراج جورج إبراهيم، جاءت كرسالة واضحة لضرورة التمسك بالهوية والتراث الفلسطيني ضد محاولات طمسه وسرقته من قبل الاحتلال الذي ما انفك بكل طرقه يحاول تزييف الواقع وسرقة الثقافة الفلسطينية.
مدير مسرح وسينماتيك القصبة سامر مخلوف بين في حديث ل”بالغراف” أن الفكرة أتت من رغبة بإنتاج عمل مسرحي يتحدث عن التراث والهوية وأهمية الحفاظ عليهم، مضيفًا أن عملهم على المسرحية بدأ من خلال بحث قام به باحث متخصص مع عدد من الأشخاص والمؤسسات الشريكة والشركاء ومجموعات بؤرية، بحيث تم سؤالهم حول “ما الذي يعنيه التراث بالنسبة لهم؟ والحفاظ عليه؟ والمخاوف وأهم الأشياء التي تهمهم باالتراث وأين يروا الأمور بالفترة الحالية؟”.
وأكد أنهم انطلقوا من هذا الأساس الذي ساعدهم في إعادة كتابة النص بهذه المسرحية والتي تعود للكاتب النصري محمود دياب، وتم الخروج بنص وقراءة فلسطينية لهذه المسرحية.
وأفاد مخلوف أنهم بدأوا الإنتاج وحاولوا من خلال هذا العمل تسليط الضوء على الهوية والتراث والثقافة الفلسطينية، في ظل مخاوف محاولات الطمس والسرقة والتزييف والتغيير، إضافة لمحاولات إبعاد الجيل الشاب عن التمسك بتراثه وهويته وثقافته فأتت هذه المسرحية كنوع من تسليط الضوء على هذه المشاكل، وأيضًا كانت بمثابة الدعوة لكافة فئات المجتمع بضرورة التمسك بالتراث والمحافظة عليه وتوارثه من جيل لآخر.
وحول المسرحية أوضح مخلوف بأنها عبارة عن زوجين يعيشون في بيت أولادهم يتواجدون في كندا ويريدون الذهاب إليهم لتزويجهم ويدور الحوار بين الزوجين حول خوفهم من تغير الغربة لعقلية الأولاد، وخلال ذلك يكون يأتي إثنين من الغرباء يحاولون الحصول على قياسات البيت لمحاولة مصادرته أو هدمه توسيعه لمشاريع فيما يأتي الحوار والصراع بأن البيت ليس فقط حجارة بل هو يضم ذكريات وتاريخ وثقافة وتراث العائلة. وأن الموضوع ليس مجرد حجر وتتوالى الأحداث حتى إعلان الرفض لأي محاولة لتغيير معالم البيت أو التأثير على مجريات الأمور أو محاولة للتأثير على الثقافة والتراث.
وأردف بأن المسرحية سياسية ولكن لم يتم تقديمها بشكل سياسي، وأنهم تركوا للجمهور الاجتهاد لمعرفة محاولات الاحتلال لسرقة هذا التراث ومحاولة البعض فعل أمور دخيلة على تراث المجتمع وثقافته.
وبين مخلوف أن العرض الأول شهد حضورًا لافتًا ومنوعًا برعاية وزير الثقافة عماد حمدان وبحضور السفير الايرلندي
فايليم ماكلوجلين والسفير المصري إيهاب سليمان، إضافة لما يقرب من 300 شخص من المهتمين بالثقافة وبحضور مؤسسات نسوية وجمعيات ترعى ذوي الإعاقة وطلبة مدارس وجامعات.
وتابع بأن التفاعل إيجابي وجميل، كما أنهم تفاجأوا من درجة تفاعل الجمهور مع المسرحية، وكانت ردود الفعل إيجابية وكذلك التغذية الراجعة.
ولفت مخلوف إلى أنهم سينظمون عروض للمسرحية في رام الله وأيضًا في باقي المحافظات “الخليل، بيت لحم، ونابلس، وغيرهم” وذلك تحت شعار إن لم يتمكن الجمهور من الوصول لسينما القصبة فهم سيصلون له.
ووجه شكره للقنصلية الإيرلندية الذين دعموا المشروع لإيمانهم بأهمية الحفاظ على التراث وهو ما أكده السفير الأيرلندي فايليم ماكلوجلين في كلمته بعدما استعرض تجربة إيرلندا في هذا المجال وحفاظهم على تراثهم، كما وعبر عن شكره لووزارة الثقافة التي تدعم بشكل دائم معنويًا وماديًا كافة الجهود المنصبة على الإنتاج الثقافي من المؤسسات الثقافية في فلسطين.




