ضابطة الإسعاف صفية البلبيسي قصة نجاح أحاطت بها المخاطر على مدار أربعة وعشرين عاماً، نقلت أخيها الشهيد في موقف يتجاوز الوصف
أربعة وعشرون عاماً قضتها في مهنة إنسانية تُحيطها المخاطر، خاصة في فلسطين، ضابطة الإسعاف صفية البلبيسي من بلدة عنبتا في طولكرم تقول في حديث ل” بالغراف” عن تجربتها بأنها كانت تجربة جميلة، حيث في البداية لم يكن هناك مشاكل قبل الانتفاضة والاجتياحات المرافقة، حيث في البداية مارست عملها كمسعفة ولكن كسائقة فإنها بدأت منذ ١٨ عامًا.
وأشارت إلى أن هناك تحديات تكون للمرأة خاصة وأنه شغل ميداني، وخاصة مهنة الإسعاف فبها تحديات للرجل والمرأة على حد سواء، وذلك سواء كان حالات مرضية أو حوادث سير، إضافة إلى التحديات التي نمر بها كوننا نرزخ تحت الاحتلال فالتحديات كثيرة
وبينت أن التحديات بدأت بالصعوبة والخوف والتحدي في فترة الانتفاضة والاجتياحات، ففي تلك الفترة عليك أن تُثبت نفسك وتتحدى وليس هناك مجال للتراجع إطلاقًا
لاقت البلبيسي دعمًا كبيراً واستطاعت التوفيق بين حياتها المهنية وحياتها الاجتماعية، فتؤكد أنها تلقت الدعم من عائلتها في البداية إضافة إلى محبة الناس التي دفعتها لاستكمال هذا المشوار، حيث كان شيء غريب أن تكون سائقة الإسعاف إمرأة، ولكن كان هناك تشجيع للموضوع، مضيفة أن حياتها الاجتماعية لم تتأثر بعملها وتمارسها بكل أريحية
مواقف صعبة كثيرة تعرضت لها البلبيسي وأي موقف أصعب من أن تنقل شقيقها المصاب برصاص الاحتلال، حيث تسارع الخُطى بسيارة الإسعاف وعقلها بتركيز كامل في قيادة السيارة للوصول للمشفى وقلبها معلق بأخيها الذي ارتقى يومها شهيداً
وعن هذا فتقول أنها قبل أن تعود لدوامها بسبب حادث سير تعرضت له حيث بقيت خمسة أشهر في غيبوبة، وبعد عودتها لعملها في فترة الاجتياحات، وفي الليل تم تبليغهم عن وجود إصابات فخرجت وأُطلِقَ النار عليهم واستشهد زميلها وأُصيبت هي، فعندها قررت أن تأخذ رخصة لقيادة الإسعاف نتيجة هذا الموقف الذي تعرضت له
واكدت أنها نقلت أخيها بسيارة الإسعاف بنفسها، حيث في فترة إصابتها كانت بإجازة وذهبت للمستشفى لتراجع الطبيب ليقرر لها عملية لإزالة الرصاصة من كتفها، مضيفة أنها وأثناء وقوفها كانت هناك طائرات في الجو فقالت لنفسها الله يستر، ثم بعد دقيقتين وردها خبر قصف محل يوجد به شقيقها وهو بداخلها، مؤكدة أنا إضطرت أن تخرج بالاسعاف وتقودها وتجلب شقيقها المُصاب حيث وقتها كان في حالة نزاع لم يعش بعدها خمسة دقائق