هيئة التحرير
بقرار تاريخي انتزعت عائلة سُمرين حقها في مُلكية منزلها في حي سلوان بالقدس المحتلة بعد أكثر من ثلاثين عامًا من المحاكم المتواصلة والمتعددة وعشرات قرارات الإخلاء والغرامات المالية.
شعور صادم وفَرِح وسعيد هكذا عبر أحمد سمرين أحد ملّاك المنزل عن شعوره عقب هذا القرار، فيقول في حديث ل” بالغراف” إنه يشعر بالفرح بعد ٣٢ عامًا من الانتظار لهذا اليوم، فكان القرار مفاجأة وصدمة حامدًا الله على ذلك .
أصل القضية
وبالعودة إلى كيف بدأت هذه القضية أكد سمرين أن أصل القضية تعود إلى أن الحاج موسى سمرين عم جده قام ببناء هذا البيت في خمسينيات القرن الماضي، وكان جده يقطن معه وتوفي الحاج موسى في العام ١٩٨٣، وكان جده يمتلك أوراق ثبوتية وملكية للمنزل وكان في نفس المنزل، ولكنه وفي العام ١٩٩٠ تفاجئ بإصدار المحكمة لقرار بتحول البيت لقانون ما يسمى ب” حارس أملاك الغائبين” وتم الاستيلاء عليه.
وأضاف سمرين أنه من عامها ذاك بدأت المحاكم والمنازعات ما بين العائلة وبينهم، حيث كان جده يدافع بأن المنزل لهم وعمه هو الذي بناه، فيما كانوا يقولون هم أن المنزل ليس له أحد وأن الحاج موسى لم يكن من الأساس هنا وأولاده لم يكونوا هنا، ويؤكد سمرين أن الحاج موسى توفي في العام ١٩٨٣ ويوجد شهادة وفاة تُثبت ذلك.
لم تخل المسيرة الطويلة من المحاكم من عشرات إخطارات الإخلاء والغرامات المالية، فيقول سمرين أنه منذ بداية المحكمة لغاية بت الحكم تلقت العائلة عشرات إخطارات الإخلاء وعشرات أوامر دفع غرامات، حيث هناك كل ستة أشهر يكون جلسة للمحكمة، مضيفاً أن العائلة تنقلت بين أكثر من محكمة ما بين محكمة الصلح مرورًا بالمحكمة المركزية وانتقالاً للمحكمة العليا التي أصدرت القرار.
وتابع سمرين بأنهم عانوا كثيراً جراء هذه المحاكم، بدءًا من جدهم الذي توفي في العام ١٩٩٨، ثم بدأ والده بمتابعة القضية لحين وفاته عام ٢٠١٥، ومن ثم تولى هو وأشقاءه متابعة القضية لغاية إصدار القرار بالأمس.
وحول الغرامات المالية التي فُرضت عليهم خلال الفترة التي استمرت فيها المحاكم أوضح سمرين أنه ربما دفعوا ما يوازي ثمن البيت في المحاكم والقضايا، ولكنهم إضافة إلى ذلك كانوا يبعثون إليهم بغرامات، مبينًا أنهم بعثوا إليه بغرامة قدرُها مليون شيقل بدلاً لاستعمال البيت ٣٠ عامًا للوراء بأثر رجعي، كما أنهم بعثوا لوالده بغرامة مليون شيقل أيضاً بدلاً لاستعمال البيت، وكأنهم يُعاملونهم كمستأجرين لمنزلهم، إضافة إلى غرامات خسارة كل محكمة بما يقدر بثلاثين أو أربعين ألف شيقل عن كل محكمة يخسرونها.
شعور بعدم الأمان
طيلة الفترة التي استمرت فيها المحاكم كان شعور عدم الأمان وإمكانية خروجهم من منزلهم يرافق عائلة سمرين، فيوضح أحمد سمرين أنهم منذ ٣٢ عامًا وعندما كان بعمر السابعة بدأ المستوطنين يبعثون لهم أوامر الإخلاء، فكان يشعر وعائلته بعدم الأمان ومرت سنوات طويلة مع هذا الشعور حتى تزوج وأنجب الأطفال وبدأ أطفاله يشعرون بهذا الشعور أيضاً، حيث شعور أنك مهدد بالخروج من منزلك بأي لحظة، مبينًا أنهم في هذه الفترة كانوا يتوقعون وينتظرون أمرًا جديدًا بالإخلاء، حيث لا تستطيع فعل أي شيء في حياتك، إضافة إلى المشاكل النفسية المرافقة لهم حيث يعتبر البيت هو الأمان للإنسان فإذا ذهب هذا الأمان فماذا سيفعل وستكون مصيبة.
انتهاء القضية
تعيش الآن عائلة سمرين فرحة انتهاء قضية إثبات ملكيتهم لمنزلهم في القدس بعد ٣٢ عامًا من جلسات المحاكم والشعور بعدم الأمان، فيؤكد سمرين أن القضية انتهت في المحكمة العليا واستطاعوا تثبيت حقهم، الذي هو حق شرعي لهم، مبينًا أن البيت لهم فالذي قام ببناء المنزل هو والده وأجداده، فالبيت لهم وللعائلة أبًا عن جِد، مؤكداً أنه فمن الطبيعي أن يتحرر المنزل من ألاعيبهم وأكاذيبهم
وتابع سمرين أن العائلة تعيش حالة من الفرح الكبير حتى أكثر منه، مبينًا أنه مع المعاناة التي عانها امتزج لديه شعور الحزن مع الفرح لأنه منذ ٣٢ عامًا وهو بهذه الصورة، مؤكداً أن والدته تعيش شعور الفرحة بشكل كبير خاصة وأنها تربت به وتعيش فيه منذ القِدم، إضافة إلى فرحة أطفاله وكافة أفراد العائلة