loading

إنجاز طبي للقطاع الصحي الفلسطيني بعد إعادة توصيل يد مبتورة

جيفارا سمارة

في إنجاز طبي يُضاف إلى سجل النجاحات للقطاع الصحي الفلسطيني، تمكن فريق جراحي متخصص في مستشفى بمدينة رام الله من إعادة توصيل يد مبتورة لشاب يبلغ من العمر 28 عامًا ، في عملية جراحية مجهرية ومعقدة استمرت لثماني ساعات.

وكان الشاب قد وصل إلى قسم الطوارئ في مستشفى طولكرم الحكومي بتاريخ 27 أغسطس 2025، وهو يعاني من بتر كامل في اليد اليسرى عند مستوى الرسغ نتيجة إصابة بآلة حادة، ونظرًا لخطورة الحالة ودقتها، تم التنسيق بشكل عاجل لنقله إلى مستشفى تخصصي في رام الله، حيث كان فريق الجراحة المجهرية على أهبة الاستعداد.

قاد الفريق الجراحي الدكتور عبد الرحمن مريدي، أخصائي جراحة اليد والجراحة المجهرية، بمشاركة زميله الدكتور يزن عمرو، أخصائي جراحة القدم والكاحل وترميم الأطراف السفلية، وبدأت العملية التي كانت بمثابة سباق مع الزمن لإنقاذ اليد وإعادة ترويتها الدموية في أسرع وقت ممكن لضمان عدم تلف الأنسجة، وتضمن الفريق الطبي كل من د. أمجد فران أخصائي التخدير ، الاء نجوم فنية التخدير وطاقم تمريض العمليات رائد رضوان و جمال الريماوي و محمد ابو عواد. 

وتضمنت العملية، التي وُصِفَت ببالغة التعقيد، عدة مراحل دقيقة بدأت بتثبيت عظام مفصل الرسغ، ثم توصيل 16 وترا وتلاها مرحلة الجراحة المجهرية التي تم فيها خياطة وتوصيل شريانين رئيسيين، وأربعة أوردة، بالإضافة إلى عصبين رئيسيين مسؤولين عن الحركة والإحساس في اليد.

وفي تصريح له، قال الدكتور عبد الرحمن مريدي: “كان التحدي الأكبر هو إعادة الدورة الدموية إلى اليد في الساعات الذهبية الأولى بعد الإصابة، بفضل الله وجهود الفريق الطبي المتكامل وسرعة الاستجابة، تمكنا من التغلب على هذا التحدي”. 

وأضاف: “إن نجاح مثل هذه العمليات يعتمد على تضافر جهود عدة أقسام، بدءًا من النقل السريع للمريض، مرورًا بفريق التخدير والتمريض، وانتهاءً بالفريق الجراحي المتخصص”. ثم اضاف: “إن النجاح الحقيقي لنا هو في استعادة المريض لوظائف يده و عودته لممارسة حياته الطبيعية”.

وبعد مرور ٧ أيام على العملية، أظهر المريض استجابة ممتازة، حيث بدأت علامات الحياة تدب في يده مجددًا، وأصبح قادرًا على تحريك أصابعه بشكل متوسط ، كما بدأ يشعر بوخزات، وهي علامة إيجابية على بدء تعافي الأعصاب.

 يقول المريض جمعة وحيد “28 عامًا” أنه فقد يده بآلة حادة، ولم يكن لديه أمل وهو في طريقه للمستشفى بأن تعود يده بعد البتر، لكنه يؤكد أنه كان ىاضيًا بقضاء الله وقدره. 

ووجه وحيد شكره للدكتور عبد الرحمن المريدي وفريقه على هذا الإنجاز العظيم بعد عملية صعبة استمرت ل8 ساعات، حيث بجهودهم وجهود المستشفى تكللت بالنجاح

بدوره هنأ المدير الطبي للمستشفى د. أحمد الخندقجي طاقم مستشفى H-Clinic من جراحين، وممرضين، وأطباء تخدير، والعاملين في الأقسام المساندة، على هذا النجاح الباهر الذي ساهم في إنقاذ حياة مريض عبر إعادة ترميم يد مبتورة بالكامل.

و قال إن هذا الإنجاز الطبي المميز لم يكن ليتحقق لولا تكاتف الجهود وتفاني الفريق الطبي والتمريضي، إضافةً إلى الدعم الكبير من إدارة المستشفى التي وفرت الإمكانيات واللوجستيات اللازمة لنجاح مثل هذه الجراحات المعقدة.

ويعد نجاح هذه العملية شهادة على التطور الذي يشهده القطاع الطبي الفلسطيني، والكفاءة العالية للكوادر الطبية المحلية في إجراء أعقد العمليات الجراحية التخصصية.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة


جميع حقوق النشر محفوظة - بالغراف © 2025

الرئيسيةقصةجريدةتلفزيوناذاعةحكي مدني