هيئة التحرير
استكمالًا لسلسة الدموية المتواصلة في الضفة الغربية ارتقى ثلاثة شهداء وأصيب رابع إصابة حرجة في عملية اغتيال اسرائيلية نفذتها وحدات اسرائيلية خاصة في مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية.
وارتفع عدد الشهداء في الضفة الغربية إلى 158 شهيدًا منذ السابع من أكتوبر، حيث لا يكاد يمر اقتحام لقوات الاحتلال لمدن وقرى الضفة دون ارتقاء شهيد أو أكثر فيها، في سياسة دموية متزايدة في الضفة المحتلة، فما دلالة ذلك؟!
الصحفي المختص بالشأن العبري محمد أبو علان يقول في حديث ل” بالغراف” إن جيش الاحتلال لا يزيد من اقتحامات الضفة الغربية بقدر ما هو يقوم ب” عمليات انتقامية” عقب ما حصل في السابع من أكتوبر بغلاف غزة، حيث يحاول كسر شوكة الضفة الغربية خوفاً من ارتفاع الروح المعنوية مما حدث في غزة
وأضاف أبو علان أن تكثيف حملة الاعتقالات وخاصة لعناصر حماس وذلك لمنع تصعيد المقاومة في الضفة الغربية، أي يمكن اعتبارها إعتقالات وقائية حسب تسميتهم خوفاً من تنفيذ عمليات، مبينًا أنهم كانوا يلجأون لهذه الطريقة في الضفة عندما ترتفع وتيرة العمليات.
وأشار أبو علان إلى أن حدث غلاف غزة كان حدثًا استثنائياً جعل جيش الاحتلال لديه مزيد من المخاوف حول احتمال وقوع عمليات على شاكلة ما حدث في غلاف غزة ولكن بشكل أقل، كون الصفة الغربية تقع تحت سيطرة الاحتلال بشكل كامل، ولكنه حاف من عمليات نوعية تترك أثراً إضافيًا لدى المجتمع الإسرائيلي
وشدد أبو علان على أن هذه خطوات انتقامية حيث الاحتلال خلال اقتحام المدن لا يكتفي بالاعتقالات أو الاغتيال بل يقوم بتدمير كما حصل في جنين حيث قام بتخريب الشوارع وتدمير أي دوار، حيث هناك نشاط انتقامي غير مسبوق ضد كل ما هو فلسطيني في الضفة الغربية، مضيفاً أن هذا يؤكد نظرية الاحتلال الإسرائيلي بكل مكوناتها السياسية والعسكرية بأنها ما زالت تحت صدمة ما حدث في السابع من أكتوبر
من جانبه يقول الكاتب والصحفي نهاد أبو غوش في حديث ل” بالغراف” إن هذه الحِدَة والاستخدام المفرط للقوة ضد الفلسطينيين مرتبطة بعدة عوامل أهمها محاولة اجهاض أي جهد إسنادي لقطاع غزة واي فعاليات جماهيرية سلمية أو مقاومة لإسناد غزة، حيث يخرج آلالاف معبرين عن غضبهم ورفضهم ومعارضتهم لمجازر الاحتلال في غزة، فالاحتلال يريد من جهة قمع تحول هذه الفعاليات إلى جبهة تزعج إسرائيل وتشغل جزءًا من قواتها وخاصة البرية والتي كان ثلثيها في الضفة الغربية
وأكد أبو غوش أن جيش الاحتلال ومستوطنيه في حالة هستيريا وهوس فهم لم يعودوا يتحملون رؤية أي مظاهر معارضة لسياسة الاحتلال، مضيفاً أنهم يدعون أنه في حالة الحرب ينبغي أن تسود قوانين الحرب، ولذلك يقومون بالرد على أي مظهر معارض لسياستهم بالقوة المفرطة وبالقتل والاعتقالات الواسعة جدًا حيث يوجد أكثر من 2000 حالة اعتقال.
وأشار أبو غوش إلى أنه في الداخل المحتل عام 1948 عمدوا لقمع أي محاولة تعبير من المواطنين حتى لو كان مجرد لايك على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث قاموا بطرد مئات الطلاب من الجامعات وقاموا بطرد مئات الأفراد من العمل وخاصة من القطاع الصحي والخدمة العامة، ولذلك فإن حالة الهوس والهستيريا هذه تدفعهم لمزيد من الإجراءات الوحشية ضد الشعب الفلسطيني
وشدد أبو غوش على أن الاحتلال كان قبل الحرب يمارس برنامج حسم الصراع في الضفة الغربية، حيث كانت يريد أن يقضي على طموحات الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال ولجأ لتكثيف عمليات الاستيطان والاغتيالات والاعتقالات، مضيفاً أن المستوطنين يرون أنه الآن فإن الفرصة مواتية للمضي قُدُمًا في هذا المشروع التصعيدي.
وبين أبو غوش أن الأمور ذاهبة لمزيد من التصعيد لأن برنامج التصعيد موجود من قبل ولأن الاحتلال غير سياسته تجاه غزة، وبدأ يتحدث عن إبادة وتهجير واقتلاع لكافة الفلسطينيين لبس فقط في غزة إنما في الضفة أيضاً.
158 شهيدًا في الضفة بثلاثين يومًا
أكد أبو غوش أن ارتفاع عدد الشهداء يوحي بأن اليد ضاغطة على الزناد وأن كل إسرائيلي معه رخصة للقتل سواء كان جندي أو مستوطن، وأنهم لا يحتملون أي مظهر من مظاهر الاعتراض على سياساتهم.
وأضاف أبو غوش بأن هناك توجه حكومي للإفراط في استخدام القوة وليس فقط مسألة شخصية من الجنود والمستوطنين بل هناك سياسة عامة عنوانها القمع والسلوك الوحشي، وهذا ما يحصل من عملية الإبادة الجماعية في غزة فمن يقصف البيوت والمشافي ولا يفرق بين عسكري ومدني، فلا شك أنه لا يتردد في قتل أي فلسطيني لمجرد الارتياب به
بدوره أوضح أبو علان أن ارتقاء 158 شهيدًا هو جزء من محاولة الاحتلال استرداد هيبته الأمنية وما يسميه بنظرية الردع الاسرائيلية، مبينًا أن ذلك بسبب حجم الهزيمة التي تعرضوا لها في غلاف غزة وهي مسألة غير مسبوقة، حيث قتل أكثر من 1400 في يوم واحد بينهم ضباط شاباك وجنود وضباط من الشرطة، في شيء غير مسبوق على المستوى العسكري والاستخباري
وأشار أبو علان أنهم يحاولون من خلال رفع وتيرة الاقتحامات ووتيرة القتل والاعدامات الميدانية لاسترداد جزءًا من هيبتهم العسكرية بالدرجة الأولى واسترداد نظرية الردع الاسرائيلية، مضيفاً أن ضابطًا كبيراً في الاحتلال وبعد هدم منزل صالح العاروري وتعليقًا على الأحداث بأنه كما غزة تتغير فالضفة الغربية يجب أن تتغير بعد الحرب على غزة.
وبين أبو علان أن هذا يعني وجود مخطط إسرائيلي مُبيت للضفة الغربية، حيث على مدار العامين الماضيين فشلوا في قطع سلسلة العمليات، وقاموا بتنفيذ عملية كاسر الأمواج رغم ذلك زادت وتيرة العمليات في الضفة، مشيراً إلى أنهم يعتقدون أنه من خلال هذا الأسلوب يمكنهم تغير اتجاه الواقع الأمني الموجود في الضفة الغربية رغم تجربتهم هذا الموضوع مع مخيم جنين خلال اقتحامه في تموز الماضي ولم يخرجوا بنتيجة، مما يعزز ذهابهم باتجاه الحل العسكري للصراع في ظل غياب أي أفق سياسي