هيئة التحرير
لا يتوقف بطش الاحتلال ومستوطنيه في الضفة الغربية منذ سنين طويلة، ويزداد عنف جنود الاحتلال مع مرور الوقت حتى أصبح الضغط على الزناد أسهل شيء يفعلونه، هذا العنف المتزايد من قبل جنود الاحتلال يوازيه عنف وبطش يتزايد من قبل المستوطنين
قتل واعتقال واعتداءات واقتحامات للمدن والقرى تشهدها الضفة، وتزايدت بشكل أشد عنفًا وشراسة منذ السابع من أكتوبر المنصرم، حيث تزايدت اقتحامات جنود الاحتلال واعتداءاتهم على الكل الفلسطيني غير آبهين بكبار السن أو الأطفال أو النساء اللواتي لم يسلمن من هذه الاعتداءات
468شهيد في الضفة الغربية منذ بداية العام برصاص جنود الاحتلال ومستوطنيه، وهو الرقم الأعلى للشهداء في الضفة منذ أكثر من عشرين عاماً، حيث الانتفاضة الثانية، منهم 260 شهيدًا منذ السابع من أكتوبر بينهم 61 طفلاً
لم يرتقي الشهداء برصاص الاحتلال فقط بل أيضاً بقصف الاحتلال بالطائرات والتي أيضاً تستخدم للمرة الأولى منذ الانتفاضة الثانية حيث قُصِف مخيم جنين ومخيم نور شمس بطولكرم وأيضاً مخيم بلاطة في نابلس، ليرتقي في كل قصف لهذه المناطق أكثر من 5 شهداء في كل مرة يتم بها القصف، فمخيم جنين تعرض للقصف أكثر من مرة خلال اقتحامات الاحتلال له والتي باتت شبه أسبوعية وحتى شبه يومية خاصة في الحرب على غزة
مع إعلان الاحتلال الحرب على غزة في السابع من أكتوبر تزايدت حالات الاعتداءات على المواطنين في الضفة الغربية، إعتداءات لم تتوقف منذ زمن طويل ولكنها أضحت أشد عنفًا ولا تفرق بين أي شيء، فتم الاعتداء على الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف، إضافة للاعتداء على الطواقم الصحفية واحتجازهم على الحواجز واعتقال العديد من الصحفيين، وأصبح جنود الاحتلال يطلقون الرصاص بشكل أكبر على المواطنين في كل مكان
شدد الاحتلال من إجراءاته القمعية في الضفة الغربية وضيق الحياة بشكل أكبر على المواطنين من خلال حواجزه المتعددة المقامة بين البلدات والقرى والمدن الفلسطينية والتي تعيق تنقل المواطنين بشكل كبير، فعمد الاحتلال على إغلاق هذه الحواجز لساعات طويلة مسببًا أزمات خانقة على الطرقات، إضافة إلى الاعتداء على المواطنين على هذه الحواجز وتفتيشهم وتفتيش هواتفهم، حيث شهدت الحواجز اعتقال عشرات المواطنين وضربهم، أو ربما احتجازهم لساعات طويلة وهم مقيدين ومعصوبي الأعين، كما ويقيم الاحتلال أيضاً عشرات الحواجز الطيارة بين الفينة والأخرى في سبيل إعاقة تحركات المواطنين
ليست الحواجز الشيء الوحيد الذي يقيمه الاحتلال لتعكير الحياة وتقييدها على المواطنين، فمنذ سنين شرع بنصب البوابات الحديدية على مداخل القرى والبلدات والمدن الفلسطينية، فأصبح يُغلقها ويفتحها متى شاء، ففي البلدة القديمة بالخليل والتي أصبحت كمنطقة للأشباح تكاد تخلو من أي إنسان حيث يعمد الاحتلال إلى منع سكانها من التنقل حيث تعاني هذه المنطقة من إجراءات كبيرة ويمنع تنقل المواطنين فيها بشكل كبير منذ سنوات طويلة وزاد الأمر بشكل أكبر منذ السابع من أكتوبر، حيث يلاقي المواطنين صعوبات كبيرة حتى بالذهاب لشراء حاجياتهم الأساسية في ظل إجراءات الاحتلال المعقدة والقمعية والهادفة لتهويد المنطقة وإفراغها من سكانها
الاعتداء على المواطنين لا يقتصر على جنود الاحتلال، حيث ازدادت في السنوات الأخيرة هجمات المستوطنين على المواطنين فيقومون بإطلاق الرصاص وحرق المنازل والسيارات وحقول الزيتون خلال هجومهم على البلدات والقرى، ومنذ السابع من أكتوبر ازدادت هذه الهجمات والاعتداءات خاصة مع تسهيل تسليحهم وتسهيل إصدار رخص للسلاح حيث تسلح ما يقارب من ٢٦ ألف مستوطن خلال فترة الشهرين المنصرمين فقط، وأصبحوا يطلقون الرصاص بشكل مباشر على المواطنين، حيث ارتقى أكثر من 20 مواطنًا برصاص المستوطنين كان آخرهم الشهيد أحمد عاصي من بلدة قراوة بني حسان إثر هجوم للمستوطنين على القرية
فيما تزايدت إعتداءات المستوطنين على المواطنين في الطرقات، حيث أضحى المستوطنين يرشقون سيارات المواطنين بالحجارة أثناء مرورها من بلدة لأخرى وفي كافة المناطق، إضافة لإغلاقهم أيضاً طرقًا عديدة ولساعات طويلة ومنع المواطنين من المرور
ومنذ السابع من أكتوبر تزايدت حملات الاعتقال في الضفة والقدس أيضاً، تلك الحملات التي لم تنتهي يومًا ولكنها تزايدت بشكل كبير، حيث اعتقل 3480 مواطنًا ومواطنة وكانت الحصيلة الأعلى في مدينة الخليل، منهن 147 اعتقال للنساء من الضفة والقدس والداخل المحتل، إضافة إلى 245 طفلاً، وإصدار 1666 أمر اعتقال إداري ما بين إصداره للمرة الأولى وتجديده لمعتقلين سابقين، إضافة إلى ارتقاء 6 شهداء أسرى في سجون الاحتلال
وشدد الاحتلال من إجراءاته القمعية بحق الأسرى في كافة السجون، حيث يتم الاعتداء عليهم بشكل يومي، وتقديم وجبة طعام واحدة بمقدار قليل لعدد كبير من الأسرى، ومنعهم من استخدام الحمامات إلا في أوقات محددة للاستحمام، إضافة لسحب كافة المواد الغذائية والكهربائية وسحب الأغطية والمخدات وحتى الملابس منهم، وتبقى لكل أسير غيار واحد فقط، إضافة لقطع الكهرباء والماء، وأيضًا الإهمال الطبي بحق الأسرى المرضى وأيضاً من أصيبوا خلال الاعتداء اليومي عليهم