هيئة التحرير
” أنا لسة صغيرة عمري 11 سنة، ما بقدر أتحمل مسؤولية طفل، وأهتم فيه” هذا ما قالته الطفلة حلا نصار التي فقدت والدتها في قصف للاحتلال، وبقيت هي وحدها ترعى أخيها الرضيع بينما هي من تحتاج لمن يرعاها ويهتم بها، حالة حلا هذه تصف حالة آلاف أطفال غزة الذي فقدوا والديهم وبقيوا بمفردهم خلال هذه الحرب المتواصلة
طابور طويل للحصول على بعض الطعام، وطابور طويل آخر للحصول على الماء، وطوابير أخرى وأخرى لكل شيء، وإصابات وحروق وبتر للأطراف بلا علاج وفقد للأهل والبيوت، وحرمان من كل أساسيات الحياة، هذا ما يعايشه أطفال غزة في يومهم يوم الطفل الفلسطيني
أمنيات كثيرة يتمناها أطفال فلسطين وتحديداً أطفال غزة في يوم الطفل الفلسطيني، أبرزها أن تقف الحرب ويعودوا لمنازلهم، وربما أبسط أمنتياتهم ولكنها صعبة المنال أن يحصلوا على شيء ليأكلوه في ظل المجاعة المتواصل وسوء التغذية الذي يمر به الأطفال والذي يسبب لهم مشاكل وأمراض صحية متنوعة ومختلفة، ولكن أمنياتهم هذه لم تجد حتى الآن آذان صاغية رغم مرور أكثر من 180 يومًا على العدوان المتواصل
ومنذ بدء العدوان على غزة ارتقى أكثر من 14,350 شهيداً من الأطفال، ما نسبته 44% من إجمالي عدد الشهداء في قطاع غزة، وذلك بمعدل 4 أطفال يومياً وفق جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني
ووفق منظمة اليونيسيف فإن حوالي 17 ألف طفل في غزة أصبحوا أيتام بعد أن فقدوا والديهم أو أحدهم منذ بدء العدوان على غزة، وهم يعيشون أوضاعًا صعبة للغاية دون وجود مأوى حقيقي لهم، وهو من الممكن أن يؤدي إلى تأثيرات سلبية نفسية واجتماعية منها “الوحدة، وتدهور الصحة النفسية، وضعف التعلم والتطور الاجتماعي”.
وبينت اليونسيف أن الأطفال في غزة يعانون من المجاعة وسوء التغذية خصوصاً في شمال القطاع ورفح حيث تضاعفت حالات سوء التغذية الشديدة بشكل كبير نتيجة نقص الطعام في هذه المناطق، إضافة لزيادة معدل الهزال الشديد، الذي يعد أكثر أشكال سوء التغذية تهديداً للحياة، ويستلزم التغذية العلاجية والعلاج الذي لا يتوفر في غزة، إضافة لوجود 20 ألف طفل حديثي الولادة وبحاجة لمتابعة واهتمام خاصة في ظل نقص الغذاء والدواء في غزة، ونتيجة لما يعانينه النساء الحوامل من سوء تغذية فإن الأطفال تتم ولادتهم وهم يعانون من نقص الوزن وأيضاً بمشاكل صحية بحاجة لمتابعة وعلاج
وبين جهاز الإحصار أن أكثر من 800 ألف طفل بحاجة لتلقي علاج نفسي في ظل ما عاشوه من شهور صعبة ومشاهد قاسية تركت في نفوسهم أثرًا كبيرًا، وذلك مثل
مثل الخوف والقلق والاكتئاب، والصدمة النفسية بسبب فقدان الأقارب أو المنازل، إضافة لحاجة الأطفال المصابين للدعم النفسي
واضاف الجهاز أن أكثر من 600 ألف طالب وطالبة حرموا من التعليم المدرسي نتيجة استمرار الحرب وقصف مئات المدارس، إضافة لوجود أكثر من 16 ألف طالب وطالبة ما بين شهيد وجريح في غزة والضفة
ولا يختلف الحال كثيرًا في الضفة الغربية فأطفالها يعيشون واقعاً صعبًا وظروفًا قاسية، جراء اقتحامات الاحتلال اليومية للمدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، والتصييقات التي تتم على الكل الفلسطيني
فارتقى 117 طفلاً فلسطينياً من مناطق الضفة المختلفة منذ بدء العدوان على غزة، فيما جُرِحَ 724 طفلاً برصاص الاحتلال، وهُجِرَ 710 أطفال من مناطق مختلفة في الضفة وبما فيها مناطق القدس بسبب هدم منازلهم، بحسب جهاز الإحصاء
ومنذ بدء العدوان ارتفع سياسة الاعتقال بحق الأطفال في مناطق الضفة والقدس حيث اعتقل الاحتلال أكثر من 500 طفلاً، منهم أكثر من 300 طفلاً من القدس، وبحسب هيئة شؤون الأسرى فإن يقبع في سجون الاحتلال حالياً 204 أطفال في سجونها، منهم 202 من الضفة الغربية وواحد من قطاع غزة، وواحد من داخل الخط الأخضر، ومن بينهم 11 أسيراً محكومين، و158 موقوفين، و35 قيد الاعتقال الإداري.
ونظم الأطفال في مدن الضفة الغربية وقفات تضامنية مع أطفال قطاع غزة، مطالبين بوقف الحرب على غزة وحماية الأطفال، حيث نُظِمَت وقفات في نابلس والخليل ورام الله وغيرها من المناطق دعماً وإسنادًا لأطفال غزة ومطالبة بوقف الإبادة الجماعية في غزة، وتأتي هذه الوقفات ضمن الحملة التي أطلقتها ” الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال- فلسطين” تحت عنوان ” ليكن يوم الطفل الفلسطيني يوماً عالمياً للتضامن مع أطفال فلسطين”