هيئة التحرير
كعادة الفلسطيني الذي يُبدع أينما حلت خطاه، وبريشة فنان وصلت رسوماته للعالم أجمع، حصل الرسام الفلسطيني محمد سباعنة على جائزة «إي دبليو كي» السويدية المرموقة لعام 2024، في إنجاز جديد يضاف للفن الفلسطيني الذي أصبح صداه يصل للعالم بأسره
محمد سباعنة وفي حديث ل” بالغراف” عبر عن سعادته بالفوز بهذه الجائزة، معتبرًا إياها تكريم لكل فلسطيني، مضيفاً بأنه قام بإخبار القائمين على هذه الجائزة بأن اختياره في هذه المرحلة الصعبة في تاريخ الشعب الفلسطيني تدل على رسالة للعالم بأسره بأن الفن الفلسطيني قادر على إيصال معاناة الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، معتبراً إياها تكريم لكافة الدماء الفلسطينية، الذين هم كرسامين كاريكاتير فلسطينيين وعرب أو المناصرين للقضية يقومون برسمها وتمثيلها بشكل يومي
وتابع سباعنة بأن تكريمه بهذه الجائزة يعتبر اعتراف بوصول فنه للعالمية، مشيراً إلى أن الجائزة لا يوجد بها ترشح إنما يتم الاختيار من قبل القائمين، فمسألة اختيار هذا الفن من متحف عريق في السويد لجائزة مهمة حول العالم، شيء مهم وهو اعتراف باللغة البصرية التي يقوم بها وبأنه قادر على الوصول للجمهور حول العالم وليس فقط الجمهور الفلسطيني والعربي، مبينًا أن قضيتنا بحاجة لخطاب عالمي وليس خطاب محلي فقط رغم أهميته، ولكن من المهم أيضاً لمناصرين القضية حول العالم إيجاد فنون تساند مواقفهم المناصرة للقضية الفلسطينية
توربيورن أوسترهم، رئيس لجنة تحكيم الجائزة السويدية قال في بيان الإعلان أنه تمّ ذكر سباعنة كاحتمالية في نقاشاتنا لفترة طويلة، والآن أصبح اسمه ذات صلة خاصة، عندما تتّجه أنظار العالم نحو فلسطين و”إسرائيل”، والمآسي التي تُرتكب هناك، مضيفاً أنه مثل رسومات (إي دبليو كي)، فإن صور سباعنة خالية تقريبا من النصوص، ما يجعلها عالمية، وقابلة للتفسير حتى للناس الذين ليسوا على دراية كبيرة بالوضع السياسي الحالي الذي يصوّره الفنان، فالصور نفسها واضحة وصريحة، مع مزيج من مهارة الملاحظة الحادة والتعاطف مع الضحايا.
وشدد سباعنة على أن مهمة الفنان المؤمن بقضاياه وقضايا شعبه أن يقوم بإرسال الرسائل داخلياً وخارجياً، مشيراً إلى أنهم كفانين يتعرضون لكثير من الضغوطات في مجال النشر وعلى السوشيل ميديا، حيث تعرضت صفحاته على الفيسبوك للإغلاق أكثر من مرة، فهوامش النشر تقل مع حالة الحصار التي تُفرض على الصوت الفلسطيني وعلى المواقع الفلسطينية والفنانين الفلسطينيين، ولذلك فهي أبواب جديدة يقومون بفتحها لإيصال صوتهم كفلسطينيين للجمهور حول العالم
وأوضح سباعنة بأن رسم الكاريكاتير هو أحد الفنون التي يهتم بها الجمهور العالمي ويحاول مواكبتها، مشيراً إلى أنه ومع الأسف فبعد قضية ” شارل ايبدو” في فرنسا أصبح يسلط الضوء عليها بشكل أكبر، رغم أننا كفلسطينيين قدمنا الشهيد ناجي العلي إلا أن هذا العالم لديه ازدواجية في المعايير، ولكنه أصبح ينظر لفن الكاركاتير على أنه أحد الفنون الأكثر أهمية في خطاب الشعوب، وبالتالي أضحوا كفنانين كاركتير فلسطينيين يستخدمون هذا الشكل من أشكال اللغة البصرية والفنون لإيصال آلام الشعب وهو شيء مهم، مشيراً إلى أن الصور والفيديوهات التي تخرج من قطاع غزة لا يستطيع الكثير النظر إليها ويرونها غير كافية، فالكاركتير يقوم بترجمة هذه الآلام بشكل أقل حِدية من هذه الصور مما يجعله آداة فاعلة في إيصال صوت الشعوب