ترجمة محمد أبو علان
على الرغم من الجدل الدائرة بين الإدارة الأمريكية وحكومة الاحتلال الإسرائيلي حول اليوم التالي للحرب على غزة، على ما يبدو أن المستويات السياسية والعسكرية الإسرائيلية بلورت حلاً (من غير الواضح إن كان بتوافق أمريكي) يحقق رؤية نتنياهو من الأيام الأولى للحرب بضرورة احتلال قطاع غزة لفترة زمنية طويلة من أجل تحقيق أهداف الحرب، ومنع غزة من أن تشكل خطر أمني على دولة الاحتلال في المستقبل.
ما كتبه المراسل العسكري ليديعوت أحرنوت يواف زيتوني معالمه تؤكد هذه الرؤيا، والذي جاء فيه: تعيين ضابط إسرائيلي مسؤول عن قطاع غزة يرمز لاحتلال القطاع لسنوات قادمة.وعدم تحديد أهداف استراتيجية من قبل الكبنيت لمستقبل الأوضاع في قطاع غزة، لن يجعل حل للمسألة على المدى القريب.
في الجيش الإسرائيلي سلموا بالأمر الواقع بأن المسؤولية الإسرائيلية على الحياة في قطاع غزة ستتسع في السنوات القادمة، بالأمس للمرّة الأولى تم تعين ضابط إسرائيلي مسؤول عن المساعدات ل (2) مليون فلسطيني يعيشون تحت احتلال إسرائيلي في القطاع منذ (11) شهراً.
الضابط الإسرائيلي الجديد المسؤول عن ملف المساعدات لقطاع غزة “العاد غورن” لم يُحدد له بعد وصف واضح كقائد لمنطقة غزة، لكنه سيكون الشخص الأول الذي سيشغل في قطاع غزة المنصب الموازي لرئيس الإدارة المدنية الإسرائيلية في الضفة الغربية.
مصدر عسكري إسرائيلي قال للصحيفة العبرية عن تعين ضابط مسؤول عن قطاع غزة:” هذا ليس منسقاً، هذا منصب سيكون معنا لسنوات قادمة، بغض النظر عن مستوى العمليات العسكرية في قطاع غزة إن كان سيتراجع أو سيزداد، وبغض النظر إن كانت صفقة أم لم تكن، مخطئ من يعتقد أن السيطرة الإسرائيلية على قطاع غزة ستنتهي قريباً”.
وعن دور الضابط الإسرائيلي الجديد في قطاع غزة كتب الصحفي الإسرائيلي: بينما الضابط مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق لقطاع غزة يعمل بمهام يمكن وصفها بالتكتيكية، مثل موضوع المساعدات الإنسانية، والتعامل مع موضوع المعابر والممرات، وإصلاح البني التحتية التي تضررت، والحفاظ على اتصال مع منظمات المساعدات الدولية، المقدم “غورن” من المتوقع أن يقود عمليات استراتيجية مدنية على المدى البعيد من أجل نيل الشرعية في استمرار العمليات العسكرية في قطاع غزة، دون التسبب في أزمة إنسانية أو مجاعة، والمقدم “غورن” شغل منصب رئيس الدائرة المدنية في الاستخبارات العسكرية طوال العمليات العسكرية في الجنوب.
على جدول أعمال الوحدة الجديدة إخراج جرحى في حالة الخطر، ومرضى من قطاع غزة لتلقي العلاج في الأردن، وفي مصر وربما الإمارات العربية المتحدة، وتحضير قطاع غزة للشتاء القادم في ظل خراب البنى التحتية، والتنسيق للعملية الضخمة للتطعيم ضد شلل الأطفال لحوالي مليون شخص في غزة، والتنسيق مع المجتمع الدولي لإصلاح منظومات مدنية انهارت في قطاع غزة، وبالأمس أعلن مكتب رئيس الحكومة نتنياهو عن تحديد مواقع محددة بواسطة الجهات المختصة للتطعيم ضد شلل الأطفال.
وتابع الصحفي الإسرائيلي سرد مهام المقدم “غورن”، والذي سيتحمل أيضاً إدارة ومسؤولية عودة أكثر من مليون غزاوي لشمال قطاع غزة حال تم التوصل لصفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق نار في القطاع، وذلك من خلال المراقبة على ممر نتساريم، كذلك موضوع معبر رفح وإقامة منظومة لإدارته التي ستحل محل الجيش الإسرائيلي في إطار صفقة تبادل الأسرى على مسؤولية الضابط المسؤول عن قطاع غزة، حيث أن أحد الحلول المطروحة العودة للعام 2005 عندما كانت جهات دولية تدير المعبر، مع تواجد فلسطيني محلي على محور فيلادلفيا.
المصدر الأمني الإسرائيلي قال أيضاً:” قطاع غزة سيشغلنا كثيراً في السنوات القادمة، وأكثر من اليوم، ستكون المهمة منح مزيد من المتنفس للجيش الإسرائيلي في القطاع للاستمرار في القتال من أجل تحقيق أهداف الحرب، وتخفيض مستوى الانتقادات الدولية لإسرائيل.
في ذات السياق، المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تناقش موضوع المحروقات والمواد الغذائية الإنسانية التي تدخل لقطاع غزة بتعليمات من الكبنيت، جزء من هذه المواد يدعي الجيش انها تصل لحركة حماس، “بالتالي تعمل إسرائيل على توفير الغذاء لعناصر حماس، وتحاول الحصول على طرق بديلة لكي تمنع ذلك”.