loading

تمشي الرياحُ بما يشتهي الفدائي

رئيس التحرير

مشت رياحُ بداية المرحلة الثالثة من التصفيات المؤهلة لكأس العالم كما تشتهي سفن منتخبنا الوطني الفلسطيني “الفدائي” بعد أن فاجئ الجميع واستطاع خطف نقطة إيجابية من الكوريين على أرضهم وبين جماهيرهم لتكون بداية جيدة للمشوار الطويل.

يحسبُ للفدائيين وقفتهم الرجولية واداؤهم القتالي العالي، ومنافستهم للفريق الكوري الجنوبي المتطور كروياً، بروح الفلسطيني المعروفة بالقتالية والكبرياء، وبتصميمه حتى الدقائق الأخيرة، وسعيه لانتزاع الانتصار حتى النفس الأخير.

نتيجة جاءت على عكس توقعات أغلب المحللين الرياضيين، فكوريا متفوقة فنياً ومادياً ومعنوياً على منتخبنا الذي لملم جراحه وحمل صيحات شعبه الذي يتعرض لحرب شعواء متواصلة، ولم يتجمع بشكل كامل إلى قبل المباراة بأيام حاله حال الفلسطينيين في كل مكان.

لكن الفلسطيني كعادته يفاجئ الجميع بصموده وسعيه للانتصار، كيف لا وهو الذي يعطي للعالم دروساً في التضحية والصمود والفداء على مدار أحد عشر شهراً في قطاع غزة، ويواجه عدوان الاحتلال ومستوطنيه بصدور عاريةٍ في القدس والضفة الغربية.

هذا المنتخب الذي انتصر حتى لو تعادل، لأنه وقف وصمدَ وقاتلَ، وهاجم وصدمَ وحاوَل، بلاعبين من كل فلسطين وشتاتها، من غزة التي ما انفكَت تناضِل، للضفة للقدس العاصمةِ، لفلسطينيي الداخِل، من مخيمات التهجير إلى الفلسطينيين في كل المحافِل.

بإمكانيات بسيطة، وظروف صعبةٍ محيطة، قدم الفدائيون اداءً نال استحسان الأقلام العدوة قبل الصديقة، علت صرخات الفلسطينيين في الوطن على هتافات الجماهير الكورية الحاشدة، وظهرت صورة الفلسطيني رغم كل الصدمات عالية صامِدة.

تحملُ آمال الفلسطينيين من النقبِ إلى رأس الناقورة، برأسٍ مرفوعةٍ منصورة، من جنين إلى الخليل، ومن غزةَ إلى الجليل، لأجل عودة المهجرين في مخيمات الشتات، في عين الحلوة واليرموك والوحدات، في كل المناطق والدولِ والقارات.

هو منتخب فلسطين، منتخب الفدائيين، كل اللاعبين من كل فلسطين، من شفاعمرو حامي العرين، إلى خط الدفاع من الضفةِ من الخليل إلى جنين، وفي الهجوم حضرَ المقدسيين، وفي كل الخطوط كما في كل الجبهات، حضر الفلسطينيون من المخيمات والشتات.

وكانت غزة حاضرة وإن منع الاحتلال لاعبيها من الوصول، لكن عزيمتها كانت تصولُ وتجول، دعوات الأمهات وصرخات الأطفال، صلابة المقاتلين وعزيمة الأبطال، رسالة من الفلسطينيين إلى العالم، هناك في الأرض التي تناسيتموها أمةً لا تزال تواصل النِزال.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة