loading

حرب لبنان الثالثة: ما هي خطة اسرائيل ؟!

محمد أبو علان: ترجمة خاصة لبالغراف

بعد قرابة عام على اندلاع المواجهات بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي على الحدود الشمالية على خلفية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة تحدث خبراء إسرائيليين عما سموه “خطوات لهزيمة حزب الله”، والتي تقوم على فكرتين أساسيتين، استمرار عمليات الاغتيال، وضرب القدرات النارية للحزب حسب ما جاء في صحيفة إسرائيل اليوم العبرية.

وتابعت الصحفية العبرية التي استندت فيما نشرت على آراء خبراء في مركز “علّما” المختص في الدراسات المتعلقة بالجبهة الشمالية، والذي نشر تقريراً في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية في بيروت مع تفاصيل جديدة عن عملية الاغتيال لقيادات من حزب الله في مرآب أسفل عمارة من سبعة طوابق.

وجاء في تقرير المركز، إبراهيم عقيل مسؤول العمليات في الحزب التقى القائد الفعلي لقوة الرضوان مع قادة خمسة مناطق هجومية، إبراهيم عقيل أصبح الشخصية العسكرية الأولى في حزب الله بعد اغتيال فؤاد شكر، إلى جانب المسؤولية المباشرة عن قوة رضوان، كان أيضاً مسؤولاً عن الوحدة الهندسية الحربية، وعن منظومة الصواريخ المضادة للدروع، وعن وحدة الدفاعات الجوية إلى جانب مسؤوليات أخرى.

رئيس قسم البحث في مركز “علّما” تال بئري كتب في التقرير:” عمليات الاغتيال لقيادات حزب الله يجب أن تستمر بالتزامن مع الجهود المركزية التي يجب أن تضرب بقوة وبشكل فعلي واستراتيجي القوة النارية للحزب، وضرب منظومة الصواريخ والقذائف، حتى كتابة هذا التقرير، الصواريخ الاستراتيجية لحزب الله لم تمس بعد، على الرغم من تأكيدات الجيش الإسرائيلي إنه ضرب المنظومة الصاروخية التكتيكة للحزب حتى مسافة 80 كم في الجنوب اللبناني في الهجمات الإسرائيلية التي كانت في 25 آب الماضي، إلا أن الحزب لازال ينفذ سياسية تشير لاستمرار كفاءة هجمات هذه المنظومة”.

وعن الرد الواسع لحزب الله بعد الهجمات والضربات الإسرائيلية الواسعة في الأيام الأخيرة جاء في تقرير المركز الإسرائيلي: “دون ربط الأمر باستمرار قوة الرد لدى حزب الله، يوصي المركز باستمرار العمل لاغتيال أعضاء مجلس الجهاد وفق الترتيب التالي، رقم واحد علي كركي، من منطلق مسؤوليته عن قيادة المنطقة الجنوبية،  صوره وتفاصيله غير معروفة من جهات معلنة، والرقم الثاني طالب حميه، مسؤول وحدة 910 المسؤولة عن العمليات الخارجية للحزب، وشغل منصب مساعد عماد مغنية حتى اغتياله في العام 2008، وهناك احتمالات شغله منصب ضابط الاستخبارات الرئيسي للحزب”.

كما يوصي التقرير في حال استمرار الوضع على ما هو عليه الآن، ودون تطورات نوعية على المستوى العسكري، بأن تتزايد الجهود من أجل جباية ثمن أكبر من الحزب، وهذا يعني وصول الاستهداف حتى مجلس الشورى التابع للحزب، وهو أعلى مجلس قيادي يعمل تحت إمرة حسن نصر الله.

الضربات يجب أن تكون جراحية ورمزية حسب وصف التقرير، والتي يمكن أن تعبر عن نفسها من خلال استهداف عضوي مجلس الشورى، هاشم صفي الدين، وهو الشخصية الأبرز في الحزب بعد نصر الله، وهو رئيس مجلس العمليات المختص في كل ما يتعلق بالخدمات المدنية من قبل حزب الله، والتي تشكل البديل عن الخدمات الرسمية للدولة اللبنانية، وعمل مجلس العمليات المدنية هو الذي يمكن الحزب من الاستمرار في العمليات العسكرية.

وتابع تقرير المركز الإسرائيلي عن صفي الدين: على ما يبدو حُدد لأن يكون خليفة حسن نصر الله، وهو من مواليد العام 1964، وشغل في السابق منصب رئيس مجلس الجهاد، وحاليا عضو في المجلس إلى جانب مسؤولياته الأخرى.

والاستهداف الرمزي حسب المركز الإسرائيلي يمكن أن يكون نعيم قاسم والذي يشغل رسمياً منصب نائب رئيس الحزب، شغل مناصب كثيرة في الحزب منها رئيس عمليات الحزب، ويشغل منصب رئيس المجلس التنفيذي المسؤول عن أعضاء البرلمان والنشاطات البرلمانية.

وختم مركز “علّما” تقريره بالحديث عن تشييع القيادي إبراهيم عقيل:” طقوس تشييع إبراهيم عقيل كانت يوم الأحد، بالنسبة للحزب لم يرد بعد على اغتيال عقيل، ومن غير الواضح شكل الرد الذي سيكون على عملية الاغتيال”.

في ظل حديث مركز “علّما” عن سبل محاربة حزب الله حتى الوصول لهزيمته حسب تعبير المركز، هناك من يرى من المحللين العسكريين الإسرائيليين أن الكرة لازالت في ساحة حزب الله، وإن عليه البت إن كانت وجهته للتسوية أو للحرب، وفي هذا السياق كتب رون بن يشاي المحلل العسكري ليديعوت أحرنوت:

“على المدى القريب على نصر الله الحسم، تسوية أم حرب، لعبة شطرنج قاتلة في الشمال، إسرائيل تبادر وتدمر بشكل كبير منصات إطلاق صواريخ، لكنها لم تتمكن من الصواريخ طويلة المدى لدى حزب الله الموجودة في العمق اللبناني، حزب الله مستمر في الرد، لكنه يقيد نفسه بعدد الصواريخ وبالمناطق المستهدفة، عملياً يمارس اقتصاد التسلح، تسوية أم مزيد من التصعيد؟، على نصر الله والإيرانيون أن يقرروا”.

وتجمع آراء المحللين إنه رغم حالة التصعيد، الأطراف لازالت غير معنية في التصعيد، المحلل العسكري لهآرتس عاموس هارئيل يرى أن الطرفين لازلوا غير معنيون في مواجهة شاملة، حيث كتب في هذا السياق: “إسرائيل ترفع وتيرة الضغط على حزب الله من أجل إبعاده إلى ما وراء الليطاني، وعلى الرغم من حالة التصعيد في الأيام الأخيرة، الطرفان يبذلان جهوداً من أجل عدم الذهاب لحرب شاملة، نصر الله يعتقد أن إسرائيل قد تغتاله، لكن عليها أن تذكر أن الأمر سيؤدي لخسائر كبيرة في الجيش الإسرائيلي والجبهة الداخلية”.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة