هيئة التحرير
انتهج الاحتلال سياسة قمع الإعلام الفلسطيني من خلال الاستهداف المباشر للصحفيين والمؤسسات الإعلامية منذ سنوات طويلة خلت، استهداف لم يكن وليد السابع من أكتوبر، كما لم تكن سياسة إغلاق للمؤسسات وليدة حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة الحالية بل كانت سياسة احتلال لا يقبل برواية تبث الحقيقة وتوثق جرائمه
عَمِدَ الاحتلال على إغلاق المؤسسات الإعلامية تحت حجج متعددة في الضفة وقصفها وتدميرها في غزة، وحظر عملها في الداخل المحتل، فمنذ العام 2014 أغلقت قوات الاحتلال 13 مؤسسة ووسيلة إعلامية في الضفة والداخل المحتل، إضافة لقصف وتدمير عشرات المؤسسات الإعلامية في غزة خلال عدوان الاحتلال المتواصل منذ قرابة العام، إضافة لقصف وتدمير العديد من المؤسسات خلال حروب الاحتلال السابقة على غزة
عَمِدَ الاحتلال على انتهاج سياسة استهداف الصحفيين والمؤسسات الإعلامية من خلال قتل الصحفيين وإغلاق المؤسسات الإعلامية أو تدميرها في محاولة لطمس الحقيقة وتغييبها، فمنذ العام 2014 أغلقت قوات الاحتلال 13 مؤسسة ووسيلة إعلامية في الضفة والداخل المحتل، إضافة لقصف وتدمير عشرات المؤسسات الإعلامية في غزة
وتوزعت إغلاقات الاحتلال للمؤسسات الإعلامية في الضفة المحتلة والداخل المحتل على النحو التالي:
– إغلاق وحظر عمل قناة الأقصى في شهر أكتوبر من العام 2014
– إغلاق راديو دريم بتاريخ 29/11/2015 عقب اقتحام مكتبهم ومصادرة محتوياته، كما قاموا بإعادة إغلاقها بتاريخ 29/10/2023 بحجة التشويش على مطار اللد
– إغلاق قناة فلسطين اليوم بتاريخ 11/3/2016 ومصادرة محتويات المكتب واعتقال مدير القناة فاروق عليان
– إغلاق إذاعة منبر الحرية بتاريخ 31/8/2017 ومصادرة أجزة بثه عقب اقتحامه في مدينة الخليل
– إغلاق إذاعة النورس بتاريخ 31/8/2017 ومصادرة أجهزة بثه عقب اقتحامه في مدينة الخليل
– إغلاق مكاتب ترانسميديا، وبالميديا، ورامسات، بتاريخ 18/10/2017 ومصادرة محتوياتهن عقب اقتحامهن
-إغلاق مؤسسة إيليا للإعلام الشبابي في شهر نيسان من العام 2018
– حظر أنشطة وعمل تلفزيون فلسطين في القدس والداخل المحتل بتاريخ 20/11/2019، قبل أن تقتحم المكتب وتستولي على محتوياته من معدات تصوير وأجهزة بث وتعتقل عدد من طاقمه بتاريخ 6/12/2019، كما تم تجديد الإغلاق ثلاث مرات على التوالي.
– إغلاق مؤسسة جي ميديا بتاريخ 16/10/2023
– إغلاق مكاتب قناة الميادين في فلسطين بتاريخ 13/10/2023
– إغلاق مكتب قناة الجزيرة في الداخل المحتل بتاريخ 5/5/2024 وتمديد الإغلاق ثلاث مرات على التوالي، فيما أغلقت مكتب القناة في مدينة رام الله بتاريخ 22/9/2024
عضو الأمانة العامة لنقابة الصحافيين الفلسطينيين عمر نزال بين في حديث ل” بالغراف” أن استهداف الصحفيين والمؤسسات الصحفية ليس جديدة بل تعززت خلال العام الماضي بشكل كبير، مفيدًا بأنه في الانتفاضة الثانية تعرضت عشرات وكالات الإعلام للإغلاق واقتحام مقراتها وتكسير محتوياتها، منها “أجيال، ووطن، وتلفزيون فلسطين الذي تعرض وأبراجه للتدمير بشكل كامل”، مبينًا أن كافة وسائل الإعلام تعرضت لاستهدافات الاحتلال في تلك الفترة، مضيفًا بأنه من بعد ذلك تعرضت العديد من وسائل الإعلام المختلفة للإغلاق وكان آخرها “قناة الجزيرة” ومن قبلها “الميادين” ومن قبلها عدد من المؤسسات مثل “جي ميديا” وغيرها من وسائل الإعلام
وأوضح نزال أن هذه الاستهدافات تأتي في إطار الاستهداف العام لأشكال العمل الصحفي، وأيضًا في سياق استهداف الصحفيين المتعددة أشكالها بدءًا من “القتل الجماعي، وحرب الإبادة ضد الصحفيين، واستهدافهم واستهداف عائلاتهم ومنازلهم في غزة، وفي الضفة الغربية حيث تجلت بالاعتقالات أو من خلال منع التغطية، وحتى محاولات الشروع بالقتل والتي شهدناها خلال اقتحام جنين وكفر دان بالمدينة قبل أسبوعين، أو خلال اقتحام قباطية إلى غيرها من أشكال الاستهداف للصحفيين والعمل الإعلامي.
نزال أكد أنه يوجد هدف رئيسي عند الاحتلال وهو محاولة تغيييب الحقيقة وتغييب الرواية الفلسطينية وتغييب أي صوت من الأراضي الفلسطينية، حتى وإن كان من ينقل ويغطي الأحداث غير فلسطيني، مستشهدًا بحادثة إصابة صحفي أجنبي خلال تغطيته للأحداث في بلدة كفر دان بجنين، مشيرًا إلى أنه كان ضمن المستهدفين فقط لكونه يغطي من الزاوية الفلسطينية والجانب الفلسطيني، مبينًا أن هذا يؤكد أن الاحتلال لا يريد أي صوت غير رواية الكذب والتضليل التي يمارسها
وتابع نزال بأنه ومنذ السابع من أكتوبر باتت المعركة الإعلامية لا تقل أهمية عن المعركة العسكرية والأمنية والسياسية التي يخوضها شعبنا، وذلك لأن العمل الإعلامي الفلسطيني حقق نتائج واضحة في هذه المعركة سواء من خلال فضح الاحتلال وروايته، وتقديم وثائق حول جرائم الاحتلال في الأراضي الفلسطينية وتحديداً في غزة، إضافة لأنه أصبح هناك نوعاً من التوجه والتطرق لحقوق ورواية الشعب الفلسطيني، مضيفاً أنه كفلسطينيين بتنا نكسب وكسبنا جيداً خلال هذه المعركة الإعلامية، حيث من بداية الحرب فشلت روايات الاحتلال خاصة في الروايات التي قاموا بنشرها للعالم، حيث باتت هذه الروايات موضوعة وموضع شك وتساؤل.
وأرجع نزال تصعيد هجمات الاحتلال ضد الصحفيين والمؤسسات الإعلامية في فلسطين إلى فشل الرواية الإسرائيلية، مفيدًا بأن استهدافات الاحتلال للصحفيين الفلسطينيين تعززت بعد السابع من أكتوبر حيث ازدادت من حيث العدد بنسبة 50% بالمعدل الشهري منذ السابع من أكتوبر وحتى اليوم مقارنة بأي سنة سابقة، مبينًا أن الأهم هو نوعية الجرائم المستخدمة ضد الصحفيين حيث حالات القتل التي شهدناها، والتي أدت لارتقاء 170 صحفيًا حتى الآن وهو رقم صاعق وغير مسبوق بالصراع العالمي
ولفت نزال إلى أن ما فقدناه من الصحفيين خلال هذا العام هو مرة ونصف أكثر من كل شهداء الحركة الصحفية الفلسطينية منذ العام 1967 حتى الآن، فعدد الدم الذي سال والأرواح التي فقدناها غير مسبوقة، مضيفاً أن حرب الإبادة طالت 2% من أهلنا في قطاع غزة، وعدد الشهداء الصحفيين 10% من مجمل الصحفيين العاملين في قطاع غزة، وهو ما يعكس تعمد استهداف الصحفيين، عدا عن استهداف أسرهم ومنازلهم حيث تم استهداف بيوت الصحفيين حتى لو لم يكونوا متواجدين بها وذلك عقب تهديدهم، مؤكدًا أن نوعية الاستهدافات اختلفت كثيرًا عن كل ما سبقها