هيئة التحرير
اختتمت في مدينة رام الله فعاليات المؤتمر الدولي الإعلامي الأول والذي استمر على مدار يومين بتنظيم من نقابة الصحفيين والاتحاد الدولي للصحفيين ومجموعة تنسيق قطاع الإعلام، وبرعاية الحكومة الفلسطينية ومنظمة اليونسكو، وذلك بهدف تنمية الإعلام الفلسطيني ودعمه على الاستمرار ونقل الرسالة وإيصال الحقائق.
وشهد المؤتمر عرض توثيق النقابة لانتهاكات الاحتلال المتواصلة بحق الصحفيين والمؤسسات الإعلامية في قطاع غزة والضفة والقدس المحتلة، إضافة إلى إعلان الفائزين بمنحة الإتحاد الدولي للصحفين، وإعلان إنشاء صندوق وطني لدعم الإعلام.
رئيس الوزراء محمد مصطفى أكد أن الصحفيين الفلسطينيين نقلوا الحقيقة للعالم، مشيرًا إلى أنه لولاهم لما وصل الصوت للعالم الذي يخرج مطالبًا بوقف إطلاق النار، حيث عملوا على نشر الحقائق وتوثيق قتل الأطفال وسياسة التجويع والتهجير القسري والهجوم على المستشفيات، مفيدًا أنهم نقلوا ووثقوا كل شيء ببسالة وبمهنية لمختلف المنصات العالمية.
ولفت إلى أن الجسم الصحفي قدم خيرة أبنائه منذ بداية الحرب، مثمنًا دور نقابة الصحفيين التي تعمل مع الاتحاد الدولي للصحفيين على توثيق جرائم الاحتلال وتقوم بدعم الصحفيين، داعيًا كافة المؤسسات من أجل تأمين حماية الصحفيين، مؤكدًا أن الحكومة تضع كافة إمكانياتها لتأمين اسمرار الصحفيين بعملهم، وذلك إيمانًا بدورهم المهم.
نقيب الصحفيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر أكد أن الصحفيين الفلسطينيين تعرضوا لأكبر وأبشع مجزرة شهدها تاريخ الإعلام منذ بدايته، حيث ارتقى 180 صحفيًا منذ بداية الحرب، مبينًا أنه لم يُقتل في الحربين العالميتين هذا العدد من الصحفيين، ومنذ العام 2013 أي منذ إقرار الأمم المتحدة لليوم العالمي لعدم الإفلات من العقاب، قُتل نحو 900 صحفي، أي أنه يُقتل في العالم سنويًا 82 صحفيًا، بينما قُتل في هذه الحرب أكثر من ضعف ما يُقتل من الصحفيين في العالم أجمع سنويًا.
وبين أبو بكر أن الاحتلال دمر 90% من المؤسسات الإعلامية بشكل كلي، إضافة إلى تدمير جزئي لما تبقّى، مضيفًا أن الاحتلال أصاب واعتقل المئات من الصحفيين، كما اضطر كافة الصحفيين للنزوح من من منازلهم التي دُمرَت، مشددًا على أنهم عملوا تحت القصف ودون وجود أدنى مقومات للحياة من ماء وكهرباء وغذاء وانترنت، كما أنهم عملوا بين الجثث والدمار، كما وفقد الكثير منهم عائلاتهم وأحبتهم ولكنهم رغم ذلك واصلوا العمل وفق أخلاقيات المهنة وبأعلى المعايير المهنية والدولية.
ولفت إلى أن الاحتلال لاحق وهدد واعتقل وأصاب الصحفيين في الضفة والقدس، حيث وثقت النقابة أكثر من 1640 اعتداء بحق الصحفيين والمؤسسات الإعلامية منذ أكثر من عام، مبينًا أن النقابة عملت ضمن خطة طويلة الأمد لأنها علمت أن الاحتلال يستهدف الإعلام بشكل ممنهج بهدف قتل الحقيقة، حيث عملت على المناصرة الدولية والتوجه للقضاء الدولي لمحاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم.
وأوضح أنهم عملوا على توفير الاحتياجات الطارئة للصحفيين في غزة، وإنشاء مراكز تضامن إعلامي في خانيونس ودير البلح والمستشفى المعداني لتوفير المكان اللائق لعمل الصحفيين
ووثقت النقابة في دراسة عرضها إبراهيم ربايعة مستشار مجموعة تنسيق الإعلام في فلسطين ارتقاء 180 صحفيًا منذ بداية حرب الإبادة على غزة، وإصابة 362 صحفيًا، واعتقال 57، إضافة للإخفاء القسري لأربعة صحفيين وبينت النقابة في استطلاعها أن 23% من الصحفيين لديهم إصابات من الدرجة الأولى والثانية، إضافة إلى أن 28% من المؤسسات توقفت عن العمل بشكل كلي بسبب تدمير المعدات ومقار عملها وهو ما ساهم في فقدان الصحفيين العاملين فيها لعملهم، فيما أفادت أن 44% فقط من المؤسسات المحلية والدولية استطاعت الاستمرار في عملها بذات الوتيرة
وأكدت النقابة أن تركز الصحفيين كان في مدينة غزة ولكن مع النزوح بات تركزهم في المنطقة الوسطى وخانيونس، ولفتت إلى أن 765 صحفيًا أكدوا على أهمية وجود بيئة العمل الآمنة، وهو ما عملت على توفيره النقابة من خلال إنشاء مراكز تضامن ولكنها ليست كافية وبحاجة إلى إنشاء مراكز أخرى، إضافة إلى حاجتهم للخيم والمعدات والدعم المالي لتوفير احتياجاتهم، إضافة لحاجتهم لمساعدات إغاثية وانترنت.
وخلال المؤتمر أعلن عن الفائزين بمنحة الاتحاد الدولي للصحفيين لدعم استمرار وسائل الإعلام الفلسطينية في عملها، في ظل المعاناة الكبيرة التي تمر بها وسائل الإعلام، حيث استفادت 22 وسيلة إعلام محلية من هذه المنحة البالغة مليون دولاروبين أبو بكر أن هذه المنحة قُدِمَت بمنتهى الشفافية حيث كان لها مجلس إدارة ولجنة تحكيم دولية، مؤكداً على فخرهم بهذا المشروع كونه أول مشروع يأتي بهذا الحجم من قبل الإتحاد الدولي للصحفيين للصحافة الفلسطينية، خاصة في ظل الظروف الخطرة والصعبة التي تمر بها البلاد، مؤكدًا على أن المشروع سيكون بداية لعدد من المشاريع القادمة
وشهد المؤتمر الإعلان عن تأسيس الصندوق الوطني لدعم القطاع الإعلامي الفلسطيني لدعم المؤسسات الإعلامية، وفي حديث ل “بالغراف” أكد إبراهيم ربايعة أن النقاش حول هذا الصندوق بدأ على مستوى مجموعة تنسيق الإعلام منذ العام الماضي وتطور النقاش ليصل لمشاورات مع الحكومة الفلسطينية، التي تبنت دعم هذا الصندوق كصندوق مستقل يعمل على تعزيز ودعم قطاع الإعلام لمواجهة التحديات المتصاعدة، سواء من حرب الإبادة وما سينتج عنها وما أُنتج بالفعل من تدمير وإبادة لقطاع الإعلام في غزة.
وتابع أن هناك أيضًا تحديات متصلة بالنموذج الإقتصادي بالضفة، مؤكداً أنه وبهذا السياق تأتي أهمية هذا الصندوق كمؤسسة وطنية مستقلة لا سياسية تعمل مع الكل الإعلامي وبأعلى معايير المساءلة والشفافية وتراعي بشكل أساسي عدم وجود أي تضارب بالمصالح، كما وتعتمد على دعم الإعلام في القطاعين الأهلي والخاص بشكل مركزي
بدوره أكد نقيب الصحفيين أن النقابة والاتحاد الدولي للصحفيين واليونسكو، قرروا تشكيل هذا الصندوق ليكون عنوان جامع للكل، وتأتي من خلاله المنح وفق معايير دولية تطبق في هذا الصندوق الوطني، وذلك لدعم الصحافة وفق أسس ومعايير تتم بأعلى درجات الشفافية.
وشدد على أن الصندوق بات اليوم حقيقة كاملة، حيث أُعلن عن تأسيسه في هذا المؤتمر، وستكون الخطوات العملية له خلال الأيام المقبلة، مفيدًا بأن هذا المشروع ضروري لدعم المؤسسات الصحفية في غزة والضفة حيث تعاني المؤسسات الإعلامية أيضًا بشكل كبير، مفيدًا بأن هذا المشروع سيعيد إحياء هذه المؤسسات وسيساعدها على الاستمرار.
وشهد المؤتمر حضور رئيسة الاتحاد الدولي للصحفيين دومينيك برادالي التي أكدت على دعم الصحفيين الفلسطينيين في نقل رسالتهم الإعلامية، إضافة لحضور الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين أنطوني بيلانجي الذي أشاد بالصحفيين الفلسطينيين واستمرارهم في القيام بعملهم الصحفي في ظل المخاطر الكبيرة التي يعانوا منها، مشددًا على دعم الاتحاد للصحفيين الفلسطينيين للإستمرار في عملهم، إضافة إلى