loading

شمال غزة بلا خدمات طبية!! 

هيئة التحرير

لأسابيع طويلة ظل مدير مستشفى كمال عدوان د. حسام أبو صفية يناشد العالم للتدخل لإنقاذ آخر مستشفى يقدم خدمات طبية في شمال، مناشدات للعالم وللمؤسسات ذهبت كلها أدراج الرياح، حينما اقتحمت آليات الاحتلال صباح أول أمس المستشفى ونكلت بالمرضى والجرحى وأجبرتهم على المغادرة. 

لم يقف إجرام الاحتلال عند هذا الحد فقد قامت بإحراق أجزاء كبيرة من المستشفى، ما أدى لارتقاء عدد من المرضى حرقًا وفق ما صرح به مدير الصحة بغزة منير البرش، الذي أكد أن الاحتلال اعتقل مدير المستشفى أبو صفية وقام بالاعتداء عليه بالضرب العنيف واتخاذه كدرع بشري بعد إجباره على خلع ملابسه وإلباسه لباس المعتقلين، إضافة لاعتقال عدد آخر من الطواقم الطبية، وفقدان أثر عشرة من الطواقم الطبية. 

البرش أكد أن ليلة أمس مرت قاسية وصعبة على المرضى والجرحى  الذين تم إجلاؤهم قسرًا من مستشفى كمال عدوان إلى المستشفى الإندونيسي في غزة، حيث لم يجدوا  لا دواء ولا ماء ولا كهرباء، في ظل حالة البرد الشديدة. 

وفي شهادة صادمة بينت الموظفة في المختبر بالمستشفى شروق صالح أن جنود الاحتلال وعقب اقتحام المستشفى طالبوهم بإزالة الحجاب وعقب رفض كافة الفتيات ذلك، قاموا بإجبارهم على رفع ملابسهم لتفتيشهم، ومن ثم أجلسوهم في صالة لفترة من الوقت ومن ثم أجبروهم على الخروج قسرًا من المستشفى. 

وزارة الصحة ناشدت المجتمع الدولي لحماية المرضى والطواقم الطبية ومراكز العلاج في فلسطين، خصوصاً في قطاع غزة، مع استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية، وبعد اقتحام مستشفى كمال عدوان في بلدة بيت لاهيا.

وأضافت الوزارة أن إمعان الاحتلال في جرائمه سببه الرئيسي صمت العالم والدول الكبرى على ما يجري من تطهير عرقي ومذابح، مبينة أن الحرب على قطاع غزة لم تستثنِ أحداً، وشملت أضرارها وفظائعها الأجنة في بطون أمهاتهم، الذين قتلوا قبل أين يصلوا الدنيا، والموتى في القبور الذين ديست عظامهم بالجرافات الإسرائيلية.

المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بين تلقيه شهادات مروعة تؤشر على ارتكاب جيش الاحتلال جرائم خطيرة ضد المدنيين خلال اقتحامه مستشفى “كمال عدوان” والمناطق المحيطة به منها، “القتل العمد، والإعدام الميداني، بالإضافة إلى اعتداءات جنسية وجسدية على نساء وفتيات من الطواقم الطبية والنساء النازحات في المنطقة”.

وأشار المرصد إلى أن جيش الاحتلال ارتكب خلال هجومه على المستشفى سلسة من الجرائم المرّوعة، بما في ذلك تفجير روبوتات ملغّمة قرب عدد من المنازل المأهولة، ما تسبّب بانهيار تلك المنازل وارتقاء ساكنيها، إضافة لتنفيذ جنود الاحتلال إعدامات ميدانية بحق مدنيين بعضهم مصابون، وآخرون كانوا يحملون الرايات البيضاء، كما قاموا باحتجاز عشرات النساء والفتيات، وتعريضهن لممارسات خطيرة ترقى للتحرش الجنسي، إلى جانب معاملتهن على نحو حطّ من كرامتهن الإنسانية، حيث تم الاعتداء عليهن بالضرب، وإجبارهن على خلع الحجاب والملابس.

وطالب المرصد الكيانات الأممية المعنية بفتح تحقيق فوري في الادعاءات التي وردت في شهادات الناجين من هجوم الاحتلال على المستشفى والمنطقة المحيطة به، وإعمال الآليات القانونية لمحاسبة مرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان.

وحذر الأورومتوسطي بأن جيش الاحتلال يعمل بشكل منهجي وبنمط واضح ومتكرر على استهداف الطواقم الطبية القليلة التي بقيت في شمال غزة، في إطار مسعى واضح لإنهاء وتدمير منظومة العمل الصحي بالكامل في الشمال الذي يسعى لتفريغه بالكامل من سكانه، من خلال عمليات القتل الجماعية المستمرة والتهجير القسري.

من جانبها أوضحت منظمة الصحة العالمية أن التفكيك المنهجي للنظام الصحي في قطاع غزة يعد حكمًا بالإعدام على عشرات الآلاف من الفلسطينيين المحتاجين للرعاية الصحية، مفيدة أن الاقتحام لمستشفى كمال عدوان وحرق أجزاء منه أدى لخروج آخر منشأة صحية رئيسية في شمال قطاع غزة عن الخدمة.

وبينت المنظمة أن بعض الأقسام المهمة قد تعرضت لحروق شديدة وتدمير أثناء الاقتحام، مضيفة أن المستشفى بات خاليًا، حيث تم نقل مرضى في حالة متوسطة وخطيرة إلى المستشفى الإندونيسي الذي تعرض للتخريب، ولا يتمكن من تقديم الخدمة.

وأعربت المنظمة الدولية عن قلقها البالغ بشأن سلامة هؤلاء الأفراد، مفيدة بأن الهجوم الأخير على مستشفى كمال عدوان جاء في أعقاب القيود المتزايدة على وصول منظمة الصحة العالمية وشركائها إلى المستشفى، والهجمات التي تتعرض لها المنشأة ومحيطها منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023. 

ودعت المنظمة إلى وقف هذا الرعب وحماية الخدمات الصحية وضمان وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة