ترجمة محمد أبو علان/ خاص بالغراف
ربما كنت من أوائل من قرأ بيان جهاز الشاباك الإسرائيلي حول منفذ عملية الطعن في هيرتسليا، وإنه كان عميلاً لجهاز الشاباك الإسرائيلي، وساعد في منع عمليات للمقاومة، وبعد أن تم اكتشاف أمره تم افتعال قضية اعتقاله ونقلة للداخل المحتل، ومُنح كل التصاريح اللازمة من أجل البدء بتأهيله، وقبل أسبوعين خضع لاختبار كشف الكذب، ولم يلحظ عليه أي شيء استثنائي.
فضلت عدم التطرق لهذه التفاصيل لدواعي كثيرة، أو على الأقل لم أرد أن أكون أول من ينقلها، ولكن بعد تداول الخبر بكل تفاصيله وبشكل واسع على صفحات ومواقع إخبارية محلية قررت متابعة القراءة الإسرائيلية للقضية، واستوقفني ما كتبت معاريف العبرية في هذا الأطار.
في البداية أشارت الصحيفة إلى أن جهاز الشاباك بدأ التحقيق في الدوافع وراء تنفيذه العملية، التقديرات الأولية في جهاز الشاباك أنه خرج لتنفيذ العملية بعد خضوعه لأسبوعين من التحقيق في سياق اختبار كشف الكذب، وإن تنفيذ العملية بسكين مؤشر على أن القرار اتخذ بموعد قريب من موعد التنفيذ، ولم يخطط له بوقت طويل سابق.
عملية الطعن في هيرتسليا التي نفذها عميل سابق لجهاز الشاباك الإسرائيلي تثير العديد من الأسئلة حول درجة الثقة بالعملاء حسب وصف الصحيفة العبرية، أهارون أكسل ضابط شرطة متقاعد من وحدة اليمام الإسرائيلية الخاصة تحدث مع معاريف قائلاً: “العملية الصعبة والخطرة التي كانت الجمعة والتي نفذها عميل لجهاز الشاباك أشعلت الضوء الأحمر”.
وتابع الضابط الإسرائيلي المتقاعد:” وجود العملاء لجهاز الشاباك الإسرائيلي ليس بالأمر السري، جزء منهم يعيشون بيننا، جزء منهم يسمون مؤهلي جهاز الشاباك، هم عملاء ساعدوا جهاز الشاباك، والشاباك قدم لهم مقابل هذه المساعدة، وفي العديد من المناطق يوجد مراكز تأهيل للعملاء والمواطنون يعرفونها، هذا حدث استثنائي، وفق معرفتي، المرة الأولى التي يقوم فيها عميل للشاباك يخضع للتأهيل بتنفيذ عملية، أنا على ثقة بأنه سيتم التحقيق في العملية والتوصل للتفاصيل، ولكن هذا لن يغير من الواقع إنه نفذ عملية، وقتل سيدة تبلغ من العمر 82 عاماً، ولكن بدون التحقيق في القضية لن نتمكن من التعرف على الدوافع”.
اجتياز منفذ عملية الطعن والذي قيل إنه عميل لجهاز الشاباك اختبار كشف الكذب ، هل يعني خلل في الفحص أم شيء ما كان في الشخص نفسه؟، رد الضابط الإسرائيلي السابق على سؤال معاريف:” لا، الفحص هو فحص، وهذا ما يجب معرفته، ما الذي دفعه لقتل المسنة، مسنة لا علاقة لها بأي شيء، كان يمكن الفهم لو قام بقتل جنود، أما أن يقتل مسنة 82 عاماً، يجب الفحص للعمق في هذه القضية، في كل الأحوال هو مخرب، وهذا لا يتغير حتى لو إنه ساعد دولة إسرائيل، قد يكون ساعد في إنقاذ حياة آخرين، لكن أخذ حياة سيدة، فهو مخرب كأي مخرب، في النهاية لا يوجد مشاعر ولا أي تسهيلات”.
وتابع الضابط الإسرائيلي السابق عن جهاز الشاباك:” حسب معرفتي في جهاز الشاباك الإسرائيلي هم سيفحصون أنفسهم، ولن يمروا عن الأمر مروراً عادياً، سيتم التحقيق في الأمر واستخلاص العبر، الشاباك يحقق بسرعة ويستخلص العبر، وهل هم فشلوا؟، أو لم يكن بالإمكان منع ذلك؟، من الصعب تتبع شخص أفاق في الصباح وقرر تنفيذ عملية، من الصعب معرفة ما كان في رأسه، ولكن يجب التحقيق بعمق”.
وحول خيار تشغيل العملاء بعد عملية الطعن قال:” علينا عدم محاكمة الأمور على خلفية هذا الحادث، علينا ألا ننسى أن هؤلاء العملاء ساعدوا دولة إسرائيل وأنقذوا حياة كثيرين، يجب الاعتراف بذلك، من الصعب القول الآن إن إسرائيل ستوقف تشغيل العملاء، في كل مكان في غزة وفي لبنان العملاء جزء من المعركة الاستخبارية، لا يمكننا بسبب هذه العملية وقف استخدام العملاء، يجب التحقيق والفحص والوصول لنتائج”.
وختم ضابط الشرطة السابق:” أذكر قبل سنوات قيام أحد العملاء في القدس بقتل مُركز جهاز الشاباك خلال لقاء في أحد الشقق، مرة في كل عشر سنوات يقع حدث كهذا، تعالوا نعطي جهاز الشاباك فرصة التحقيق في القضية، وإن قام بنشر نتائج التحقيقات ممكن أن نعلم ما هي الدوافع خلف عملية الطعن الذي نفذها عميل الشاباك”.