loading

“فزعة شباب لأجلك دورا”: فزعة خير لإغاثة مدينة دورا وقراها

هيئة التحرير

“99 قرية 999 طرد” تحت هذا الشعار أطلق مجلس شبابي دورا حملة ” فزعة شباب لأجلك دروا” لمساعدة الأسر المتعففة، نتيجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها مختلف المناطق الفلسطينية، وفي رسالة واضحة بأن عدوى الخير تنتشر بين الشباب بشكل واسع وسريع ولا تتوقف عند أحد أو في منطقة معينة.

من أرض الكرم انطلقت هذه الحملة لتصل لأكثر من ألف أسرة متعففة في مدينة دورا وقراها المختلفة، حملة أطلقها الشباب وشاركت بها المؤسسات وحتى الطفل الصغير الذي كان له دوره الذي يُنبِأُ بأن بذرة الخير مزروعة في قلب الفلسطيني منذ طفولته فتنمو معه حتى يصبح شابًا يسعى جاهدًا لإغاثة غيره وانتشاله من معاناته. 

إغاثة للأسر المتعففة

عضو مجلس شبابي دورا علي حريبات بين في حديث ل” بالغراف” أنهم انطلقوا بالحملة يوم الثلاثاء المنصرم إعلاميًا من خلال الإعلان عنها، فيما انطلق استقبال وجمع التبرعات بمختلفها يوم الخميس المنصرم واستمرت حتى يوم أمس، مضيفًا أن الحملة تأتي في إطار الخطة الأساسية والإستراتيجية للمجلس الشبابي في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، وخاصة بعد السابع من أكتوبر 2023،  حيث ارتفعت نسبة البطالة وهو ما أدى لازدياد وجود الأسر المتعففة وخاصة من العاملين في الداخل المحتل الذين خسروا وظائفهم. 

لم يكن شعار الحملة “99 قرية و999 طرد” مجرد شعار فهو ووفقًا لرئيس مجلس شبابي دورا أحمد العمايرة، لم يكن اختيارًا اعتباطيًا بل يحمل رمزية عميقة، حيث يرمز إلى 99 قرية في دورا، بعضها مهجر، لكنها ما زالت حية في ذاكرة شبابها، موضحًا أنهم أرادوا التذكير بهذه القرى التي لا تزال في قلوبهم 

وأفاد بأنه ورغم وجود مجالس قروية مختلفة في هذه القرى إلا أنهم أصروا على تقديم الدعم لجميع القرى دون استثناء، إيمانًا منهم بأن العمل الإنساني لا يعرف حدودًا جغرافية. و لتكون رسالة وحدوية في زمن الفُرقة بأن دورا ستبقى مُحتضنة قراها بسواعد شبابها المعطاء.

كما وبين حريبات أن الشعار يهدف أيضًا لجمع 999 طردًا غذائيًا أو أكثر من أجل مساعدة ألف أسرة متعففة في مدينة دورا وقراها.

من جانبه بين حازم عواودة عضو مجلس شبابي دورا بأن هذه الحملة انطلقت نظرًا لمعرفتهم بظروف الناس التي باتت سيئة للغاية، مشيرًا إلى أنه إن لم يُقدِم أحد على فعل الخير وتقديم المساعدة للأسر المتعففة فلن يساهم أحد ويقدم المساعدة، مشيرًا إلى أن الحملة ستشمل مدينة دورا وقراها  مثل ” خرسا، ودير سامت، والطبقة، ودير العسل، وغيرها من القرى”. 

وشدد على أن الطرود ستشمل على كل شيء يُغيث العائلات وستراعي احتياجات العائلة بشكل كامل بكافة فئاتها صغارها وكبارها.  

فيما أفاد عمارنة أن المجلس الشبابي قام بتطوير قاعدة بيانات شاملة للأسر المحتاجة في المدينة، حيث وبالتعاون مع البلدية التي أسست لجانًا لكل الأحياء في دورا، استطاعوا تقديم بعض أسماء الأسر المتعففة لهم، إضافة إلى أن المجلس قام بتفقد مختلف مناطق المدينة لضمان إضافة المزيد من الأسماء إلى القائمة. كما وتم الاستعانة بعدد من المؤسسات المحلية لتوسيع قاعدة البيانات، بحيث تضم أكبر عدد ممكن من الأسر المستحقة للمساعدة.

الأهالي والمؤسسات يلبون الدعوة

حريبات أشار إلى أن إقبال أهل الخير جيد للتبرع من مدينة دورا وقراها وشبابها وأصحاب الخير، حيث تبرع الأهالي بطرود غذائية وملابس جديدة وأغطية ومدافئ، مشيرًا إلى أن ما رفع من معنوياتهم هو رؤيتهم لأطفال يتوافدون حاملين بين أيدهم طرودًا للتبرع بها أو طالبين للتطوع معهم. 

بدوره أفاد عووادة أن وجود الأطفال للتبرع يشكل فخرًا لهم ولمدينتهم دورا المعروفة بالترابط الاجتماعي بشكل كبير، وأيضاً يدلل على وجود الخير بين الناس حيث الصغير يبادر للمساعدة قبل الكبير، وهو ما يعزز الترابط الاجتماعي بين أهالي المدينة المعروفة بتقديم الخير وفعله. 

الطفل عبد الجليل دياب الذي قَدِمَ للتبرع لصالح الحملة رفقة مجموعة من أطفال روضة “العب وتعلم” ، قال بابتسامة ملؤها البراءة: “جئنا من الروضة حتى نساعد الفقراء، ليصبحوا سعداء، ويعطينا الله حسنات”.    

بدورها بينت مديرة مدرسة بنات دورا الثانوية أسمهان الهندي أنها رأت استجابة سريعة بين الطالبات عند الإعلان عن الحملة، حيث لَبَيّن الدعوة بحماس رغم قصر فترة الإعلان، مضيفة أن تفاعل الطالبات في هذا السن مع هذه الحملات يعكس دور الشباب المهم في خدمة المجتمع.

 وأشارت إلى أنهن تمكنَّ من جمع مبلغ مالي تم تسليمه للمجلس الشبابي، مما يعكس قدرة الطالبات وأسرهن على المشاركة الفعّالة في المبادرات المجتمعية.

وأكد عووادة أيضًا أن مؤسسات مدينة دورا الصغيرة والكبيرة تشارك في دعم هذه الحملات وذلك بسبب الترابط الكبيرة سواء بين المؤسسات أو الأهالي في المدينة، نظراً لأن هذه الظروف تمر بها مناطق فلسطين كافة وليس فقط مدينة دورا.  

هدف تحقق وحملات متواصلة 

عواودة أكد أن هدف الحملة بتوفير 999 طردًا غذائيًا تحقق وذلك بجهود وتبرع أهل الخير، مضيفًا أنهم سيواصلون في هذه الحملات، مشيرًا إلى أنهم في المجلس قاموا بحملات مختلفة في المدينة، وكانت أول حملة قاموا بها كانت تحت عنوان ” كن عونًا” مشيراً إلى أنهم من ذلك الوقت وحتى الآن وهم يواصلون القيام بحملات مختلفة لمساعدة الناس. 

وأفاد في ذات الوقت أن الظروف الصعبة أجبرتهم على القيام بحملات إغاثية للناس، بينما هم في المجلس كانوا يقومون بمبادرات شبابية مختلفة، مؤكدًا على استمرارهم في القيام بمثل هذه الحملات بجهود أهل الخير وذلك نظرًا للظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد. 

ردود فعل إيجابية وحملات مشابهة 

حريبات بين أن ردود الفعل من أهالي المدينة تجاه الحملة كانت إيجابية وكانوا داعمين وشكلوا حاضنة شعبية لهم، لأن الحملة شملت الاحتياجات الكاملة للأسر المتعففة، حيث وجه الأهالي شكرهم للشباب على هذه الحملة. 

ولفت إلى أنه بعد انطلاق حملتهم انطلقت حملة شبابية في حلحول لإغاثة الأسر المتعففة، وهو ما شجعهم أيضًا على الاستمرار، مؤكدًا أيضًا أن هدفهم أن تنطلق من كافة المدن والبلدات حملات إغاثية مشابهة لحملتهم هذه.

الخير يأتي بالخير وراءه

عمارنة وجه رسالة تحفيزية للشباب الفلسطيني، بأن عليهم أن يكونوا جزءًا من الحل في مجتمعاتهم. وذلك من خلال استثمار طاقاتهم في المكان الصحيح لتحقيق التنمية والتغيير.”

عواودة وجه رسالته للشباب الفلسطيني  بأن يكونوا ذو عطاء  ويسعون لتقديم الخير دون انتظار أي مقابل، مطالبًا الشباب بالاقبال على الخير وسيرون الكثير يلحقون به لتقديم الخير. 

فيما وجه حريبات رسالته لكافة المؤسسات وشباب فلسطين بأن يكونوا جسدًا واحدًا وأن يعملوا من أجل الخير، مشددًا على فرحتهم الكبيرة بوجود شبابًا متطوعين لتقديم الخير في المدن والبلدات الفلسطينية المختلفة وينقلون صوت الشباب بالمجتمع. 

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة