ترجمة محمد أبو علان | خاص لبالغراف
العملية العسكرية التي بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي تنفيذها في مدينة جنين ومخيمها يمكن اعتبارها عملية سياسية بأدوات عسكرية الهدف الجوهري منها المحافظة على تماسك حكومة نتنياهو، بعد طلب وزير المالية في حكومة نتنياهو إضافة هدف “تعزير الأمن في الضفة الغربية ” لأهداف الحرب خلال اجتماع الكبنيت للمصادقة على صفقة تبادل الأسرى الجمعة الماضي.
وعن العملية العسكرية في جنين ومخيمها كتبت يديعوت أحرنوت: في اليوم الثالث من وقف إطلاق النار في غزة، الجيش الإسرائيلي وجهاز الشاباك وحرس الحدود ووحدات إسرائيلية خاصة أطلقوا عملية عسكرية واسعة في مدينة جنين ومخيمها من أجل “إحباط عمليات إرهابية”، العملية بدأت في قصف جوي من مسيرات إسرائيلية، لاحقاً قصفت مروحية إسرائيلية أيضاً.
وتابعت يديعوت أحرنوت عن أهداف العملية العسكرية في جنين ومخيمها، العملية العسكرية التي بدأت بقصف جوي من المتوقع أن تستمر عدة أيام، وتشارك فيها مختلف أذرع المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، تهدف العملية للحفاظ على حرية حركة الجيش الإسرائيلي في مختلف أنحاء الضفة الغربية، ولتدمير وتحييد بنى تحتية “إرهابية”، وملاحقة القنابل الموقوتة.
رئيس الحكومة الإسرائيلية قال بعد بدء العملية العسكرية في جنين:” بتوجيهات من الكبنيت السياسي الأمني الإسرائيلي المصغر بدأ الجيش الإسرائيلي وجهاز الشاباك والشرطة الإسرائيلية عملية عسكرية واسعة النطاق في جنين من أجل القضاء على الإرهاب في جنين، وتهدف العملية لتحقيق أحد الأهداف المعلنة للحرب وهو تعزيز الأمن في الضفة الغربية، ونعمل بإصرار وبشكل منظم ضد المحور الإيراني في كل مكان يرسل إليه أذرعته، في سوريا في لبنان في غزة في الضفة الغربية في اليمن وفي كل مكان”.
القرار اتخذ في اجتماع في الكبنيت الذي سبق اجتماع الحكومة الجمعة الماضي للمصادقة على وقف إطلاق النار وصفقة التبادل مع حماس، مما يعني أن العملية جاءت لإرضاء وزير المالية بتسلئيل سموتريش الذي هدد بالانسحاب من الحكومة، وطالب بذلك بعد عملية الفندق، إلا أن المستوى السياسي تخوف في حينه الخروج لعملية عسكرية بأن لا تستخدم الولايات المتحدة حق النقض “فيتو” في مجلس الأمن ضد مثل هذه العملية الواسعة.
الجدير ذكره أن الجيش الإسرائيلي خطط للعملية منذ شهور وفق رؤية قيادة المنطقة الوسطى وفرقة الضفة الغربية في تنفيذ عمليات هجومية، وكان مفترض أن تنفذ العملية العسكرية في ديسمبر الماضي، وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس قال بعد العملية:” التهديدات على الاستيطان والمستوطنات والمستوطنين في الضفة ومنطقة خط التماس في تزايد، أعدائنا يعلمون أن ساحة الضفة الغربية الوحيدة التي بقيت مفتوحة لإطلاق النار وللعمليات ضد إسرائيل، لهذا يحاول المحور الإيراني ممارسة الإرهاب من خلال التخطيط والتمويل والتسليح”، وتابع كاتس:” أصدرت التعليمات للجيش الإسرائيلي للعمل بقوة للدفاع عن المستوطنين والمستوطنات، وهذه عمليات نفذت وستنفذ، من أجل الضرب بقوة، ومن أجل القضاء على الإرهاب”.
وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريش قال هو الآخر بعد بدء العملية العسكرية في جنين:” بعد قطاع غزة ولبنان بدأنا اليوم بعون الله تغير الرؤية الأمنية في الضفة الغربية، وبدء عملية للقضاء على الإرهاب في المنطقة، وهذه من أهداف الحرب التي أضيفت باجتماع الكبنيت من قبل الصهيونية الدينية في اجتماع الجمعة الماضية”.
وتابع سموتريش:” الجدار الحديدي ستكون عملية كبيرة ومستمرة ضد الإرهاب وضد من يقفون خلفه، وللدفاع عن المستوطنات والمستوطنين، وسيشكل المنطقة العازلة للاستيطان، أبارك المؤسسة العسكرية وقادتها ومقاتليها وأصلي من أجل نجاهم”.
وكان الأركان الإسرائيلي المستقيل هارتسي هليفي قد عقد جلسة تقدير موقف أمس بعد عملية التفجير في بلدة وطمون والتي أدت لمقتل جندي إسرائيلي وإصابة أربعة آخرين، قال خلالها، علينا الاستعداد لعمليات عسكرية كبيرة شمال الضفة قبل أن يصل المسلحين للمستوطنات والمستوطنين.
القناة 14 العبرية نقلت عن جهات أمنية إسرائيلية أن العملية العسكرية في جنين ومخيمها ولدت بعد حادثة الر بي جي في مخيم جنين، وإن رئيس الأركان اعترض على بعض الأشياء، كان الأمر ذاهبين للعملية بدك أو بدونك.
مصدر أمني آخر قال للقناة:” بعد قرار الكبنيت نحن نخرج لعملية واسعة النطاق شمال الضفة الغربية، ممكن أن تستغرق العملية عدة شهور، بعدها لن تعود المخيمات لتكون معاقل للإرهاب، ما فعلناه في غزة سنفعله بها”.
وتابعت القناة 14: المستوى السياسي تلقى صورة عن الأوضاع مفادها، بدون تدمير مخيمات الإرهاب السابع من أكتوبر جديد مسألة وقت فقط.