هيئة التحرير
مهللين مُكبرين وكأنهم في طواف الحج، هكذا عاد أهل غزة النازحين في جنوب القطاع إلى شماله، في مشهد حَمل معه العودة الأولى منذ النكبة في مشهد تاريخي.
سيرًا على الأقدام محملين بما تبقى لديهم، وبعد ليلتين من المبيت بانتظار السماح لهم بالعودة، عاد مئات الآلاف من النازحين إلى الشمال رغم الدمار الذي حل به ورغم خلوه من أية مقومات للحياة، عقب قصف الاحتلال الذي تواصل لأكثر من 15 شهرًا.
وبلهفة الاشتياق والفرح انتظر أهالي الشمال أقاربهم وذويهم على طول الطريق للترحيب بهم وبعودتهم بعد أشهر طويلة من حرمان اللقاء، نتيجة النزوح إلى مناطق الجنوب للبحث عن منطقة آمان لكن القطاع بأكمله لم يكن به نقطة أمان واحدة.
” تسبنيش تسبنيش” بهذه الكلمات تشبثت طفلة بوالدها الذي تراه لأول مرة بعدما فرقتهم الحرب طيلة أكثر من 15 شهرًا، في مشهد حمل معه الفرح والألم وبمشهد دل على مشاعر مئات الآلاف من الغزيين الذين فرقت الحرب بينهم.
“نشرب من المجاري ونموت ولن نترك غزة” ” سننصب خيامنا على ركام بيوتنا والمباني المدمرة سنعمّرها” كلمات قالها النازحون في طريق عودتهم للشمال في رد واضح على تصريحات ترمب الداعية لترحيل الغزيين لمصر والأردن لمرحلة مؤقتة أو طويلة الأمد.
تأتي مشاهد العودة للشمال الذي يخلوا من مقومات الحياة، وكأنها رسالة شعب عنيد رافض للتهجير والنزوح ويصر على المكوث في وطنه حتى لو كان خرابا.